قادسية صدام ،، أو ما يعرف بـالحرب العراقية الإيرانية ،، سلسلة حروب صدام حسين
Автор: مكامن التاريخ
Загружено: 2022-08-28
Просмотров: 10759
أطول نزاع عسكري في القرن العشرين، وأحد أكثر الصراعات العسكرية دموية، شهدت استخدام غاز الأعصاب للمرة الأولى. أثّرت على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في العوامل التي أدت إلى حروب تالية.
حرب الخليج الأولى
أو ما يطلق عليها الحرب العراقية الإيرانية، سمتها الحكومة العراقية بقادسية صدام. نشبت بين القوات المسلحة لدولتي العراق وإيران في الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر عام (ألف وتسعمئة وثمانين) واستمرت حتى آب/اغسطس عام (ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين). اعتبرت هذه الحرب من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين، وخلّفت ورائها خسائر بشرية ومالية باهظة.
في عام (ألف وتسعمئة وثمانين) بدأت العلاقات العراقية الإيرانية بالتدهور في بعد صراعات حدودية متفرقة، وتجلت حينها رغبة الرئيس العراقي صدام حسين كما أعلن بنفسه، بالاعتراف بالسيادة العراقية على أراضيها ومياهها النهرية والبحرية، وإنهاء الاحتلال الإيراني لبعض الجزر العراقية، وكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
إضافة إلى قناعة العراق في ذلك الوقت بأحقيته السيطرة على منطقة خوزستان (الأهواز) الواقعة على الحدود مع ايران، والتي تعود أصول سكانيها إلى العرب الذين تمتد قبائلهم إلى العراق. وهي الأمور التي مثلت أبرز عوامل اندلاع حرب الخليج الأولى. عطفًا على رغبة صدام بإعادة السيطرة على ضفة نهر شط العرب الشرقية الذي تنازلت عنه العراق عام (ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين) بموجب اتفاقية الجزائر مع إيران، أحد الأسباب الرئيسية لنشوب الحرب.
ويتشكل نهر شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات في أقصى جنوب العراق، وكانت سيادته تتبع بشكل كامل للعراقيين، حتى تم توقيع اتفاقية الجزائر بين شاه إيران محمد رضا بهلوي والرئيس العراقي صدام حسين الذي تنازل بموجبها عن الشط الشرقي لأهداف كانت تتعلق بإخماد العمليات العسكرية الكردية بقيادة مصطفى البرزاني، والذي كان مدعوماً من الإيرانيين.
وإضافة إلى الأسباب الأولى للحرب، كان هناك سبب آخر لا يقل أهميةً؛ وهو نجاح الثورة الخمينية في إيران عام (ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين)، والتي حولت الحكم الملكي إلى جمهورية إسلامية بدعم من الغرب. ومع صعود نجم روح الله الخميني، تولد الخوف لدى الحكومة العراقية من أن تلهم هذه الثورة شيعة العراق من أجل القيام بثورة مماثلة في البلاد، وبما أنّ السلطة الجديدة في إيران حلت الأجهزة الأمنية خلال فترة حكم الشاه، شجع هذا الأمر العراقيين على شنّ حرب مباغتة.
بدأت حرب الخليج الأولى بمناوشات صغيرة على الحدود بين العراق وإيران، وفي الرابع من سبتمبر/أيلول عام (ألف وتسعمئة وثمانين)، اتهم صدام حسين إيران بقصف بلدات حدودية عراقية، تبعها بأسابيع قليلة من الشهر ذاته إعلانه إلغاء اتفاقية الجزائر من طرف واحد، واعتبار كامل مياه شط العرب تابعاً للمياه الإقليمية العراقية.
لم تمض أيام قليلة حتى بدأت الحرب رسمياً عندما اقتحم الجيش العراقي في يوم الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول الحدود الإيرانيّة على طول حدود ولاية خوزستان. وفي غضون أيام سيطر العراقيون على مدينة خرمشهر أو المـُحمـَّرة، الموازية للحدود العراقية، والتي بقيت تحت قبضتهم حتى أبريل/نيسان عام (ألف وتسعمئة واثنين وثمانين)، عندما أعاد الإيرانيون السيطرة عليها وأسموها خونينشهر بما معناه "مدينة الدم" لما تعرضت له من دمار واسع. ورغم سيطرة العراقيين على خرمشهر وتقدمهم حتى مدينتي ديزفول والأهواز، لكنهم فشلوا في هدفهم الأساسي بالسيطرة على مصفاة تكرير النفط المهمة في مدينة عبادان والتي كانت في ذلك الوقت أكبر مصفاة نفط في العالم، وتنتج لإيران ما مقداره خمسة وستين بالمئة من إجمالي النفط.
رغم أنّ الحكومة الإيرانية لم تكن في البداية جاهزة لهذه الحرب، فهي بالكاد كانت تسيطر على البلاد بعد الثورة الخمينية التي أطاحت بالشاه، إلا أنها تمكنت بعد أول عامين من امتصاص قوة هجوم العراقي، وأصرت على مواصلة الحرب حتى تسقط حكم صدام الحسين. وفي السنوات التالية خلال الحرب تواصلت عمليات الكر والفر بين الجيشين العراقي والإيراني، والتي تخللها انسحاب العراقيين من كامل الأراضي التي سيطروا عليها في يونيو/حزيران عام (ألف وتسعمئة واثنين وثمانين)، تبعها مطالبة الإيرانيين بتعويض مالي ضخم ومحاكمة صدام حسين أمام المحكمة الدولية كونه المتسبب الأساسي بهذه الحرب. وبعد رفض الحكومة العراقية هذه المطالب، استمرت المعارك بين الطرفين بانضمام عدّة جماعات أخرى لساحة المعركة، كحركة "مجاهدي خلق" التي انضمت إلى جانب الجيش العراقي، في حين شاركت الميليشيات الكردية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني إلى الجانب الايراني.
وخلال السنوات الستة التالية للحرب، تحولت الكفة لصالح الإيرانيين الذين أصبحوا الطرف المهاجم عن طريق ميليشيات الحرس الثوري، التي حاولت الدخول إلى مدينة البصرة، لكن معظم محاولاتها باءت بالفشل لاعتمادها على جنود غير مدربين، لكن إيران سيطرت على ميناء الفاو الذي يعد الشريان الرئيسي للعراقيين من أجل تصدير النفط. كما انخرطت الدولتان في هجمات صاروخية وجوية ضد مدن بعضهما البعض، إضافة إلى تبادل قصف المنشآت العسكرية والنفطية وناقلات النفط في الخليج العربي، واستهدفت إيران ناقلات النفط الخليجية بشكل عام بدعوى أن جميع دول الخليج داعمة للعراق، فكان النصيب الأكبر من الخسائر يعود لناقلات النفط الكويتية. دفع تحول ناقلات النفط كلا من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى نشر سفن حربية في الخليج العربي لضمان تدفق النفط إلى باقي أجزاء العالم.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: