هجران شاعر|الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي|مجلس الخليلي للشعر والأدب

ديوان محمد الخليلي (٨) هجران شاعر

هجران شاعر

بوشر
الأربعاء ١٦ شوال ١٤٢٧ هـ
٨ / ١١ / ٢٠٠٦ م
قلت هذه القصيدة بعد جفوة بيني وبين الشعر إلا ما دعت اليه الضرورة احيانا ، وذلك منذ ان قدر الله فأصيب ولدي يوسف في حادث انقلاب وتدهور دراجته النارية ذات الأربع عجلات من فوق تلٍّ رمليّ عالٍ في بوشر وكان ذلك عصر ٢١ / ٣ / ٢٠٠٦ م وكان عمر يوسف آنذاك ستة عشر ربيعا ، وقد بقي في المستشفى غائباً عن الوعي قرابة الثلاثة أشهر قضيت معظمها صائماً تقرباً لله تعالى واستدراراً لرحمته حتى يمنّ بالشفاء والعافية على يوسف وقد تقبل الله تضرعاتي وادعيتي وصدقاتي لوجهه الكريم وكذلك من بقية أفراد العائلة حتى عاد سليماً معافى .. فالحمد لله على ما قدر ولطف .

هجرتُ خيام الشعر أم هجر الشعر :: أم ارتحل السُمّار أم جفت السمر
أم اجتُثّٓ عود الشعر أم جفّ أم جفا :: أم النوءُ ناءى والسحائب والقطر
أم القلب أدمته الطوارق فانكفا :: أسيراً ودأب القلب يوهنه الأسر
حسبت يراعي أنّ أو كاد أو دنا :: بآهاته مما يخبئه الحبر
سهرت وندمان الخيال وبحره :: فما نمتُ أو ناموا ولا سكن البحر
فهل كنت إلا سابحاً او مسبّحاً :: وهل كان إلا اليمّ والأنمل العشر
أروح وأغدو فيه لست منازٓعاً :: كما حام فوق الطير مستعلياً صقر
أداني فيدنو او أعالي فيعتلي :: ويسهل في سهلي وفي وعريٓ الوعر
كأن به مما أكابد لوعةً :: وبي منه ما يشفي اذا جحم الصدر
اذا هو ناداني بسطت جوانحي :: ولكن اذا ناديت لم يعنه الامر
فهل هو معشوق وهل أنا عاشق :: وهل صحّ فيما بيننا الوصل والهجر
ولست بمستجدٍ به او مؤملٍ :: لجاهٍ ولا وفرٍ وإن عزّني الوفر
حنانيك لولا النفس والنفس حُرّة :: لروّعني في زجره النصح والزجر
كأني وإياه إذا ما تدافعت :: هواجسنا بحر يدافعه بحر
يظل الهوا ما بيننا ينعش الهوى :: كما ينعش الإحساس من نفحه العطر
فهل دام عهد الودّ بيني وبينه :: أم المدّ لا ينفكّ يتبعه جزر
وذئب الليالي كامنٌ متربص :: خطانا وفي عينيه يتقد الجمر
سطا فرمى مني الفؤاد ولُبّه :: وكم رميةٍ من هولها انصدع الصخر
هوى بي من عالٍ على حين غفلة :: كما أيقظ النعسان من سِنةٍ ذُعر
فما عدت أقري الشمس والبدر صبوتي :: ولا عاد يصبو نحويٓ النثر والشعر
وأُشربٓ قلبي حُبّ يوسف فانثنى :: به همّه من فرط تشرابه سكر
وأصبح همّي في القميص وسرّه :: ليكشف من همّي اذا انكشف الزرّ
أسائل عنه كل آسٍ ومؤنسٍ :: واسأل ربي ان يطول به العمر
فما خيّب الرحمنُ ظني ومن يلُذْ :: به عاد موفوراً وقد ضوعف الأجر
فعاد الى أترابه ولِداته :: كما عاد نصفٓ الشهر في أفقه البدر
�