التحاليل الطبية والتشخيص المبكر… مفتاح علاج العقم،..

توضح الدكتورة نادية مزيان متوكل، في حديثها ضمن برنامج "صباحيات"، أهمية التحاليل الطبية والدور المحوري للتشخيص المبكر في علاج مشاكل العقم، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تقسم عادةً إلى ثلاث نسب ، ثلث الحالات تعزى إلى الزوجة، وثلث آخر إلى الزوج، في حين يرتبط الثلث الأخير بعوامل مشتركة بين الزوجين.

وتشدد الدكتورة على أهمية التوجه إلى الطبيب المختص دون تأخير، لأن الفحوصات تتيح التعرف بدقة على أسباب العقم لدى كل من الزوج والزوجة. فعند الرجل، يجرى تحليل السائل المنوي لتقييم عدد الحيوانات المنوية، حركتها، ومدى قدرتها على العيش، حيث تساعد النتائج في الكشف عن الأسباب المحتملة، وغالبا ما تكون هرمونية مرتبطة بضعف إفراز الهرمونات المحفزة من الدماغ تجاه الخصيتين.

كما تؤكد أن هناك أسبابًا أخرى كاتساع الأوردة (العروق) التي يمكن معالجتها واستعادة الخصوبة، إضافة إلى حالات خاصة يكون فيها السائل المنوي لا يقذف بشكل خارجي، بل يعود إلى المسالك البولية، وهي حالة لها علاج طبي كذلك.

وتحذر الدكتورة مزيان من اللجوء إلى معتقدات خاطئة وتمثلات اجتماعية مضللة، مثل استخدام الأعشاب، أو بالسحر والشعوذة، بدلا من الطرق العلمية والطبية المؤطرة. فمشاكل الانتصاب مثلا، غالبا ما تكون نتيجة لأسباب نفسية أو عضوية، وتحتاج لتشخيص دقيق وعلاج مختص.

كما تدعوا نادية مزيان إلى ضرورة بناء علاقة ثقة بين الطبيب والمريض، مع الانتباه للحالة النفسية للزوجين خلال هذه الفترة الحساسة ومراعتها من طرف الأقارب. أما لدى النساء، فأكدت أن مفهوم "الثقاف" يجب أن يفهم ضمن إطاره الطبي كإجراء علمي لا غنى عنه، وليس من خلال المعتقدات الشعبية.

وتشير الدكتورة إلى أنه في بعض الحالات، تكون الجراحة ضرورية، كما في حالة وجود التصاقات في الرحم تعيق الحمل، وهي عملية بسيطة تُجرى بالمنظار لاسترجاع الخصوبة. أما في حال استئصال (الخرطوم)، فغالبا ما يتم اللجوء إلى تقنية أطفال الأنابيب.

وتؤكد الدكتورة على ضرورة خضوع هذه الممارسات الطبية لإطار قانوني منظم، مشيرة إلى القانون رقم 47.14 المتعلق بالمساعدة الطبية على الإنجاب، والذي يضمن تنظيم هذه العمليات بشكل قانوني واضح وشفاف، قائم على الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية.