طعام وتعزية .. الأربعاء 16 أبريل 2025 .. ديان الجميع

الأربعاء 16 أبريل 2025
دَيَّان الْجَمِيع

«هذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّانًا لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ» ( أع 10: 42 )

كانت الأمور المُختصة بحياة «يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ»، وموته، قد انتشرت في الجليل واليهودية، وصارت معروفة جيدًا لكرنيليوس وكل المجتمعين معه. ولذلك استطاع بطرس أن يقول لهم: «الْكَلِمَةُ ... أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ». إلا أنه كان هناك أشياء لم يعرفوها؛ فانبرى ليكشف كل الأساسيات. كان موت المسيح مشهدًا جرى أمام الجميع وعرفه الجميع. أما قيامته فشهدها قليلون، وينكرها الأغلبية. ولذلك، يعلن بطرس الآن الأخبار الغريبة أن يسوع المصلوب قد أقامه الله من الأموات، وأنه هو وباقي الرسل قد رأوه فعلاً، وأكلوا معه، وتلقوا منه التكليف أن يكرزوا للآخرين ( أع 10: 37 -41).

وفي الآيتين42، 43 يعلن بطرس ما كُلِّف أن يعلنه. هاتان الآيتان تُقدمان لنا إعلانين لا بد أنه كان لهما تأثير عظيم على سامعيه الأمميين: أولاً: أن يسوع الذي صلبه الناس «هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّانًا لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ». وأن اليهود والأمم اشتركوا في صلبه. ولا بد أن كرنيليوس كان يعرف فعلاً التفاصيل، وربما كان يعرف بعض مَن شاركوا فيه، إذا لم يكن هو نفسه قد تورط في ذلك. حسنًا، يسوع المحتقر هذا، سيأتي في اليوم المحدَّد كديَّان للجميع، ومصير كل البشر في يديه. يا له من إعلان مُذهل يملأ كل مقاوم بالرعب!

ولكن ثانيًا، قبل أن يُجلِس هذا الديَّان (القاضي) نفسه على كرسي القضاء، فإن له يشهد جميع الأنبياء، أن هناك غفرانًا مُقدَّمًا في اسمه. وهذا الغفران يناله «كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ» (ع43). غفران عن طريق اسم الديَّان (القاضي)! هل يمكن أن يكون هناك شيء أكثر ثباتًا وترضية عن هذا؟ لقد صار الديَّان هو الضامن للخطاة، وبناء عليه، فإن مَن يؤمن به ينال غفران الخطايا، قبل أن يأتي اليوم، الذي فيه تُقام الدينونة العظيمة للأحياء وللأموات.

ف. ب. هول
#طعام_وتعزية
#دار_الإخوة_للنشر