ملخص كتاب الحقيقة: كيف يستخدمك من يدّعون قول الحقيقة

هذا الكتاب يستكشف كيف يمكن “الحقيقة” أن تُوظّف كأداة خداعية بذكاء، لا سيما في عصر تتصارع فيه روايات متعددة حول الأشخاص والأحداث والأفكار. يبدأ الكتاب بإبراز حقيقة أن لكل قصة وجوهًا متناقضة يمكن أن تكون صحيحة في آن واحد، مما يحثّنا على قراءة مصادر متنوعة وعدم الاكتفاء بوجهة نظر واحدة. ثم يوضح كيف تختار الجهات المختلفة – من حكومات وشركات وإعلاميين – حقائق معينة لتشكيل انطباع معيّن في أذهاننا، سواء لأغراض نبيلة كتشجيع الناس على اتباع إرشادات طبية أو لحماية المجتمع من الذعر، أو لأهداف خبيثة كالتلاعب بالرأي العام وتأجيج الانقسام.
كما يعرّج الكتاب على أنواع المتلقين والمروّجين لهذه “الحقائق الانتقائية”، مقسّمًا إياهم إلى “الداعمين” الذين يستخدمون الحقائق لخدمة المصلحة العامة، و”المضلّلين” الذين ينقلون معلومات خاطئة دون قصد، و”القياديين” الذين يلفّقون بيانات كاذبة عمدًا لتحقيق مكاسب سياسية أو تجارية. ويتناول أيضًا أمثلة تاريخية مثل إعادة كتابة أحداث سياسية واجتماعية، بل والمفاهيم الأخلاقية التي تقدّمت وتراجعّت بزوال ظروف زمنية وثقافية معينة.
من خلال دراسات حالة من مجالات متعددة (السياسة، الإعلام، التاريخ، الإحصاء، الأخلاق)، يقدّم الكتاب أدوات فكرية تساعد القارئ على التمييز بين الحقائق الموضوعية والسلبيات المفروضة، وكيفية فحص الأرقام والإحصاءات بسؤال “كيف” و”لماذا” قبل القبول بأي رقم يعرض أمامنا. باختصار، هذا الكتاب دعوة للتفكير النقدي، لفهم أن الحقيقة ليست بالضرورة وحيدة أو ثابتة، وأنّ من يعرف كيف يقرأ بين السطور يملك أفضل وسيلة للدفاع عن نفسه ضد التلاعب والإيهام.