الملتقى العلمي الرابع لشباب الباحثين - أكاديمية رواق- اليوم الأول

يشهد مجال الآثار تحولاً كبيراً وتقدمًا لافتًا مع ظهور افاق جديدة للتكنولوجيا. إذ تقوم دمج التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي AI في هذا المجال بثورة في طريقة اكتشافنا للمجهول، مما يعد بدفع علم الآثار إلى عصر جديد من التقدمات التي لم نشهدها من قبل.

ومن التقليد الذي دام طويلاً في الاستكشاف الأثري وعملية دراسة الآثار والتنقيب عنها أنها تستدعي جهوداً كبيرة وتحليلات مستفيضة من اجل الوصول الى نتائج جديدة. ولكن يأتي الذكاء الاصطناعي ومجالات التكنولوجيا الحديثة لتغير هذا الأمر. بفضل قدرتها على معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة فائقة، بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتشف الأنماط والروابط التي تكاد تكون مستحيلة للبشر رؤيتها وتنفيذها بسرعة ودقة. وهذه القدرة على التحليل السريع والمعقد تفتح آفاقًا جديدة لاكتشاف الآثار، وتسمح لنا بالتعمق في الماضي بشكل لم يحدث من قبل.

والذكاء الاصطناعي يكون ذا فائدة خاصة في تحليل الصور من الأقمار الصناعية علاوة على ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية. وبالنظر إلى التهديدات المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ والتطور العمراني على هذه القطع الثمينة من تاريخنا، فإن حاجة وضرورة وسائل الحفظ الفعالة أكثر أهمية من أي وقت مضى. كذلك يتيح الذكاء الاصطناعي لعلماء الآثار التركيز على الجوانب التفسيرية والتحليلية لعملهم بحيث يقدم هذا التناغم بين الإنسان والآلة قدرًا هائلاً من الإمكانات لفتح تحليلات جديدة حول ماضينا وإلقاء الضوء على الألغاز التي تفوتنا لقرون، ومن اجل النقاط السابقة سنحاول في هذا الملتقى العلمي الوصول الى استخدامات الذكاء الاصطناعي في خدمة الاثار الإسلامية وكيف يمكن تطويع البرامج الحديثة والتكنولوجيا الجديدة في تفسير أحداث وعناصر غامضة بالفنون والعمارة الإسلامية وكذلك إعادة تخيل وبناء لعديد من المواقع الاثرية والتراثية الإسلامية من عصور مختلفة ومحاولة استنتاج أشكالها والأحداث التي مرت بها عبر العصور وذلك من خلال عدة محاور.