من الصور البيانية: الكناية وأنواعها
Автор: محمد صلاح - Mohammed Salah
Загружено: 2024-11-10
Просмотров: 59
وما يك فيَّ من عيب فإني جبان الكلب مهزول الفصيل
كنى عن كرم الممدوح بكونه جبان الكلب، مهزول الفصيل، فإنَّ الفكر ينتقل إلى جملة وسائط.
ومن لطيف ذلك قول بعضهم:
سألت الندى والجود ما لي أراكما تبدَّلْتُما ذلًّا بعِزٍّ مُؤبَّدِ
وما بال ركن المجد أمسى مهدَّما فقالا: أُصبنا بابن يحيى محمدِ
فقلت: فهلَّا مِتُّما عند موته فقد كنتما عبدَيْه في كل مَشْهدِ
فقالا: أقمنا كي نعزَّى بفقده مسافة يوم ثم نتلوه في غَدِ
والكناية من ألطف أساليب البلاغة وأدقها، وهي أبلغ من الحقيقة والتصريح؛ لأن الانتقال فيها يكون من الملزوم إلى اللازم، فهو كالدعوى ببينة، فكأنك تقول في: «زيد كثير الرماد» زيد كريم؛ لأنه كثير الرماد، وكثرته تستلزم كذا … إلخ.
كيف لا وأنها تمكن الإنسان من التعبير عن أمور كثيرة، يتحاشى الإفصاح بذكرها، إما احترامًا للمخاطب أو للإبهام على السامعين، أو للنيل من خصمه، دون أن يدع له سبيلًا عليه، أو لتنزيه الأذن عما تنبو عن سماعه، ونحو ذلك من الأغراض واللطائف البلاغية.
تمرين
بيِّن أنواع الكنايات الآتية، وعيِّن لازم معنى كل منها:
(١)قال البحتري يصف قتله ذئبًا:
فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها بحيث يكون اللب والرعب والحقد
(٢)وقال آخر في رثاء من مات بعلة في صدره:
ودبت له في موطن الحلم علة لها كالصلال الرقش شر دبيب
(٣)ووصف أعرابي امرأة، فقال: «ترخي ذيلها على عرقوبَيْ نعامة.»
ونحو:
ضربت سرادقها المهابة فوقه فإذا بدا بادت به الأعداء
ونحو:
إن الذي ملأ اللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد
ونحو:
بنى المجد بيتًا فاستقر عماده علينا فأعيا الناس أن يتحولا
إن ثوبك الذي المجد فيه لضياء يزري بكل ضياء
(١) ضمير أتبعتها يعود على الطعنة. وأضللت: أخفيت. والنصل: حديدة السيف. واللب والرعب: الفزع والخوف.
واعلم أن الكناية: إما حسنة: وهي ما جمعت بين الفائدة ولطف الإشارة، كما في الأمثلة السابقة. وإما قبيحة: وهي ما خلت عن الفائدة المرادة، وهي معيبة لدى أرباب البيان، كقول المتنبي:
إني على شغفي بما في خمرها لأعف عما في سراويلاتها
كناية عن النزاهة والعفة، إلا أنها قبيحة؛ لسوء تأليفها، وقبح تركيبها.
(٢) الصلالي: جمع صل بالكسر، ضرب من الحيات صغير أسود، لا نجاة من لدغته. والرقش: جمع رقشاء، وهي التي فيها نقط سوداء في بياض، والحية الرقشاء من أشد الحيات إيذاء.
تمرين آخر
بيِّن أنواع الكنايات الآتية، وبيِّن منها ما يصح فيه إرادة المعنى المفهوم من صريح اللفظ، وما لا يصح:
(١) وصف أعرابي رجلًا بسوء العشرة فقال: كان إذا رآني قرب من حاجب حاجبًا.
(٢) وقال أبو نواس في المديح:
فما جازه جود ولا حل دونه ولكن يسير الجود حيث يسير
(٣) وتكني العرب عمن يجاهر غيره بالعداوة بقولهم: «لبس له جلد النمر، وجلد الأرقم،٥ وقلب له ظهر المجن.»٦
(٤) فلان عريض الوساد٧ أغمُّ القفا.٨
(٥) تجول خلاخيل النساء ولا أرى لرملة خلخالًا يجول ولا قُلْبَا٩
(٦) وتقول العرب في المديح: الكرم في أثناء حلته، ويقولون: «فلان نفخ شدقيه»؛ أي: تكبر، و«ورم أنفه» إذا غضب.
(٧) قالت أعرابية لبعض الولاة: أشكو إليك قلة الجرذان.١٠
(٨) بيض المطابخ لا تشكو إماؤهم طبخ القدور ولا غسل المناديل
(٩) مطبخ داود في نظافته أشبه شيء بعرش بلقيس١١
ثياب طبَّاخه إذا اتسخت أنقى بياضًا من القراطيس
(١٠) فتًى مختصر المأكو ل والمشروب والعطر
نقي الكأس والقصـ ـة والمنديل والقدر
(١١) اليمن يتبع ظله والمجد يمشي في ركابه
(١٢) أصبح في قيدك السماحة والمجد وفضل الصلاح والحسب
(١٣) فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما١٢
المجد بين ثوبيك، والكرم ملء برديك.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: