فعايل

[ #التاريخ_لن_ينسى_شيئًا ]

التاريخُ لا ينسى.
وإن نسي الناسُ #أنفسهم، فلن ينسى وجوهَ الذين باعوا حياتهم وضمائرهم بأبخس الأثمان، وتخلّوا عن أرواحهم قبل أن يتخلّوا عن مبادئهم.

أولئك الذين أداروا ظهورهم لتاريخٍ عظيمٍ صُنع بماء الذهب، #وتوارثه الآباء عن الأجداد، جيلاً بعد جيل، كأنّه أمانةٌ مقدّسة لا يقبل التفريط ولا التخاذل.

إلى من #باعوا أصالتهم في سوقٍ رخيصٍ لا يعرف قيمة الشرف…
إلى من ظنّوا أن المجد يُشترى، وأن الكرامة تُستبدل، وأن التاريخ صفحةٌ يمكن أن تُطوى دون أن تُكتب…

التاريخُ يكتب الآن أسماءكم بحبرٍ آخر؛ حبرٍ لا يلمع، بل #يفضح.

لقد #نسي هؤلاء تاريخ أجدادهم الأصلاء؛ أولئك الذين عاشوا كبارًا وماتوا كبارًا. أجدادٌ عُرفت بالسخاء حتى في أشدّ أيام الفقر،
⁠#وبالمروءة حين كانت الدنيا تضيق، وبالوفاء حين كان الوفاء يُعدّ كنزًا لا يملكه إلا أصحاب القلوب الطاهرة.

رجالٌ شهدت لهم كل #القبائل العربية في الوطن العربي، يقفون شامخين حين تنحني الجبال، ويثبتون على مبادئهم حين تتغير الوجوه وتتبدل الأيام.

لم تغرِّهم الدنيا، ولم تضعفهم الحاجة، ولم تكسرهم الظروف المادية والاجتماعية والاقتصادية.

وقفوا بشموخٍ حين #جاع غيرهم، وعفّت أيديهم حين امتدت أيادٍ أخرى إلى ما لا يليق.

وماتوا – نعم ماتوا – على مبادئ طاهرة، قلوبهم مليئة #بالمحبة، أرواحهم معطرة بالكرم، وصدورهم لا تعرف إلا الوفاء.

أما من جاء بعدهم، وبدّل واستخفّ بما ورث، وتهاون بما حُمل إليه من إرثٍ عظيم…

فليعلم أن التاريخ لا يرحم،
ولا ينسى،

ولا يغفر للرخيص خطيئته.

[ التاريخُ لا ينسى ]

وسيبقى يذكر أن هناك رجالًا باعوا،
وأن هناك رجالًا ماتوا وهم أعزّ من أن يُشتروا

[ منصة الجبور أبناء عبدالله بن السلطان جبر الزبيدي ]