حكاية الشيخ حسن زاده آملي والكتاب / نقل الشيخ حسن رمضاني ( الترجمة في الوصف)
Автор: جامع الأفكار وناقد الأنظار
Загружено: 2025-12-10
Просмотров: 94
كنا نسير في شارع "إرم"، كنت قادماً من جهة الحرم متجهاً نحو التقاطع، بينما كان هو قادماً من التقاطع باتجاه الحرم. رأيت بيده مجلدين لم يتم تجليدهما بعد، كانا عبارة عن ملازم ورقية (كراريس)، كل رزمة تتكون من ست عشرة صفحة، لكنها لم تكن مقصوصة الأطراف، وقد أخرجهما من تحت عباءته.
قال لي: "هذان مجلدان لفهرس آثار محيي الدين بن عربي، الشيخ الأكبر، وقد طُبعا في فرنسا. أنا ذاهب إلى 'الجلاد' ليقوم بتجليدهما" - وكان يقصد "المُجلِّد" (الصحّاف) لكنه كان يمازحه بتسميته جلاداً.
وبعد أن مررنا بجانب مجمع "قدس" التجاري، أشار وقال: "كان هنا 'جلاد' جيد، لكنني سحبت ثقتي منه، ولم أعد أثق به. الآن وجدت 'جلاداً' آخر في منطقة 'جهار مردان' في مجمع 'بهشتي'، سنذهب إلى هناك".
فقلت له: "أنا في خدمتكم"، فأجاب: "حسناً، لا بأس". ذهبنا برفقته إلى "جهار مردان" ومجمع "بهشتي"، ونزلنا إلى القبو (السرداب). وهناك قال للمجلّد: "أريد منك أن تصنع الغلاف فقط، الغلاف فقط".
فقال المجلّد: "دعني أرى". أخذ الكتاب وقال: "لا، هذا يجب أن تُقص حوافه (يُشذَّب)، لابد من القَص حتى تنفصل الأوراق ونتمكن من حبكها وتجليدها، لابد من القص".
فقال الشيخ: "لا، اصنع الغلاف فقط، أنا لا طاقة لي برؤية الكتاب وهو يُقص".
فرد المجلّد: "يا سيدي، لا يمكن ذلك، يجب أن أقصه وإلا فلن يصبح كتاباً ولن أتمكن من حبكه، هذا غير ممكن".
فعاد حضرة الأستاذ وقال: "لا، أنا أريد أن أكتب حواشٍ (تعليقات)، وأنتم عندما تقصون تأخذون جزءاً كبيراً من الهامش".
واصل المجلّد إصراره على "القليل، القليل فقط". فتدخلتُ مازحاً وقلت: "أنتم علمتونا وقلتم: اسمعوا كلام أهل الاختصاص (أهل الفن)، ونحن الآن في فن التجليد - وكما تسميه 'الجلادة' - عوام لا نفقه شيئاً، وهذا الرجل أستاذ في عمله، فليكن ما يقول".
حينها قال حضرة الأستاذ: "شابان اتفقتما عليّ أنا الرجل العجوز! حسناً، فليكن ما تشاءان، ولكن بشرط ألا يكون ذلك أمام ناظري".
كان لدى المجلّد آلة قص كهربائية في الأمام، وآلة قص يدوية في الخلف. فقال له الشيخ: "لا تفعل هذا أمامي". فأخذ الرجل المسكين الكتاب إلى خلف الورشة، وقص جوانبه الثلاثة. ثم عاد وقد جمع القصاصات الورقية في قبضة يده وقال: "انظر، هذا المقدار فقط". فقال حضرة الأستاذ: "لا أستطيع أن أرى، لا أستطيع النظر إلى هذا".
إلى هذه الدرجة كان عاشقاً للكتاب، وكان يحترم الكتب احتراماً شديداً. لم يكن أحد يجرؤ على وضع كأس الشاي فوق كتاب بحضرته. كان يقول: "إنه كتاب! لماذا وضعت الشاي عليه؟" فإذا قيل له: "أنا منتبه"، يرد: "لا، لماذا وضعته من الأساس؟ ماذا تعني بـ 'أنا منتبه'؟ إنه كتاب!".
رحمه الله، ونفدي بروحنا هذا العشق، وهذه المحبة، وهذا الصفاء.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: