هل تعلم أن هناك يهوداً يرفضون وجود إسرائيل ويحرقون علمها علناً؟

نعم، إنهم اليهود الحريديم، أو "اليهود المتشددون"، وهم جماعة دينية تعيش في عالم مختلف تماماً عن الحداثة التي نعرفها، متمسكين بتقاليد عمرها قرون ورافضين الاندماج في المجتمع المعاصر.من هم بالضبط؟الحريديم كلمة عبرية تعني "الخائفون" أو "المرتعدون"، في إشارة لخوفهم وتقواهم لله. يشكلون حوالي 13% من سكان إسرائيل، لكن تأثيرهم السياسي والاجتماعي يفوق حجمهم العددي بكثير. يعيشون في أحياء منفصلة، أشهرها "مئة شعاريم" في القدس و"بني براك" بالقرب من تل أبيب.حياة مختلفة تماماًيستيقظ الرجل الحريدي فجراً للصلاة، يرتدي بدلته السوداء وقبعته المميزة، ويقضي معظم يومه في "اليشيفا" (المدرسة الدينية) لدراسة التلمود. لا يمتلك تلفازاً ولا هاتفاً ذكياً، ولا يستمع للموسيقى الحديثة. عائلته كبيرة، بمعدل 7 أطفال أو أكثر، والزوجة هي من تعمل غالباً لإعالة الأسرة بينما يتفرغ الزوج للدراسة الدينية.الموقف المثير من إسرائيلهنا يكمن التناقض المذهل: جزء كبير من الحريديم يرفضون الصهيونية ويعتبرون إسرائيل دولة غير شرعية دينياً. يعتقدون أن إقامة دولة يهودية يجب أن تتم فقط بعد مجيء "الماشيح" (المسيح المنتظر)، وليس من خلال حركة سياسية علمانية. بعض الفصائل المتطرفة مثل "ناطوري كارتا" تشارك في مظاهرات مع الفلسطينيين ضد إسرائيل.جدل لا ينتهييثير الحريديم جدلاً حاداً في المجتمع الإسرائيلي لأسباب عدة: رفض معظم رجالهم الخدمة العسكرية رغم إلزاميتها، اعتمادهم على إعانات الدولة دون المشاركة الفعالة في سوق العمل، ومحاولاتهم فرض قوانين دينية صارمة على المجتمع ككل مثل إغلاق الشوارع يوم السبت ومنع النقل العام.مستقبل محيرمع معدل المواليد المرتفع لديهم، يتوقع أن يشكل الحريديم ربع سكان إسرائيل بحلول 2065. هذا يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الدولة: هل ستبقى ديمقراطية علمانية أم ستتحول لدولة دينية؟ وكيف ستواجه التحديات الاقتصادية والأمنية بمجتمع كبير يرفض المشاركة في الجيش والاقتصاد؟الحريديم ليسوا مجرد جماعة دينية متشددة، بل ظاهرة معقدة تعكس الصراع بين التقليد والحداثة، وبين الدين والدولة، في قلب الشرق الأوسط.#اليهود_الحريديم #إسرائيل #اليهودية_الأرثوذكسية #الصراع_الديني #الصهيونية #القدس #التطرف_الديني #المجتمع_الإسرائيلي #حقائق_مثيرة