“قصة بلقيس ملكة سبأ كما لم تُروَ من قبل
Автор: Nature Secrets
Загружено: 2025-11-30
Просмотров: 129
قصة ملكة سبأ (بلقيس
في قلب اليمن القديم، وعلى ضفاف سد مأرب العظيم، قامت مملكة سبأ، واحدة من أعظم الممالك التي عرفها التاريخ. كانت الأرض خصبة، والمزارع ممتدة على طول الأنهار، والسكان أذكياء ومجتهدين، بينما التجارة كانت مزدهرة بالذهب والبخور والجوهر. كانت المملكة تحكمها ملكة شابة تُدعى بلقيس، مشهورة بالحكمة والشجاعة، وبتوازنها بين القوة والعدل والرحمة لشعبها.
ولدت بلقيس في بلاطٍ ملكي مزخرف بالذهب والرخام، وسط أسرة تحرص على تعليم أبنائها العلوم والفلسفة والسياسة. منذ صغرها، برزت بين أقرانها بذكائها الحاد، وحرصها على العدالة، وحبها لمعرفة ما وراء الأشياء، فتعلّمت الرياضيات، الهندسة، والسياسة، كما تعلمت فنون القيادة والحكمة. لم تكن مجرد ملكة، بل كانت رمزًا للشجاعة والفطنة.
عندما جلست على العرش بعد وفاة والدها، أدركت بلقيس أنها ليست مسؤولة عن مجرد إدارة البلاط، بل عن مستقبل المملكة بأكملها. كانت تسمع إلى مستشاريها بعناية، لكنها لم تكتفِ بالاستماع، بل كانت تخرج بين الناس متخفية، لتراقب التجارة في الأسواق، وتتفقد المزارع، وتستمع لمشاكل الشعب عن قرب. يومًا بعد يوم، لاحظت أن التجارة مزدهرة، لكن بعض التجار يحاولون استغلال الفقراء، وأن بعض المزارعين يعانون بسبب الجفاف أو الفيضانات.
في أحد الأيام، وصل إلى بلاطها خبر عن رجل في فلسطين، يُدعى سليمان، النبي الذي يُقال إن حكمته فاقت البشر جميعًا، وأنه قادر على كشف الأسرار وفهم ما تخفيه القلوب. أثار هذا الخبر فضولها، وفكرت: "إن كان هناك رجل بهذه الحكمة، فلا بد أن أتعلمه، وربما أستفيد لمملكتنا وشعبنا."
استدعت بلقيس مستشاريها، وقالت لهم:
"أريد أن أرى هذا الرجل، وأن أعرف بماذا يتميز عن البشر. سأرسل له هدية عظيمة لتعرف قدرته على التمييز بين الحق والباطل."
اعترض بعض المستشارين بحذر:
"يا مولاتي، هذا قد يكون فخًا. ألا تخشين أن تُسخّر هذه الهدايا علينا بدلاً من أن تُظهر حكمته؟"
أجابتهم الملكة بثقة:
"الحكمة تحتاج إلى المخاطرة، والجبن لن يحفظ مملكتنا. إذا أردنا أن نتعلم شيئًا عظيمًا، فعلينا أن نجرؤ.
"
تم تجهيز قافلة ضخمة، محملة بالذهب والجوهر والبخور والبهارات الفاخرة، وأُرسلت عبر الصحراء الطويلة نحو فلسطين. واجهت القافلة عواصف رملية وحرارة شديدة، لكن إصرارهم وحذرهم ضمن وصول الهدايا بأمان.
عندما وصلت الهدايا، لم يكتفِ سليمان بمظاهرها، بل درس كل هدية بدقة، ثم كتب رسالة إلى الملكة مليئة بالحكمة:
"يا ملكة سبأ، القوة ليست في الذهب أو العرش، بل في الحق والحكمة والعدل. من اتبع الحق فاز، ومن أعرض عنه خسر."
وصلت الرسالة إلى بلقيس، وجلست وحدها في حديقة القصر، تتأمل كل كلمة فيها، تقول لنفسها:
"حقًا، هذا رجل يملك شيئًا يفوق المال والسلطة، شيئًا أريد أن أتعلمه لشعبي."
أرسلت بلقيس وفدها إلى سليمان، وكان اللقاء اختبارًا للحكمة والفطنة. عرض سليمان عدة بيوت متشابهة وقال:
"أي بيت من هذه البيوت هو بيتي؟"
تفحص الوفد البيوت بعناية، لكنهم لم يعرفوا. حين سأل سليمان الملكة نفسها، نظرت بعينين ثاقبتين، وقالت بهدوء:
"البيت الذي لا يظهر فيه أي أثر من الديكور المبالغ فيه، هذا هو بيتك الحقيقي، لأن من يمتلك الحكمة لا يحتاج لإظهارها."
ابتسم سليمان وقال:
"لقد فهمت، وحكمتك أعظم من أي ذهب."
في تلك اللحظة، شعرت بلقيس بأن الحق والحكمة أعظم من أي ثروة أو سلطة، وقررت الإيمان برسالة النبي. عاد الوفد حاملًا هذا النور، فاحتفل البلاط والشعب بهذا الإنجاز العظيم، وبدأت المملكة تتغير تدريجيًا.
بدأت بلقيس تطبق الحكم الجديد في كل جوانب الحياة. عدّلت القوانين لتكون عادلة لكل الناس، كبارهم وصغارهم، وتابعت الأسواق والمزارع لتضمن حقوق الجميع. أسست مدارس لتعليم الفلسفة والعلوم، لتظل المعرفة حاضرة للأجيال القادمة. كما تابعت عن كثب شؤون سد مأرب، الذي كان مصدر حياة المملكة، وأصبح رمزًا لحماية شعبها واستمرار ازدهاره.
على مدى سنوات حكمها، واجهت الملكة العديد من التحديات، من مؤامرات داخل البلاط إلى صعوبات طبيعية مثل الفيضانات والجفاف. لكنها كانت دائمًا تتصرف بحكمة، تجمع بين القوة والحنكة والرحمة، وتعلم شعبها أن العدالة والحق أعظم من أي سلطان.
قضت بلقيس حياتها في خدمة شعبها، وكانت تتأمل كل مساء من شرفة قصرها الأفق، والشمس تغرب خلف سد مأرب، فتقول:
"هذا إرث شعبي، وحكمتي ستظل معهم ما داموا يحترمون الحق."
ومع مرور الزمن، أصبح اسم بلقيس ملكة سبأ رمزًا خالدًا للحكمة والشجاعة، ودُرست قصتها للأجيال كمثال على ملكة أدركت أن القوة الحقيقية ليست في الذهب أو العرش، بل في العقل والقلب النقي، وأن الحكمة والعدل هما أعظم إرث يمكن أن يتركه الإنسان لشعبه.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: