الحَسْرَةُ كُلُّ الحَسْرَةِ: لِمَنْ فَرَّطَ فِي عُمُرِهِ وَبَدَّدَ!
Автор: قناة الشيخ أبي قتيبة عمر بن محمد الطاهر شابي
Загружено: 2025-11-15
Просмотров: 97
وَأَوْلَى النَّاسِ بِذَلِكَ هُوَ المُؤْمِنُ المُوَحِّدُ السَّلَفِيُّ الأَثَرِيُّ، المُتَرَسِّمُ لِخُطَى سَلَفِهِ الصَّالِحِينَ اعْتِقَادًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا وَسُلُوكًا وَثَبَاتًا وَمُدَاوَمَةً عَلَى الجَادَّةِ، حَتَّى تَخْرُجَ رُوحُهُ مِنْ بَدَنِهِ.
وَلَا يَأْمَنُ الزَّلَلَ وَالخَطَلَ وَالخَطَأَ وَالضَّلَالَ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا.
هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا الَّذِي أَتَحَدَّثُ عَنْهُ. ذَاكَ الَّذِي بَادَرَ زَمَانَهُ، وَاغْتَنَمَ أَيَّامَهُ، وَانْتَفَعَ بِعُمُرِهِ. وَهُوَ لَا يَمْلِكُ غَيْرَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَسْتَفِيدُ مِنْ وَقْتِهِ، وَهُوَ لَا يَمْلِكُ سِوَاهُ، لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ.
عَمَّرَهُ بِالطَّاعَاتِ، وَمَلَأَ صَحَائِفَهُ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، وَاجْتَهَدَ فِي جَمْعِ الحَسَنَاتِ وَالتَّقَلُّلِ مِنَ السَّيِّئَاتِ، وَدَاوَمَ عَلَى تِلْكَ الحَالِ. فَأَحْسَنَ الظَّنَّ بِاللهِ جَلَّ وَعَلَا حَتَّى لَقِيَهُ (أَيْ لَقِيَ رَبَّهُ) وَقَدْ أَحْسَنَ خِتَامَهُ. وَأَمَّنَهُ وَثَبَّتَهُ عِنْدَ خُرُوجِ رُوحِهِ. وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.
وَلَعَلَّكَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ، يَا مَنْ تَسْمَعُ كَلَامِي، وَإِنِّي لِنَفْسِي وَلَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ، أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ.
وَلَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ شَاغِلٌ. وَلَا يَفُوتَنَّكَ هَذَا الأَمْرُ أَلْبَتَّةَ، مَهْمَا كَانَتِ العَقَبَاتُ وَالمُعْتَرِضَاتُ وَالمُشْغِلَاتُ.
لَا تُضَيِّعَنَّ هَذَا. فَهُوَ الخَيْرُ كُلُّهُ، وَهُوَ النَّفْعُ كُلُّهُ، وَهُوَ الفَوْزُ وَالفَلَاحُ وَالنَّجَاحُ كُلُّهُ. وَإِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ أَنْ تَحْسِبَ أَنَّ مَا أَقُولُ هُوَ مُجَرَّدُ كَلَامٍ يُلْقَى فِي الآذَانِ، يَنْفُذُ أَوْ لَا يَنْفُذُ إِلَى القُلُوبِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُطْرَحُ فِي مَكَانِ الجَلْسَةِ وَكُلٌّ يَنْصَرِفُ إِلَى شَأْنِهِ وَشُغُلِهِ، لَا.
لَا يَنْبَغِي هَذَا. فَهَذَا مَجْلِسٌ سَيَشْهَدُ عَلَيْنَا يَوْمَ القِيَامَةِ. إِي وَرَبِّ الكَعْبَةِ. سَيَكُونُ عَلَيْنَا شَاهِدًا يَوْمَ القِيَامَةِ، بَلْ حُجَّةً عَلَيْنَا يَوْمَ القِيَامَةِ. وَسَنَقِفُ أَمَامَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا وَنُسْأَلُ. وَنُخْبَرُ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا عَمِلْنَا، بَلْ نَجِدُ ذَلِكَ فِي صَحَائِفِنَا قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ.
لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً. نَجِدُ مَثَاقِيلَ الذَّرِّ. كُلُّهَا مُوَثَّقَةٌ، مُثَبَّتَةٌ. لَا يَغِيبُ مِنْهَا شَيْءٌ. وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ.
وَقَدْ يَظُنُّ ظَانٌّ أَنَّهَا ذَهَبَتْ وَنُسِيَتْ وَأُتْلِفَتْ وَغَبَرَتْ، لَا. كَلَّا، بَلْ وَأَلْفُ كَلَّا أَبَدًا. {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}. أَيْ كِتَابٍ مُبِينٍ.
وَمِنْ ثَمَّةَ فَيُمْكِنُ أَنْ نَقُولَ: الحَسْرَةُ كُلُّ الحَسْرَةِ، وَالخُسْرَانُ كُلُّ الخُسْرَانِ، وَالبَوَارُ كُلُّ البَوَارِ، وَالنَّدَامَةُ كُلُّ النَّدَامَةِ لِمَنْ فَرَّطَ فِي عُمُرِهِ وَبَدَّدَ وَقْتَهُ وَأَتْلَفَ زَمَانَهُ فِيمَا لَا يُفِيدُ وَلَا يَنْفَعُ.
يَوْمًا وَرَاءَ يَوْمٍ، وَسَاعَةً وَرَاءَ سَاعَةٍ، وَأُسْبُوعًا وَرَاءَ أُسْبُوعٍ، وَشَهْرًا وَرَاءَ شَهْرٍ، وَسَنَةً وَرَاءَ سَنَةٍ، حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ جَلَّ وَعَلَا.
وَحِينَهَا يَنْدَمُ؟ لَا. لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ. يَقُولُ: "كَلَّا ارْجِعُونِي لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا"؟ لَا. لَنْ يُسْمَعَ مِنْهُ ذَلِكَ وَلَنْ يُمَكَّنَ مِنَ الرَّجْعَةِ. وَلَنْ يُعْطَى فُرْصَةً أُخْرَى أَلْبَتَّةَ. أَبَدًا. فَلْيَطْمَئِنَّ. هِيَ فُرْصَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ. هِيَ العُمُرُ، هِيَ الوَقْتُ.
هِيَ هَذِهِ الَّتِي مِنْ بِدَايَةِ جَرَيَانِ القَلَمِ يُكْتَبُ خَيْرُهَا وَشَرُّهَا، إِلَى أَنْ تَصْعَدَ (الرُّوحُ) إِلَى عِظَامِ التَّرَاقِي وَتَبْلُغَ الحُلْقُومَ، وَيَتَسَلَّمَهَا مَلَكُ المَوْتِ بِرُفْقَةِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ يُصْعَدُ بِهَا. وَلَا يَعْلَمُ مَآلَهَا إِلَّا اللهُ أَوْ صَاحِبُهَا حِينَمَا تَنْزِلُ عَلَيْهِ المَلَائِكَةُ، إِمَّا مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَإِمَّا مَلَائِكَةُ العَذَابِ كَمَا هُوَ مَأْلُوفٌ.
وَقَدْ يَعَضُّ عَلَى أَصَابِعِ النَّدَمِ غَدًا، لَيْسَ اليَوْمَ. اليَوْمَ فِي غَفْلَةٍ. لَكِنْ مَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ. قَدْ يَعَضُّ حَتَّى يَجْرِيَ الدَّمُ مِنْ أَصَابِعِهِ إِنْ كَانَ لَهُ دَمٌ. وَلَنْ يُجْدِيَ ذَلِكَ نَفْعًا أَبَدًا. وَلَنْ يُؤَخِّرَ وَيُقَدِّمَ شَيْئًا أَبَدًا.
فَاتَ الأَوَانُ. وَتَمَّ الحَصَادُ. وَأُغْلِقَ الكِتَابُ. وَجَفَّ القَلَمُ بِمَا جَرَى وَكَتَبَ.
#اغتنام_الوقت
#قيمة_الوقت
#الحسرة_كل_الحسرة
#فرصة_واحدة
#موعظة_مؤثرة
#جف_القلم
#فات_الأوان
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: