فيلم عواء الذئب. 1974. سوريا.

يقال ان الفيلم يحكي قصة واقعية لرجل من منطقة الزبداني، يأسر طياراً إسرائيلياً تُقصف طائرته من قبل سلاح الطيران السوري. وهو من أكثر الأعمال التي استطاعت تقديم صيغة درامية قاربت الذهنية السورية في سبعينيات القرن الفائت، حيث نجد في نص «الأيوبي» طاقة جيدة على دغدغة المشاعر الوطنية من خلال حكاية رجل يُدعى «ديب بو عمر» (صلاح قصاص) يعمل في التهريب ومتهم في قتل أحد رجال الجمارك، يصادف أثناء اختبائه عن أعين الشرطة طياراً إسرائيلياً جريحاً (الفنان رضوان عقيلي) بعد إصابة طائرته «الفانتوم» وتفجرها بصاروخ سوري. يُسر «أبو عمر» عندما يخبره الطيار الجريح بأنه طيار سوري يقاتل في جيش بلاده، ولكنه سرعان ما يفاجأ وهو منهمك بإعداد الطعام لضيفه، بمسدس الاسرائيلي مصوّباً باتجاهه. فينجح الرجل في انتزاع مسدس غريمه الإسرائيلي. وهنا تبدأ مفارقات غنية، من خلال حوارات شفافة وذكية تدور بين «أبو عمر» والطيار الإسرائيلي الذي يُفتضح أمره. فيعرض على «أبو عمر» مبلغاً لقاء تهريبه الى اسرئيل. لكن «أبو عمر» يرفض قائلاً «الحيّة ما بتصير خيي يا موسى». تعرض لقطات قريبة لكل من وجهي قصاص وعقيلي، تكشف عن لغة بصرية مكثّفة، للكلام الدائر بين رجلين عدوّين يتناولان الليل والشاي في مغارة باردة. وتنتهي الحكاية بسوق «أبو عمر» للطيار الإسرائيلي وتسليمه لمخفر القرية. ما يبعث الخوف في نفس خديجة (سلوى سعيد) لعلمها بأن زوجها أبو عمر سلم نفسه للشرطة، وأن حبل المشنقة أصبح بانتظاره. فيردد «أبو عمر»: «ألف حبل مشنقة ولا يقولوا بو عمر خاين يا خديجة..». فتصبح هذه الجملة بمثابة صرخة دللت على تماسك المجتمع أيام الحرب، مبيناًً قدرته على مواجهة عدوّه بعد نكسات ونكبات متتالية.
الفيلم من تأليف خالد حمدي و إخراج شكيب غنام.
نرجو مشاهدة ممتعة
لا تنسوا دعم القناة والاشتراك