أغاني يهود العراق ولقاء نادر.. كم كان عددهم وما هو دورهم في الموسيقى العراقية؟

يهود العراق، قصة أناس عاشوا بيننا في يومٍ من الأيام، عملوا معلمين وأطباء، وصاغة ذهب وعمال بناء، كانوا متواجدين في كل مرافق الحياة.

كما يمكنكم مشاهدة قصة النجمة اللامعة التي تحولت إلى متسولة
   • سهى عبد الأمير نجمة لامعة أصبحت متسولة في ...  

ومشاهدة أسرار أخر الأيام في حياة المطرب صاحب أجمل صوت في تاريخ العراق في هذا الفيديو
   • قصة رياض أحمد أمير الشجن العراقي: لم يُعط ...  

حتى أن المرحوم محمد الگبانجي عندما أسس أول فرقة موسيقية في تاريخ العراق في العام ألف وتسعمائة وتسعة وعشرون، كان جميع عازفه من اليهود. وقال عنهم عبد الرزاق العزاوي رئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين "كانوا من أشهر العازفين في المقام العراقي ولا يختلف على ذلك اثنان".

وعند تأسيس أول إذاعة في بغداد، في العام 1936 طلبت الحكومة العراقية من صالح الكويتي، اليهودي العراقي الذي يعتبر أبو الأغنية العراقية، طلبت الحكومة منه أن يشكل ويترأس أول جوقة موسيقية تعزف في مبنى الإذاعة والتلفزيون، وهو الذي لحن معظم أغاني فرقة الانشاد العراقية في الأربعينات.

حول اليهود الغناء العراقي من الموشحات والمقامات التقليدية والطور الريفي، إلى غناء المدينة، فهم من أسسوا الأغنية التي عرفت فيما بعد ب الأغنية البغدادية. وكان للنوادي الليلية والمعروفة بالملاهي في العراق، الدور الأبرز في تطويرها. حتى أن صالح وأخوه داود كانا يعملان عازفين في ملهى ليلي مع سليمة مراد وعفيفة إسكندر وغيرهن من المطربات.

معظم النوادي الليلية كانت ملكاً لليهود، ويعزف ويغني فيها اليهود، الذين كانوا من أوائل من أسس الملاهي في العراق ومن أشهرها: ملهى الفارابي وأبو نؤاس ودجلة وملهى الهلال.

كانت العوائل البغدادية الراقية تحضر إليها لسماع صديقة الملاية وسليمة مراد وعفيفة إسكندر. وكانت الملاهي تجلب مطربات عربيات للغناء فيها بشكل دائم.

يقول الباحث في التراث الموسيقي اميل كوهين، الموسيقى كانت تورث كمهنة لدى يهود العراق ومن أشهر العوائل الموسيقية العراقية كانت عائلة بصون وقبلهم عائلة كوهين، والموسيقى كانت حكراً على اليهود حتى العام 1950"

أسس الأخوين صالح الكويتي وداود الكويتي أول معهد لتعليم الموسيقى في العراق في العام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثون، كانت أول مؤسسة رسمية تدرس الموسيقى في تاريخ العراق المعاصر. دَرَسَ فيه الأخوين آلتي العود والكمان.

اجمع الباحثون العراقيون بأن اليهود هم أول من صنع الأغنية العراقية خارج إطار المقام العراقي، وأول هذه الأغاني كانت أغنية يا صاعد السلم التي صدرت في العام 1898 ثم أغنية عفاكي، في العام 1910 والتي أصبحت من أشهر الأغاني في بدايات القرن العشرين، حيث كانت تغنى في كل المناسبات.

كان محمد عبد الوهاب من الأصدقاء المقربين لصالح الكويتي وأثر أحدهما في الأخر بشكل ملحوظ موسيقياً. وأحبا ألحان بعضهما البعض، فعلم صالح محمد عبد الوهاب على مقام اللامي العراقي، الذي أستخدمه في ألحان شهيرة عربياً مثل يلي زرعت البرتقال، وأغنية انا والعذاب وهواك.

على عكس التلحين والعزف، كان معظم قراء المقام العراقي من المسلمين، مع وجود قلة من القراء اليهود وأشهرهم إسرائيل بن المعلم ساسون، والذي تعلم على يد قارئ المقام الرائد رحمة الله شلتاغ. ومع ذلك قال الناقد عادل الهاشمي بأن "اليهود عشقوا المقامات العراقية وأول من غنى المقام هو اليهودي العراقي سلمان موشي، وجميع القراء الأخرين تأثروا به بمن فيهم القارئ الرائد رشيد القندرجي".

عاش اليهود في وادي الرافدين منذ القدم، فبابل مهد الحضارات، كانت مولد العبرانيين، قبل أن يصبحوا "شعب إسرائيل" ويظهروا على ساحة التاريخ. وتشير المصادر التاريخية إلى أن أرض الرافدين كانت مولد النبي إبراهيم، الذي هو جد بني إسرائيل الأكبر. وازدادت أعدادهم بعد السبي الأشوري وثم السبي البابلي. وعاشوا طوال حياتهم في العراق، إلى أن تهجروا منه في نهاية الأربعينات وصودرت أملاكهم وأموالهم وأسقطت عنهم الجنسية العراقية.

ماذا تعرف عن أغاني يهود العراق؟
شاركنا رأيك ولا تنسى الاشتراك بقناة الحياة آرت

جولة في معقل يهود العراق في إسرائيل
يهود العراق والحنين إلى الوطن قصة بلا نهاية
هل تعرف قصة اليهودي العراقي نوري الذي ارضعته جارته المسلمة؟

جميع الحقوق محفوظة لقناة الحياة آرت