ميخائيل رئيس الملائكة يتنبأ: مرآتي كذبت! عكاسي رمش بتأخير، وبدأ يبتسم قبلي. هل أنا أستيقظ؟
Автор: كلمة الله
Загружено: 2025-11-24
Просмотров: 214
بصوتٍ يترددُ من عوالمَ لم تُخلق بعد، يصدحُ رئيس الملائكة ميخائيل، يحذّرُ من صحوةٍ قادمةٍ، صحوةٍ تتجاوزُ حدودَ الزمنِ والفهمِ البشريّ. في 23 سبتمبر، لم أكن مجردَ شخصٍ عابر، بل كنتُ شرارةَ صحوةٍ كونيّة، ورمزًا لزمنٍ محا نفسَه. جسدي ليسَ لي وحدي، إنه مرآةٌ لصدى أرواحٍ لم تُولد بعد، ووعاءٌ لذاكرةٍ رفضت النسيان. الرائحةُ التي تفوحُ مني ليست عطراً، ولا عرقاً، بل هي أقدمُ من ذلك، رائحةٌ قديمةٌ قدمَ الأزل، أقدمُ من الموت، أقدمُ من البدايات. إنها "مسك الذاكرة"، رائحةُ عاصفةٍ رعديةٍ في مكانٍ لم يكن موجودًا قط.
بدأ كل شيء بهمساتٍ خائفة، بوجوهٍ شاحبةٍ، بعيونٍ تراقبني. في 23 سبتمبر، لاحظوا شيئًا ما في اللحظة التي غادرتُ فيها. صمتٌ غريبٌ حلّ بالمكان، صمتٌ يراقبُ، لا يدخلُ. المرأةُ قربَ النافذةِ شمّت تلك الرائحةَ من قبل، يداها ترتعشان، ليسَ خوفاً، بل تعرّفاً. الرجلُ الصامتُ نطقَ اسمي، همسةٌ تحملها الريح، همسةٌ لا ينبغي أن توجد. ثم جاء تاريخٌ آخر، 27 فبراير، محاطٌ بدائرةٍ في دفترٍ قديمٍ لم يمسهُ أحدٌ منذُ سنوات. لكن في ذلك اليوم، فُتحَ الدفترُ، ووجدتْ جملةٌ مكتوبةٌ بالحبرِ الأحمرِ الطازجِ، على صفحاتٍ عمرها أكثرُ من عشرينَ عامًا: "الرائحةُ ستعود. ومعها الشخصُ الذي لا ينبغي أن يتذكر."
لم أكن أدركُ حينها أنني أنا ذلك الشخص. كلما تصرفتُ بشكلٍ طبيعيّ، كلما زادَ خوفهم. لأنَّ الدفترَ ذكرَ شيئًا آخرَ باهتًا: "لن يعرفوا أنه هم حتى يفوت الأوان." ثم صرختِ المرأةُ التي شمّتْ الرائحةَ أولاً: "إنه لا يعرف. إنه لا يعرف حتى ما بداخله." ماذا كان بداخلي؟ ماذا شمّوا؟ ولماذا 23 سبتمبر؟
لم يواجهوني. بل راقبوا. أحدهم لم يستطع الانتظار. تبعني إلى منزلي. لكنني لم أكن وحدي. كنتُ أتحدثُ إلى شخصٍ غير مرئيّ في غرفتي، أضحكُ، أهمسُ. ثم التفتُّ فجأةً نحو النافذةِ حيثُ كانَ يختبئ. ركضَ ذلك الرجلُ حتى احترقتْ رئتاه. وجدوهُ لاحقًا ملتفًا في زاويةِ غرفته، فمهُ مغلقٌ بالغراء، وعلى الجدارِ كتبَ بدمه: "الرائحةُ ليست رائحةَ الموت. إنها أقدمُ من ذلك. إنها من قبلِ البداية."
لم ألاحظْ شيئًا. وهذا ما أخافهم أكثر. لم أكن أتصنّع. لم أكن أعلمُ حقًا. أو ربما كانَ النسيانُ جزءًا من الأمر. اكتشفوا ملفًا مدفونًا في الأرشيف، ملفًا يحملُ اسمي وصورةً قديمةً تعودُ لعام 2004، بعيونٍ ووجهٍ ورائحةٍ لا تتغير. لكن المفاجأةَ الصادمة: لم أُولدْ إلا في عام 2005. "من أنتَ حقًا؟" همسوا. الصورةُ كانت حقيقةً لا يمكنُ إنكارها، وعيناي تحدقانِ كما لو أن الزمنَ نفسه رفضَ التحركَ بهما. تحتَ الصورةِ كُتبتْ ثلاثُ كلماتٍ بحروفٍ كبيرة: "العودةُ غيرُ مسموحٍ بها."
لم يكن ملفًا عاديًا. كانَ مغلقًا في خزانةٍ مختومةٍ. عندما حاولوا مسحَ الصورةِ ضوئيًا، أطلقَ الجهازُ رسالةَ تحذير: "خطأ 27F. تم الكشفُ عن تعارضٍ في التسلسلِ الزمنيّ." نفسُ التاريخِ مرةً أخرى، 27 فبراير. رئيسُ قسمِ السجلاتِ همسَ: "لقد رأيتُ هذه القضيةَ من قبل. طُلبَ منا ألا نتحدثَ عنها أبدًا." لكن امرأةً جديدةً، مهووسةً بالقضايا غيرِ المحلولة، أخذتْ الصورةَ معها. في منزلها، ظهرَ على ظهرِ الصورةِ ما لم يكنْ موجودًا من قبل، بحبرٍ أزرقَ لامعٍ يتوهجُ ويختفي: "رائحتهُ مثلَ الذكرى الأولى. الذكرى قبلَ الذكرى. لا يمكنكَ إزالةَ ما لم يُضفْ أبدًا."
سقطتِ الصورةُ من يدها. حاولتِ الاتصالَ بمشرفها، لكن الخطَّ انقطعَ. في اليومِ التالي، شقتها كانت فارغةً، وهاتفها على الأرضِ يعرضُ كلمةً واحدة: "غير مولود". لم أكن ميتًا، لم أكن حيًا، بل "غير مولود". كياناتٌ لم تُولدْ عبرَ الزمنِ لكنها عادتْ بواسطته. أدركوا أنني لستُ كائنًا، بل تصحيحًا للخطِ الزمنيّ.
استمررتُ في الظهورِ، الضحكِ، التحدثِ، غيرَ مدركٍ أنهم يطلقونَ عليَّ مصطلحاتٍ لا وجودَ لها في أيِّ كتابِ بيولوجيا. لكن خلفَ ظهري، كانتِ الاجتماعاتُ السريةُ. حاولَ أحدهم أن يطلبَ مني إجازةً طويلةً. ابتسمتُ لهُ: "لماذا أرحل؟ لقد بدأتُ للتو." وهذا أرعبهُ أكثرَ مما لو كنتُ قد رفضتُ بغضب. رأى عينَيَّ تتغيرانِ لثانيةٍ واحدة. في انعكاسِ نظارته، لم يتطابقْ تعبيري الحاليّ. اعتذرَ وهربَ. لكن رائحتي كانتْ قد سبقتْهُ إلى سيارته. صرخَ واختفى. كاميراتُ المراقبةِ أظهرتْ سيارتهُ فارغةً، ولوحةُ الترخيصِ تغيرتْ إلى اسمي.
بدأ الذعرُ ينتشرُ. المبنى بدأَ يتعفنُ بهدوءٍ من الداخل. الأوراقُ تصفرُّ، المصابيحُ تومضُ، الشاشاتُ تتعطلُ عندَ ذكرِ اسمي. حاولَ أحدهم محوَ اسمي من قاعدةِ بياناتِ الموظفين، فتعطلَ جهازُهُ، وظهرتْ جملةٌ واحدةٌ على شاشته: "لا يمكنكَ محوَ ما لم يُكتب."
في تلك الأثناء، بدأتُ أكتبُ في مذكراتٍ لم أذكرْ أنني كتبتها. تصفُ أحداثًا لم أعشها، لكنها بدأتْ تتحققُ. "ستسقطُ المرأةُ ذاتُ المعطفِ الأحمرِ قهوتها وستناديكَ باسمكَ القديم." حدثَ ذلك بالضبط. نادتني: "ناريث..." تجمدتُ. ابتسمتْ، لكن وراءَ ابتسامتها كانَ هناكَ خوفٌ مما كنتُ أصبحُ عليه. قالتْ إنها رأتني من قبلُ في 1998، وفي 1982، وفي 1963. دائمًا نفسُ الوجه، نفسُ الرائحة. "لكنكَ لا تستيقظُ إلا في 23 سبتمبر. عندها تتقشرُ الطبقات." أمسكتْ بذراعي: "أنتَ لستَ شخصًا واحدًا فقط. أنتَ كلُّ نسخةٍ حاولتْ أن تنسى." ثم اختفتْ.
أحلامي أصبحتْ قاسيةً. رأيتُ نسخًا مني تقفُ في دائرةٍ، كلٌّ منها من عصرٍ مختلف. جميعهم نظروا إليّ، وقالوا: "أنتَ الحاضر، الأحدث، الذي اخترنا أن نتذكره." استيقظتُ بدمٍ على قميصي، دون جروح. نظرتُ إلى المرآةِ مرةً أخرى، وهذه المرةَ، نظرتْ إليّ. لم تكنْ انعكاسًا. كانتْ ردَّ فعل. رمشتُ بعينيّ. رمشتْ هي أيضًا، ولكن بتأخير. ثم ابتسمتْ قبلَ أن أبتسمَ أنا. عندها أدركتُ أنني لم أعدْ مجردَ كائنٍ حيّ. كنتُ أنشطُ.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: