كلمة من القلب في عيد الأضحى | العيد دعوة للإصلاح والتواصل
Автор: Projects Association
Загружено: 2025-06-05
Просмотров: 4056
كيف نستفيدُ من محطةِ العيد
في هذه الكلمة المعبّرة، يقدّم الشيخ حسام تأمّلًا عميقًا في معاني عيد الأضحى، ويدعونا إلى تجاوز مظاهر العيد الشكلية لنصل إلى جوهره الحقيقي: الفرح بطاعة الله، وتصفية القلوب، والتواصل، والإصلاح.
📌 محاور الكلمة:
كيف يكون العيد محطة للتوبة والطاعة؟
أهمية صلة الرحم والتراحم في أيام العيد
الفرق بين الفرح بالطاعة والفرح الدنيوي الزائل
دعوة للوحدة ونبذ القطيعة والخلافات
🕌 تابع الكلمة كاملة، واستشعر معاني العيد في ضوء القرآن والسنة.
🔁 شارك الفيديو مع من تحب، لعلّه يكون سببًا في توصيل كلمة خير أو إحياء صلة أو تقوية رابط.
🎧 لا تنسَ الاشتراك بالقناة وتفعيل الجرس ليصلك كل جديد.
الحمدُ للهِ الملكِ العلَّامِ المدبِّرِ لما يجري نهارًا وفي الظلامِ والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ بدرِ التمامِ وعلى آلِهِ وصحبِه الغُرِّ الكرامِ ونسألُه تعالى أن يُتمَّ علينا نعمتَه بالوفاةِ على الإسلامِ
أما بعد فيقولُ الله تعالى في القرآنِ الكريمِ: {قل بفضلِ الله وبرحمتِه فبذلك فليفرَحوا هو خيرٌ مما يجمعون} سورة يونس.
جاء في "تفسيرِ القرآن" قال قتادةُ: "فضلُ الله الإسلامُ ورحمتُه القرآنُ "فبذلك فليفرحوا" يعني المؤمنين "هو خيرٌ مما يجمعون" مما جمعَ الكفَّارُ". أي فليفرحوا بما منَّ الله به عليهم من هذا الخيرِ العظيم وليثبتوا على هُدى القرآنِ الكريمِ فذلك خيرٌ مما يجمع الكفَّار من حطامِ الدنيا، فإن كل ذلك إلى زوالِ أما ثوابُ الله في الآخرةِ فإنه يبقى وبالتالي هو أولى أن يهتم به العقلاء.
وعن أنسِ بنِ مالك٧ قال: "قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ ولأهلِ المدينِة يومان يلعبون فيهما بالجاهليِة فقال: قدِمتُ عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهليةِ وقد أبدَلكُم الله خيرًا منهما يومَ النحرِ ويومَ الفطر" رواه البيهقيُّ.
مهما تبدَّلت الأيامُ وتغيَّرت الأحوالُ يبقى العيدُ السعيدُ مَظهرًا من مظاهر الفرح عند المؤمنين، ولا يخفى ما نعانيه من الضَّائقةِ التي أحكمت سيطرتَها على وطنِنا لبنان، ولكننا مع هذا كلِّه نشتاق إلى العيد ونرى في هذا اليوم بارقةَ أملٍ لغدٍ مشرقٍ إن شاء الله تعالى، فإنه مهما حشد الليلُ الظلامَ فلا بد أن يُعسعسَ أمام طلائع الفجر وكم نحن بحاجة إلى العيد لنرى مظاهر الأُلفة تتألق من جديد وليتذكَّرَ الغافلُ أهلَه وأرحامَه فيصلَهم ويواسيَهم بعد انقطاع طويل، بنفسه وبماله أو بكلمة طيبةٍ تُبلسم جراحَهم وتُكفكف أحزانهم.
ونظرًا لأهميِة العيد وما يُمثله في الزمانِ فإننا ندعو في هذا اليوم المبارك إلى تلاقي القلوبِ قبل القوالبِ فإنه إذا التقت القلوبُ صفا الودُّ ولم يؤثر بعد ذلك بعدُ المسافات واختلافُ البلاد والأوطان، أما إذا نفرت القلوب وغرقت في الفساد فلا خير في اجتماعها على ذلك بل إن لقاءَ أصحابِ مثل هذه القلوب لا ينتج عنه في العادة إلا مزيدُ الشر وبالتالي فإنه ليس المرادُ من اللقاء في العيد مجردَ اجتماع الأبدان وإذا ما قام عائقٌ أمام الكثيرين يمنع من التلاقي فلا ينبغي أن يكون هذا العائقُ مانعًا من غسل القلوب من الأحقاد والضغينة.
ولْنتذكرْ أن روابطَ الأخوة في الدين أقوى من روابط الأنساب، وما تجمعه رابطة الإيمان أقوى مما تجمعه رابطةُ القرابة والمصاهرة، وإذا ما كنا على قلب رجل واحدٍ كنا أقربَ لبعضنا البعض وإن بعدت ديارُنا، أما إذا كانت قلوبنا شتى فنحن أبعدُ ما نكون عن بعضٍ ولو كنا في غرفة واحدة، وربنا تعالى يقول: {إنما المؤمنون إخوة} سورة الحجُرات. وشأن الأخ حقًّا أن يكون عونًا لأخيه على المعروف ظهيرًا له على نوائب الدهر وصروف الزمان وبذلك يتجلَّى مظهر الوحدة بين المؤمنين في أقطار الدنيا إذ يجتمعون في يوم واحد على قلب رجل واحد وهذا مظهرٌ عظيمٌ ندعو إلى العمل على ترسيخه أكثر فأكثر لا سيما في هذه الظروف الحالكة من تاريخ أمتنا المجيدة التي ما زال الخير فيها رغم كل الجراح والمآسي. فالعيد مظهرٌ من مظاهر الخير والتَّقدُّم تبرزُ فيه صورةٌ مشرقةٌ تدل على سماحة دين الإسلام العظيم وفضلِ ما جاء به نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم وما بثَّه بين الناس من الرشاد ومدى أهميةِ تطبيق هذه التعاليم وما يُسهمُـهُ الالتزام بها في تحقيق المصالح العامة والخاصة.
إن من عظيم فضل الله ورحمته بهذه الأمة أن أبدلهم يومي اللهو واللعب اللذين كانا في الجاهلية المظلمة بيومي الذكر والشكر وجعلهما من شعائر الدين فيستبشرُ فيهما المؤمنون ويُظهرون المسرَّة فيما بينهم فرحين بما منَّ الله تعالى به عليهم من خيراتٍ وبركات راجين ربهم عزَّ وجل أن يوفقهم لما يحبه ويرضاه. ويحرّك ُالعيدُ المجيد في النفوس الصادقة الهمةَ والعزمَ على الاستمرار في عمل الخير والمعروف والطاعة ابتغاءَ مرضاة من له ملكوتُ السموات والأرض تبارك وتعالى، ولسان الحال قبل لسان المقال يردد: "الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزَّ جنده وهزم الأحزاب وحده".
والحمد لله أولًا وآخرا.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: