قصة عيسى ابن مريم: ميلاده، رسالته، ومعجزاته
قصة عيسى ابن مريم، عليه السلام، هي واحدة من أهم القصص في الديانات السماوية، وخاصة في الإسلام والمسيحية. تتميز هذه القصة بميلاد فريد ومعجزات باهرة ورسالة عظيمة.
الميلاد المعجز
تبدأ القصة بميلاد عيسى، الذي كان معجزة بحد ذاتها. فوالدته هي مريم العذراء، امرأة تقية ومباركة اختارها الله من بين نساء العالمين. حملت مريم بعيسى دون أن يمسها بشر، بأمر من الله تعالى، وهو ما يعرف بـ"النفخ من روح الله" أو "كلمة من الله". وقد أثار هذا الميلاد الكثير من الدهشة والجدل في قومها، ولكن الله أيد مريم وجعل عيسى يتكلم وهو في المهد ليبرئ أمه ويشهد على نبوته.
الرسالة والنبوة
عندما بلغ عيسى سن الرشد، بدأ رسالته التي كلفه الله بها. كانت رسالته تركز على الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وحده، وإلى التوبة، والتسامح، والمحبة، وإقامة العدل. جاء عيسى مؤيدًا لرسالة الأنبياء السابقين، وخاصة النبي موسى والتوراة، ولكنه جاء أيضًا بمجموعة من الأحكام الجديدة التي تتناسب مع زمانه ومكانته. أتبعه مجموعة من التلاميذ المخلصين يُعرفون بـالحواريين.
المعجزات
أيد الله عيسى بمعجزات كثيرة ليثبت لقومه صدق نبوته، ومن أبرز هذه المعجزات:
إحياء الموتى بإذن الله: كان عيسى قادرًا على إحياء الموتى بكلمة من الله، وهي معجزة عظيمة لم يؤتَ مثلها نبي آخر بهذه الكثرة.
شفاء المرضى والأبرص والأكمه: كان يشفي المرضى الذين عجز الأطباء عن علاجهم، مثل الأبرص (البرص) والأكمه (الأعمى منذ الولادة)، بمسح يده عليهم أو بكلمة منه.
خلق الطير من الطين: كان يصنع من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرًا حقيقيًا بإذن الله.
الإخبار بالمغيبات: كان يخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، وهي من الأمور التي لا يعلمها إلا الله.
نزول المائدة من السماء: طلب منه الحواريون أن ينزل الله عليهم مائدة من السماء، فدعا عيسى ربه فنزلها الله عليهم.
الرفع إلى السماء
وفقًا للمعتقد الإسلامي، فإن قوم عيسى، وخاصة بني إسرائيل، تآمروا عليه وحاولوا قتله وصلبه بسبب رسالته التي لم تروق لهم. ولكن الله تعالى نجاه من مكرهم، فلم يُقتل ولم يُصلب، وإنما رفعه الله إليه حيًا. وقد ألقى الله الشبه على رجل آخر (يختلف العلماء في هويته)، فظن الناس أنه عيسى فقاموا بصلبه.
يؤمن المسلمون أن عيسى عليه السلام سيعود إلى الأرض قبل يوم القيامة ليحكم بالعدل ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويُنهي فتنة المسيح الدجال.