الراحلة لالة فاطمة تاكرامت عندما بعثت رسالة قوية للبرلماني الراحل حسن اليماني عام 1984 بقرية إغري
Автор: Mohamed Ben Lahcen Akharaz
Загружено: 2025-09-17
Просмотров: 2118
في إحدى ليالي سنة 1984، شهد دوار إغري حدثاً استثنائياً. كان ذلك عقب فوز المرحوم حسن اليماني بمقعده البرلماني، حيث اجتمع الأهالي في حفل كبير حضره جمع من الشعراء والفنانين الشعبيين، إلى جانب الفاعلين السياسيين. وسط هذا الزخم، برزت قامة شعرية نسائية مهيبة: لالة فاطمة تاكرامت، التي صرخت بين الحشود، لتخاطب بكلماتها الغنائية الصادحة واصفة هموم الناس وآلامهم قائلة :
** أرجوك يا يماني، أود أن أبوح لك بكلمات..
** هذه الأخبار موجّهة إلى الأماكن التي عجزنا أن نبلغها بأقدامنا (في إشارة إلى الرباط)..
** أوصل رسالتنا إلى الوزراء..
** غاب "الراديو" في تالوين جهاز الفحص (تقصد به رمزاً للمستشفى الغائب)..
** ووادي سكتانة ما يزال محرومًا من حقه في التطبيب.
لم تكن كلمات لالة تاكرامت مجرد ارتجال شعري عابر، بل كانت صرخة نابعة من عمق المعاناة، ورسالة صادقة باسم منطقة مهمّشة افتقدت لأبسط مقومات الحياة الكريمة. لقد جعلت من أسايس منبراً سياسياً بامتياز، وحوّلت الغناء إلى وثيقة احتجاج، ورفعت صوت القرية الصغير ليبلغ أسماع العاصمة.
إن الحضور النسوي في أسايس حينها لم يكن زخرفاً أو مشاركة رمزية، بل كان ركناً أساسياً في صياغة الوعي الجماعي، والدفاع عن الحقوق، وتغذية روح المقاومة بالكلمة والإيقاع. لقد شكّلت لالة تاكرامت مثالاً حياً على أن المرأة لم تكن مجرد متفرجة في فضاءات الكلمة، بل كانت طليعةً تتقدّم الصفوف، وتواجه السلطة بلسان الحق.
غير أنّ المرء لا يسعه اليوم إلا أن يتحسر على أفول هذا الحضور النسوي. فقد انطفأت أصوات النساء في أسايس تقريباً، واختفت تلك الجرأة الأنثوية التي كانت تضفي على الليالي طابعها الحيّ والحار. برحيل لالة فاطمة تاكرامت، رحل معها زمن كان للمرأة فيه حضورٌ صاخب، شامخ، ومؤثر، تاركاً وراءه فراغاً لا يملؤه إلا استعادة ذلك النفس الأصيل.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: