مات مكروهًا من الجميع، وعندما ظهرت الحقيقة لم يغفروا لأنفسهم أبدًا
Автор: كنز القصص و الحكايات
Загружено: 2025-08-26
Просмотров: 1214
في قريةٍ هادئة، عاش رجلان: خياطٌ غنيٌّ لكنه مكروهٌ لبُخله، وجزارٌ فقيرٌ لكنه محبوبٌ لكرمه. تجاهلوا الخياط، احتفوا بالجزار، وتركوا الأول يموت وحيدًا في صمت.
ولكن في اليوم التالي لوفاته، توقف كرم الجزار فجأة.
لم يكن الأمر صدفة. كان هناك سرٌ يربطهما، حقيقةٌ دُفنت مع الخياط، وعندما ظهرت، أغرقت القرية بأكملها في طوفان من الندم الذي لا ينتهي.
كان دكان إبراهيم أشبه بمقدس صغير له. يغمره ضوء الشمس الدافئ الذي يتسلل من نافذة عريضة، كاشفاً عن رزم الأقمشة الملونة المرصوصة بدقة متناهية على الرفوف، من القطن الناعم إلى الحرير اللامع. في الهواء، تمتزج رائحة الكتان النظيف بشذى خافت من الشمع الذي يستعمله لتمرير خيوطه. لم يكن يُسمع في هذا المكان سوى صوتين: حفيف القماش تحت أصابعه الخبيرة، والقص المنتظم لمقصه الفضي الذي ورثه عن أبيه، والذي بدا كأنه امتداد لإرادته.
أما إبراهيم نفسه، فقد كان رجلاً انحنى ظهره قليلاً بفعل عقود من الجلوس خلف طاولة الخياطة. وجهه كان خريطة من التجاعيد الهادئة، ونظارتاه الصغيرتان تستقران دائماً على طرف أنفه، بينما كانت عيناه خلفهما تحملان نظرة من الصفاء العميق والحكمة الصامتة. اشتهر إبراهيم في القرية بأمرين: مهارته التي لا تضاهى في تحويل القماش إلى تحف فنية، وصمته الدائم الذي يلفه الغموض. كان يرد على الجميع بابتسامة دافئة، لكنه نادراً ما كان يشارك في أحاديث القرية ولغطها، مما جعله في نظر البعض غريباً وفي نظر الآخرين وقوراً. كانت ملابسه التي يخيطها تباع بأسعار مرتفعة، وكان الأثرياء من القرى المجاورة يأتون إليه خصيصاً، الأمر الذي رسّخ في أذهان أهل القرية صورة الرجل الثري الذي يعيش في بحبوحة من العيش.

Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: