الشيخ حسن التهامي درس مشوق عن آخر الأحداث التي تسبق ظهور الإمام المهدي عليه السلام

الشريف حسن التهامي محمد عبده الحودلي
المهدي المنتظر كما جاء في الأحاديث النّبويّة الشّريفة هو رجلٌ من نسل آل بيت النّبي عليه الصّلاة والسّلام أي من ولد فاطمة، واسم هذا الرّجل محمّد بن عبد الله، ومن صفاته الخلقيّة التي ذكرها النّبي الكريم أنّه أجلى الجبهة أي ينحسر شعر رأسه عن جانبي رأسه وجبهته، وأقنى الأنف أي حادّ الأنف، كما ورد صفات خلقيّة أخرى له لم تصحّ. مهمّة الإمام المهدي وكيفيّة خروجه مهمّة الإمام المهدي أنّه سوف يُخرجه الله تعالى حتّى يكون خليفةً للمسلمين يقودهم نحو العدل والرّشاد، وتكون من أجلّ مهامه وأعظمها أن يحارب الظّلم والظّالمين ويطبّق العدل والمساواة بين النّاس حتّى تمتلأ الأرض عدلًا وقسطًا كما ملئت من قبل ظلمًا وجوراً، كما تؤدّي سياسات المهدي المنتظر إلى كثرة المال بين النّاس ببركة العدل وظهور النّعم والخيرات ونمائها، حتّى ورد في بعض الأحاديث أنّه يحثي المال حثوًا ولا يعدّه عدًّا من كثرته، وقد روي عن خروجه أنّه يكون من ناحية المشرق وخراسان، وأنّه يخرج على اختلاف بين النّاس وفتن كثيرة، ويبايعه النّاس بالخلافة والإمامة بين الرّكن والمقام، كما روي عن الإمام المهدي أنّه يستقر في بيت المقدس وفي عهده ينزل المسيح عيسى عليه السّلام، ويدخل عليه المسجد وهو يصلي بالنّاس فيتأخّر الإمام المهدي حتّى يصلّي سيّدنا عيسى عليه السّلام، فيثبّته سيّدنا عيسى إماماً بقوله لك أُقيمت الصّلاة. اختلف العلماء في ترتيب علامات الساعة بسبب عدم ورود نص صريح يدل على ترتيبها، ولكنهم تمكنوا من استنباط ترتيب بعض الأحداث، حيث قالوا أن أولها ظهوراً علامات الساعة الصغرى، التي بدأت ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وفاته، ومنها طاعون عمواس، وظهور الفتن، وظهور الجهل، وقبض العمل، وضياع الأمانة، وانتشار الخمر والمعازف والزنا، وغيرها الكثير.[١] وقبل وقوع علامات الساعة الكبرى التي تؤذن بقرب قيام الساعة؛ سيظهر الإمام المهدي الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونُقل عنه العديد من الأحاديث التي بلغت في مجموعها التواتر المعنوي وذُكر فيها اسمه ونسبه، وصفاته الخلقية والخُلقية، والوقت الذي سيخرج فيه، حيث يظهر المهدي قبل خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء، مصداقاً لما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مريمَ، فيقولُ أَمِيرُهُمُ المَهْدِيُّ: تَعالَ صَلِّ بِنا، فيقولُ: لا، إِنَّ بعضَهُمْ أَمِيرُ بَعْضٍ، تَكْرِمَةُ اللهِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ).[٢][١] المهدي لغةً اسم مفعول من الفعل هَدى، وهو من هداه الله تعالى إلى طريق الحق،[٣] أما اصطلاحاً فيُعرّف المهدي على أنه الرجل الذي بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهوره في آخر الزمان ليحكم بالعدل، فيؤيّد الدين، ويتبعه المسلمون، ويكون من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، ويظهر في زمن المسيح الدجال، وعيسى عليه السلام.[٤] اسم المهدي ونسبه أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اسم المهدي يطابق اسمه، واسم والد المهدي يطابق اسم والده، وبذلك يكون اسم المهدي محمد بن عبد الله، مصداقاً لما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لو لم يبقَ منَ الدُّنيا إلا يومٌ لطوَّلَ اللهُ ذلك اليومَ حتى يبعثَ رجلًا مني أو من أهلِ بيتي يُواطِئُ اسمُه اسمي واسمُ أبيهِ اسمُ أبي يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا كما مُلِئَتْ ظلمًا وجورًا؟)،[٥] وأما نسب المهدي فيرجع بالتحديد إلى فاطمة بنت محمد رضي الله عنها، مصداقاً لما روته أم سلمة رضي الله عنها عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (المَهْديُّ من عِترتي من ولدِ فاطمةَ)،[٦] وتجدر الإشارة إلى أن المقصود بالعترة الأقرباء وبنو العمومة.[٤] علامات تسبق ظهور المهدي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدد من العلامات التي تسبق ظهور المهدي، ومنها تجبّر الملوك والطغاة، وانتشار الظلم والجور، والحروب، والاعتداءات، والفتن، ومنها استحلال البيت الحرام، مصداقاً لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يُبايَعُ لرجُلٍ بينَ الرُّكنِ والمَقامِ ولن يَستَحِلَّ البيتَ إلَّا أهلُه)،[١٢] ومنها أن يصبح المسجد النبوي كالقصر الأبيض، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يجيء الدجالُ فيصعد أُحُدًا فينظر المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصرَ الأبيضَ؟ هذا مسجِدُ أحمدَ).