قصة سيدنا يوسف |من البئر الى الحكم |قصص الانبياء.

في هذه الأجزاء من قصة يوسف عليه السلام، نتابع محنته بعد أن ألقي في البئر على يد إخوته، ونرى كيف انقلبت حياته بالكامل بعد هذا الابتلاء الكبير. تبدأ الأحداث بانقاذ يوسف من البئر على يد قافلة من التجار، الذين أخذوه معهم إلى مصر وبيعوه كعبد في بيت العزيز، وهو الرجل ذو المكانة والقوة في مصر. هناك يبدأ فصل جديد من حياته، حيث يواجه تحديات مختلفة تمامًا عن طفولته، وتظهر معالم شخصيته الحكيمة منذ صغره، إذ يواصل يوسف الاعتماد على الله في كل خطوة، ويبدأ التعلم من بيئته الجديدة كيف يحمي نفسه ويثبت موقفه أمام الغير.

في بيت العزيز، تظهر قصة اغراء امرأة العزيز له، حيث حاولت أن تغويه بما حرم الله، لكنه رفض بكل صبر وثبات، محافظًا على بره وأمانته. لكنها بعد رفضه، تلفق له تهمة زورًا، ويُسجن يوسف ظلماً. في السجن، يلتقي بعدد من السجناء الذين يحلمون أحلامًا غريبة، ويقوم يوسف بتفسير أحلامهم بدقة ووضوح، موضحًا معنى كل حلم وما سيترتب عليه من أحداث مستقبلية، مستعينًا بعلمه وعطية الله له. هذه الأحداث تبرز حكمة يوسف وصبره، وتظهر كيف أن الابتلاء يمكن أن يتحول إلى وسيلة لرفع مكانة الإنسان عندما يكون الصبر والإيمان حاضرين.

ومع مرور الوقت، يصل صيت يوسف إلى الملك نفسه، الذي حلم حلمًا غامضًا عن سبع بقرات سمينات وسبع بقرات عجاف، وعن سبع سنبلات خضر وسبع سنبلات يابسات. يدرك الملك أن يوسف هو الشخص القادر على تفسير هذا الحلم، ويستدعيه من السجن. وهنا تبدأ مرحلة جديدة في حياة يوسف، حيث ينتقل من عبد مظلوم إلى مستشار حكيم قادر على إدارة شؤون مصر كلها. يبدأ يوسف في تقديم خطط دقيقة لمواجهة سنوات القحط القادمة، موضحًا أهمية التخزين الحكيم للغلال وإدارة الموارد بطريقة عادلة، ما يضمن حماية الشعب المصري من المجاعة ويبرز ذكاءه وفطنته في التعامل مع الأزمات الكبرى.

كما نتابع في هذه الأجزاء كيف تعامل يوسف مع إخوته عندما جاءوا إلى مصر طلبًا للطعام خلال القحط، وكيف بدأ يختبرهم بحكمة لمعرفة صدقهم وتوبتهم، دون أن يكشف هويته فورًا. استخدم يوسف ذكاءه وحنكته في مواقف دقيقة تختبر القلوب، ويظهر أنه ليس مجرد رجل يحكم، بل شخصية تمتلك القدرة على الجمع بين الرحمة والعدل والحكمة في الوقت نفسه. كل خطوة من خطواته كانت مدروسة، وكل قرار يتخذه كان نابعًا من فهم عميق للناس والظروف، مع التوكل الكامل على الله في كل أموره.

هذه الأجزاء الطويلة والمليئة بالتفاصيل تقدم درسًا عظيمًا في الصبر على الابتلاء، وحسن التصرف مع الظلم، والحكمة في إدارة الموارد، والرحمة في التعامل مع الناس، والأمانة في كل مسؤولية. فهي تمهد الطريق للأحداث القادمة، حيث تتكشف خيوط المصير وتبدأ مرحلة تحقيق النصر والاعتراف بمكانة يوسف عليه السلام، بعد سنوات طويلة من الابتلاء والصبر، ليصبح نموذجًا خالدًا في التاريخ عن الثقة بالله والصبر على المحن، وعن القوة التي تولد من الصبر والاعتماد على الله في كل المواقف.
قصة يوسف عليه السلام، البداية والنهاية، يوسف في مصر، السجن، تفسير الأحلام، امرأة العزيز، الغيرة بين الإخوة، القحط والمجاعة، الصبر على الابتلاء، حكمة يوسف، العدل والرحمة، التعامل مع المحن، يوسف ومستشاره للملك، توبة الإخوة، الصبر والثقة بالله، قصص الأنبياء، يوسف ولقاء إخوته.