سوق الرستاق القديم ابو ثمانية
Автор: الرستاق
Загружено: 2025-07-02
Просмотров: 47
كل صباح، ومع طلوع الشمس، تُفتح هذه الأبواب تباعًا. ينسحب الظلام مُحلًّا مكانه ضجيج القرون الآتية من البعيد؛ من شاطئ البحر، من قُرى الوادي، ومن جباله. لكن الأهم— كان سوق أبو ثمانية نافذة الرستاق على العالم، يجلب سلعًا من الهند والسند، يُورد البهارات والمنسوجات والعطور عبر الطرقات؛ سوق يتبادل فيه الناس الأخبار والأسرار على فناجين قهوة سمراء ، في محلات الحلي الفضية يُ نقش خيوط فضية بأيادٍ ماهرة، وألوان زاهية تتناغم مع رائحة الليمون، والتوابل، والزعفران. لم تكن أبواب السوق مجرد ممرات، بل رموزًا لحيوية المكان، كل باب يُطل على حيّ أو ركن من الرستاق ليربط المدينة، كقلب ينبض بثمانية شرايين. داخل السوق، يتجول الزائرون بين المحلات، يتفاوضون، يُساومون، ويُتركون وراءهم أجواءً من البهجة والسكينة. يشهد التاريخ أن "سوق أبو ثمانية" كان مركزًا رئيسيًا في ازدهار الرستاق في عهد اليعاربة، حيث أصبحت المدينة حلقة وصل مزدهرة بين حضارات الشرق الأقصى وعُمان الداخلية. هنا تلتقي قوافل البحر بقوافل الجمال، وأزياء أهل عمان بالبضائع القادمة. لكن مع مرور الزمن، تغيرت معالم السوق الذي عرفناه بعد الترميم الأخير. جدرانه الجديدة أضفت عليه برودة غريبة، وأخفت خلفها الشقوق وحكايات السنوات الطويلة. كم فقد السوق من روحه حين ارتدى ثوبًا فقد أصالة الحداثة، وكم خسرت الرستاق من ذاكرتها؟ هكذا يبقى في قلب كل رستاقي شوق لسوق قديم، بأبوابه، وما يمكن أن يكون عالقا في الأفق. درس للأجيال: أن الأصالة ليست جدرانًا مُلمّعة، بل روحٌ تسكن المكان، لا يُحفظ إلا بالحفظ، لا بالنسيان. سوق الرستاق القديم، المعروف بسوق أبوابه الثمانية، كان يُفتح على ثراء بضائع الهند والسند. قبل الترميم الذي شوهه، كان هذا السوق مركزًا تجاريًا هامًا في عهد اليعاربة يحتضن بين جدرانه تاريخًا من العظمة والمجد. تسمية السوق "أبو ثمانية" تأتي من عدد أبوابه— أربعة أبواب في القصبة الداخلية وأربعة في الخارجية، كان كل باب منها بوابة لعالم من الكنوز والقصص والأحلام.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: