السعادة بين الإيمان والعمل الصالح | محاضرة ماتعة للشيخ سعيد الكملي.

يلقي الشيخ سعيد الكملي محاضرة عن مفهوم السعادة [01:05]. يبدأ بقصة طريفة عن رجل تم اختياره لإمامة الصلاة بسبب مظهره، فطلق زوجته قائلاً إنها هي التي جعلته يحضر صلاة الجمعة [00:00].

ثم يتعمق الشيخ في سعي الإنسان وراء السعادة، مشيراً إلى أن الناس غالباً ما يبحثون عن حياة خالية من المشقة والحزن [02:27]. ويسلط الضوء على كيفية اختلاف تعريف "الحياة السعيدة" اختلافاً كبيراً بين الأفراد بناءً على ظروفهم:

للمريض، السعادة هي الصحة الجيدة [03:07].

للفقير، هي الثروة الوفيرة [03:39].

للعاطل عن العمل، هي وظيفة مُرضية [03:55].

للراغبين في الزواج، هي العثور على شريك جميل وساحر [04:14].

ويتلو قصيدة توضح هذه الرغبات المتنوعة وعدم الرضا المتأصل الذي يشعر به الكثيرون بغض النظر عن وضعهم [04:24].

ويؤكد الشيخ الكملي أن التعريف الحقيقي للحياة السعيدة بالنسبة للمسلمين موجود في القرآن: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" [05:11]. ويوضح أن هذه "الحياة الطيبة" مبنية على ركيزتين:

العمل الصالح: الأعمال المقبولة عند الله، وتتطلب شرطين:

الموافقة الظاهرية للشريعة الإسلامية: يجب أن يتوافق الشكل المرئي للعمل مع الأوامر الدينية [06:45]. وهذا يشمل فهم أحكام الصلاة والصيام والزكاة والمعاملات التجارية [07:58]. ويشدد على أهمية أداء الواجبات قبل الأعمال التطوعية [07:29].

الإخلاص الباطني: يجب أن يتم العمل خالصاً لوجه الله، دون السعي وراء الاعتراف الدنيوي أو الثناء [13:41]. ويستشهد بحديث يقول فيه الله: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" [14:30]، وحديث آخر عن ثلاثة أفراد (قارئ قرآن، ورجل ثري، وشهيد) سيكونون أول من يُسعَّر بهم نار جهنم لأن أعمالهم كانت تفتقر إلى الإخلاص [19:04].

الإيمان: الإيمان بالله خالقاً ورازقاً، وإدراك أن الهداية إلى الإسلام نعمة عظيمة [24:04]. ويستشهد بالآية: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" [28:36]، مسلطاً الضوء على أهميتها. ويشارك قصة رد فعل عمر بن الخطاب على هذه الآية، مؤكداً تقدير الصحابة العميق لنعمة الإسلام [28:49].

ويختتم الشيخ بالتأكيد على أن السعادة الحقيقية لا تكمن في تكديس الثروة، التي يمكن أن تجلب البؤس في بعض الأحيان [51:38]. ويشدد على أن أعظم نعمة هي الإسلام نفسه، ويشجع المستمعين على تقدير إيمانهم والتمسك به [56:05].