مجنون ليلى".. واقع أم خيال؟ وهل مات منتحراً؟
Автор: نسبية الحقيقة
Загружено: 2025-09-09
Просмотров: 27
شكّل مجنون ليلى، المعروف باسم قيس بن الملوح، عاشق ليلى العامرية، صورة للهفة الحب وما يوقعه بالنفوس البشرية.
ورغم أن هذه الشخصية قد تغلغلت في الوجدان العربي والثقافة العربية بمعناها الرمزي، في تجسيد الحب العذري، إلا أنها أيضاً قد انفتحت باتجاه دلالات تفوق حقيقتها الأساسية لو أنها كانت ذات تاريخ واقعي.
ويذهب طه حسين في كتابه "حديث الأربعاء" إلى التشكيك في أن #مجنون_ليلى كان شخصاً له كيان ووجود حقيقي، حيث يرى أنه من اختراع الرواة الذين نسجوا حوله القصص والحكايات لتوصيل رسائل ذات معانٍ أو مغازٍ بعينها.
ويقول حسين: "أزعم أن قيس بن الملوح إنما هو شخص من هؤلاء الأشخاص الخياليين، الذين تخترعهم الشعوب لتمثيل فكرة خاصة، أو نحو خاص من أنحاء الحياة، بل ربما لم يكن قيس بن الملوح شخصاً شعبياً كجحا، إنما كان شخصاً اخترعه نفر من الرواة، وأصحاب القصص، ليلهوا به الناس أو ليرضوا به حاجة أدبية أو خلقية".
وقد ورد ذكر مجنون ليلى في التراث الأدبي، كأحد شعراء العصر الأموي، وحيث جاءت أخباره بوفرة في كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وبدرجة أقل من التفصيل في كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة وغيره.
لكن طه حسين يرى أن الشعر المنسوب لقيس بن الملوح لا يشير إلى شخصية واحدة ولا إلى نفس واحد، بما يعطيه طابع الشخصية المتناقلة التي يضاف عليها من قبل الكل سواء في عصر ابتكارها أو كافة العصور.
وقد يكون ثمة شخص بدأت منه الحكاية، لكن تم تطويرها والنسج عليها كما حصل مع جحا وأشعب وغيرهما من الشخصيات التي أخذت مسارات في الوجدان الشعبي العام، فمجنون ليلى كسب موقعه بوصفه رمزاً كبيراً للتضحية في الحب إلى أن لقي حتفه بسبب ذلك الهيام الوقاد.
من هو المجنون؟
الوارد في أصل القصة وفق منظور التاريخ الواقعي، أن قيس بن الملوح عاش في العصر الأموي، حيث ولد حوالي سنة 24 هجرية وتوفي 68 هجرية (645 – 688 م) أي أنه عاش حوالي 44 سنة، وكان من أهل نجد، وعاصر خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول للهجرة.
كما يعتبر قيس بن الملوح أحد القيسين، والآخر هو قيس بن ذريح المعروف بـ"مجنون لبنى"، وكلاهما ليس مجنوناً بالمعنى الحقيقي.
وقد كسب ابن الملوح لقبه "المجنون" لهيامه بحب ليلى العامرية، التي شب على عشقها وكان قد نشأ معها، لكن أهلها رفضوا تزويجها له، فبات يهيم في البادية يتغزل بها ويتغنى لأجلها متنقلاً ما بين الشام والحجاز.
وانتهت حياة مجنون ليلى بشكل مأساوي، حيث وجد ملقى بين الأحجار وهو ميت، ولم يعرف السبب، وحمل إلى أهله على هذا الحال الحزين.
قيس وليلى
تشير أغلب الروايات والتراجم إلى أن قيس وليلى هما أبناء عمومة، وتربيا منذ الصغر وكانا يرعيان المواشي معاً، ويبدو ذلك جلياً في أشعار قيس، لو أنه كان صادقاً ولا يتوهم.. كقوله:
وكالعادة في البادية ما إن كبرت البنت إلا وحجبت عن الحبيب، فبات قيس ولهاً بالذكرى ويتمنى أن يعود لسابق العهد وجوار المحبوب، ولم يكن له إلا الأشعار لتسلي حاله وتغسل أساه.
وعندما تقدم لخطبتها لم يوافق عليه، رغم أنه جمع لها ما لا يقل عن خمسين من النوق الحمراء، وذلك تماشياً مع إرث العرب في أنهم لا يزوجون من ذاع صيتهم بالحب، حيث ترى القبيلة في ذلك عارًا.
غير أن ثمة رواية أخرى، في أن السبب يتعلق بخلاف بين والد قيس بن الملوح ووالد ليلى العامرية، حول بعض الأموال والميراث، وكان والد ليلى يظن أن عائلة قيس قد سرقت ماله.
لكن في كل الأحوال، تبقى الرواية الأولى بشأن العار هي الأرجح من بين كل القصص التي يمكن أن تروى في تفسير سبب منع تتويج هذا العشق .

Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: