رسالة إلى أبي: كلمات مؤثرة تحطم القلوب
Автор: {TheArabianHope} عبدالرحمن سكرية
Загружено: 2021-03-30
Просмотров: 14168
رسالة فرانتس كافكا إلى والده، رسالة حزينة تكسر الفؤاد، يوضح فيها نظرته تجاه أبيه وسبب بغضه إياه؛ وقد أرجع سبب ذلك إلى التسلط والعنف وانتهاك الروح الذي مارسه أبوه عليه. كما أشار إلى أن السبب وراء شخصيته السوداوية هو الاضطهاد النفسي الذي لقيه من والده.
أبي الحبيب.. لقد سألتني مؤخراً: لماذا أزعم أنني أخاف منك؟ وكالعادة لم أدر بماذا أجيبك. تارة بسبب الخوف الذي يعتريني أمامك، وتارة لأن الكثير من التفاصيل متعلقة بحيثيات ذلك الخوف، بحيث لا يكون بوسعي لملمة شتاتها في الحديث معك ولو جزئياً. وإنني إذ أحاول هنا أن أجيبك خطياً، فإن كل ما أقوم به لن يكون سوى محاولة مبتورة، وذلك لأن الخوف وتبعاته يصدانني عنك حتى في الكتابة، ولأن جسامة الموضوع تتعدى نطاق ذاكرتي وإدراكي.
الأمر بالنسبة لك كان دائماً في غاية البساطة؛ على الأقل وأنت تتحدث عنه أمامي وأمام الكثيرين بلا استثناء. كنت إلى حدٍّ ما اتصور الأمر هكذا: لقد ظللتَ تكدح طوال حياتك، مضحياً بكل شيء في سبيل أولادك، وأولهم أنا؛ أنا الذي، والحالة هذه، رحتُ أتمطى في “بحبوحة من العيش”، متروكاً لي مطلق الحرية في تعلم ما أريد! أنا الذي لم يكن لديّ من سبب واحد للقلق على أمر زادي وشربي، بل ولا على أي شيء. ومع كل هذا لم تحصل مني حتى على كلمة امتنان. وأنت أدرى كيف يكون “امتنان الأولاد”! إنما على الأقل كنوع من الملاطفة، من الود. إنني بدلاً من ذلك رحتُ أنأى بعيداً عنك إلى الغرفة والكتب وأصدقاء معتوهين، وإلى أفكار غريبة الأطوار. لم أصارحك يوماً بحديث، لم أتعهدك مرة في المعبد، لم أزُرْك مطلقاً في Franzensbad)1)، بل لم يكن لدي حتى حس الانتماء للأسرة. لم أكترث يوماً لأمرك ولا لشأن من شؤونك. ألقيتُ بكل ثقل المتجر على كاهلك وتركتك وحدك. رحتُ أقف في صف أوتيللا(2) وعنادها، بينما لم أكن أحرك ساكناً من أجلك أنت (لم آتك مرةً بتذكرة مسرح)، بينما أفعلُ كل شيء في سبيل الغرباء.
هكذا رحتَ تكوِّن وتكوِّن حكمك ضدي، حتى كانت النتيجة أنك أخذت عليَّ أني، لا خليعاً ولا سيئاً بطبيعة الحال (ربما باستثناء نيتي مؤخراً في الزواج)، بل أني باردٌ، نَفورٌ، جاحد لك. أخذتَ عليّ كل ذاك وكأنَّ الذنب ذنبي، أو كأنه كان بإمكاني تغيير كل شيء بإدارة الدفة، فيما لا تتحمل أنت حتى أقل القليل من الوزر، أو كما لو أن ذنبك كله هو أنك كنت في غاية اللطف معي!
وليس لي إلا أن أستصوب رأيك المعتاد هذا إلى حد بعيد، وإلى درجة اعتقادي بأنك لست المُلام أبداً في فتورنا ذاك. غير أني أنا أيضاً لا ألام في ذلك على الإطلاق. فهل بوسعي حملك على الإقرار بهذا؟! وليكن بعدها، ليس حياةً جديدة تماماً، فذاك أمر قد كبرنا عنه كثيراً، إنما ليكن شيئاً من سلام، لا حسماً نهائياً لأي إدانة، بل تخفيفاً منها فحسب.
من الغريب أنه كان لديك إحساس بما أريد قوله. على سبيل المثال: قلتَ لي منذ فترة وجيزة: “لطالما أحببتك. وإنني إذ لا أصارحك بهذا، كما هو شأن بقية الآباء، فما ذاك إلا لأني لا أستطيع أن أكون دعيّاً مثلهم”. وها أنا يا أبتي لم أنكر فضلك يوماً؛ غير أني أخطّئ ملحوظتك تلك. أنت لا تدعي، حسنٌ إذن، لكن إذا ما أردنا من هذا المنطلق أن نزعم أن بقية الآباء أدعياء فهذا إما جدل أعمى لا يقبل النقاش، وإما هو، وهذا هو رأيي، تعبير مبطن عن أن هناك شيئاً بيننا في المكان الخطأ، وأنك قد ساهمت فيه، إنما دونما ذنب. إن أقررت بهذا فإننا نتفق.
#كافكا #رسالة_إلى_أبي #كتاب_مسموع
🎀 __ LIKE ❤ SHARE ❤ SUBSCRIBE __ 🎀
حسابي على Facebook:
/ thearabianhope
حسابي على Inestgram: TheArabianHope
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: