قســــمة ذبح إســـحق الكــــاملة - يوم الخميس الكبير من البصخة المقدسة .. القس بقطر نسيم

قســــمة ذبح إســـحق الكــــاملة - يوم الخميس الكبير من البصخة المقدسة .. القس بقطر نسيم



و حدث في الأيام التي أراد فيها الله أن يجرب ابراهيم و يعلم قلبه و محبته فيه أنه قال له ابراهيم ابراهيم خذ ابنك وحيدك اسحق الذي تحبه و قدمه لي قربانا على الجبل الذي اعلمك به

فقام ابراهيم باكرا و لم تشعر به سارة فتمنعه من انجاز أمر الرب و أسرج دابته و أخذ نارا و حطبا و سكينا و اثنين من غلمانه و اسحق ابنه
فرأى الموضع من بعيد فقال لغلاميه اجلسا أنتما ههنا مع الدابة اما انا و اسحق ابني فنذهب و نسجد ثم نرجع اليكما

و انزل ابراهيم اسحق ابنه عن الدابة و أخذ النار و الحطب على عنقه
ثم حلت به الأفكار شأن كل انسان فقال في نفسه ألهذا السبب ولدتك يا ولدي ؟
لقد كنا عائشين بدونك و كان لنا حزن و اذا جئت و ذهبت فكم يكون حزننا؟
و لقد قلت انه قد انقضت أتعابي و لم يعدسوى أن أموت بسلام و لكن كانت أقسى تجربة باقية أمامي يا ولدي

لو كنت مت موتا طبيعيا لكان حزنا مؤلما علي بدلا من وضع يد القساوة عليك و ذبحك و تقطيعك و تحويلك إلى رماد و أنا الكاهن الذي أذبحك و أقطعك وأحرقك يا ولدي

و ماذا أقول لأمك سارة التي أخذتك منها خفية و تنتظر أن تراك بعد الغيبة و هي الأن تتقلب على جمر من النار و تفتح يدها و ذراعيها لتضمك إلى صدرها الحنون
و لما تراني أتيا لوحدي بدونك فكيف يكون حالها ياربي؟
و ماذا سيقول الناس عني في مستقبل الأيام


انهم سيقولون اني مخلوق بلا قلب لأني تجاسرت و ذبحت ابني
يـــــا ليــــتك يا ولدي مت موتا طبيعيا و لم تتلطخ يداي بدمك و أنا في سن الشيخوخة
و ماذا ينفع الوعد القائل أن في نسلك تتبارك جميع قبائل الأرض
و كيف اذا سألني ابني إلى أين أنت ذاهب يا أبي ؟ أو أين الخروف الذي نقدمه للمحرقة فماذا أقول ياربي؟

و بينما ابراهيم يتفكر في تلك الأمور اذ بالذي هو خائف منه يقع فيه اذ قد سأله اسحق سؤالا قطع أحشائه قائلا: ها هي النار و هوذا الحطب و هذه هي السكين و أين الخروف الذي نقدمه للمحرقة يا أبي؟
فقال ابراهيم أنطيع أمر الله أم نخالفه؟ فقال له اسحق إطاعة الله أمرا واجب
فقال له إذا أنت خروف المحرقة يا ولدي


و بينما كان ابراهيم سائرا اذ قابله الأصحاب و الجيران قائلين إلى أين أنت ذاهب يا ابراهيم أأنت ذاهب لتزوج ابنك من بنات الكنعانين أم لتتنزه في الرياض و البساتين
فلم يجبهم إلا بدموع تتساقط على خديه
أه أه يا ولدي

ألأجل هذا حصلت عليك بوعد خصوص و دعتك أمك بابن الفرح و لكنك ابن الحزن
فلماذا يا الهي لم تطلب مني كل ما أملك عوضا عنه
ياليتني أستطيع أن أفديك بدمي

و لما وصلوا إلى المكان أخذ ابراهيم حجارة و بنى مذبحا للرب و كتف يدي ابنه اسحق و رجليه ووضعه على المذبح
فقال اسحق لأبيه يا أبتي أتذبحني في أرض غريبة و إن كان لابد من الذبح فدعني أن أقبل أمي سارة لأنها لم تراني و أنا أت معك لئلا تموت حزنا علي و أنا الأن مشتاق اليها و الا فعند رجوعك بلغها سلامي و قل لها اسحق مات و هو مشتاق اليك

فابراهيم رجل الايمان لم تمنعه هذه الأقوال التي كانت تمزق أحشائه بل أمن بالله فحسب له برا و أخذ السكين ليذبحه

و اذا ملاك الرب صرخ نحو ابراهيم قائلا ابراهيم ابراهيم انظر لا تلمس فتاك و لاتصنع به شرا لما نظر الرب محبتك فيه قال اني أنا هو الرب الهك لأنك لم تشفق على ابنك من أجلي أقسمت بذاتي أني بالبركة أباركك و بالكثرة أكثر نسلك كنجوم السماء و رمل البحر

فحول ابراهيم نظره الى الخلف فرأى خروفا موثقا بقرنيه فحل وثاق ابنه و ذبح الخروف عوضا عنه

و كما ناب الخروف عن اسحق كذلك ناب المسيح عنا على عود الصليب و كما حمل اسحق حطب المحرقة كذلك حمل مخلصنا عود الصليب الذي صلب عليه

و كما قبع اسحق متغربا عن أمه ثلاثة أيام هكذا قبع مخلصنا فبي القبر ثلاثة أيام

اللهم يا من قبل ذبيحة أبينا ابراهيم إقبل هذه الذبيحة منا في هذه الساعة بارك هذه القرابين بارك اللذين قدمت عنهم نيح نفوس الأموات

فليبارك المسيح على قلوبنا و أرواحنا لكي بقلب طاهر نصلي اليه و نصرخ قائلين يا أبانا الرحوم اللذي ف السموات