الدعاء من القدر- جزء من درس الجمعه بالازهر الشريف لشيخ صالح الجعفري

س : ربنا سبحانه وتعالى يقول: (مايبدل القول لدى) فما فائدة الدعاء إذن ؟
جـ-ندعو تعبداً واستجابة لأمر الله، وهو سبحانه وتعالى يستجيب بما هو مكتوب فى اللوح المحفوظ:
كتب لك – مثلا – أنك تدعو فى يوم كذا بكذا، فتعطى سؤلك فى يوم كذا، فالدعاء إذن سبب، وهو نفسه من القدر مكتوب فى الأزل أن ناسا يركبون البحر، فتثور الرياح وتضطرب السفينة وتوشك على الغرق، فيدعو الركاب : يارب . يارب، فينجيهم ربهم.
وكل مكتوب : الدعاء، والنجاة.
لما ألقى سيدنا ابراهيم – عليه السلام – فى النار . ماذا قال ؟
(حسبى الله ونعم الوكيل)، فإلقاؤه فى النار : قضاء وقدر مكتوب، ودعاؤه وقوله مكتوب ايضاً.
(حسبى الله ونعم الوكيل) أى: كافينى الله وحده، لا أحد غيره .
فجاءه الفرج والعون والنجاة (قلنا يا نار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم) – سورة الأنبياء : أية 69.
الله !! ما أحلى كلامك يارب ! يا من ينجى من النار !
سبحانك لا يعجزك شئ، نحن فرحون بك فلا تخيب رجاءنا !
نعم . إن السعيد من عرفك أنت الرؤوف (والله رؤوف بالعباد) سورة آل عمران : أية 30
يا سلام ! ما هذا ! رؤوف بالعباد قبل ان تشفق على نفسك فإنه يشفق عليك !
(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) (29) – سورة النساء.
لا تميتوا أنفسكم، لأننى أرحمكم ورحيم بكم، ولا أرضى لكم أن تعذبوا أنفسكم !
(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) (147) سورة النساء.
أنا لا احتاج الى تعذيبكم ما دمتم قد شكرتم وآمنتم، وإنما أعذب عباداً بغوا وعصوا، جزاء البغى، فالعذاب إنما هو جزاء لهم، والله تعالى لايحب أن يعذب أحداً.
(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتكمم وآمنتم) لا أريد تعذيبكم لا فى الدنيا ولا فى الآخرة، ولكنه الجزاء والحساب، تعمل خيراً تجد خيراً فى الدنيا والآخرة، فمن سار مستقيماً وجد خيراً، ومن سار على عوج وجد جزاءه، كما تدين تدان.
من كتاب درس الجمعة بالأزهر الشريف لسيدي الشيخ صالح الجعفري -رضي الله عنه - الجزء الرابع - صفحة 61-63

متنساش تدعمني بلايك (👍) للفيديو وتشترك في القناة لأول مرة ليك هنا لأن وجودك أكيد مشرفني، وشغل زر التنبيهات (🔔) عشان يوصلك إشعار 🤳 بأي فيديو جديد أول ما ينزل وتكون أول واحد يشوفه 😊