كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبد البر. نوادر العرب وأمثالها . الشعر والنثر والسنة. جزء 8 أخير
Автор: Change Time
Загружено: 2025-09-11
Просмотров: 32
مؤلف كتاب «بهجة المجالس وأُنس المجالس» هو الإمام «أبو عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي» ولد في «قرطبة» عام 388م، وتوفي في «شاطبة» عام 463 ه، وما بين الولادة والوفاة، عاش «ابن عبد البر» عمراً مديداً قارب قرناً من الزمان، وخلق تراثاً غزيراً ومهماً.
نشأ «ابن عبد البر» في «قرطبة» وكانت أعظم المدن الأندلسية في زمنه، وأغناها بالمكتبات والعلماء، وقد تلقى علومه الأولى فيها، ثم تابع تحصيله على أيدي علمائها الأجلاء، حتى بلغ الثلاثين من عمره، واستوى عالماً متميزاً، وكان من المفروض أن يحتل مكان أبيه، فقيهاً من فقهاء قرطبة، ولكن الفتنة البربرية التي عصفت بالمدينة عام 399 هـ، قد حرمته هذا الشرف،
وقد خرج المؤلف من «قرطبة» هارباً، هائماً على وجهه في بلاد الأندلس، متنقلاً من مدينة إلى أخرى، ومن مجلس إلى آخر فكانت عشر سنوات من القلق وعدم الاستقرار، ولكنها من جهة أخرى، أفادته كثيراً، وأغنت معارفه، ولئن لم يتمكن من طلب العلم في بلاد المشرق على عادة العلماء الأندلسيين، فإنه في تجواله التقى الكثيرين ممن كان لهم شرف زيارة المشرق، فاستفاد منهم وأفاد.
وفي «دانية» في أقصى شرق الأندلس، حط «ابن عبد البر» رحاله في ظل أميرها «مجاهد بن عبدالله العامري» الذي ضم بلاطه عدداً من مشاهير علماء الأندلس من أمثال: ابن رشيق، ابن سيده.. فطاب المقام له وانكب على التأليف، حتى بلغت مؤلفاته الثلاثين كتاباً منها: الاستيعاب في طبقات الأصحاب، جامع بيان العلم وفضله، رسالة أدب المجالسة وخوض اللسان التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد.
أما كتاب «ابن عبد البر» بهجة المجالس، فقد حدد مؤلفه غايته من تأليف الكتاب في المقدمة، فمعرفة الأدب قربه إلى الله تعالى: «فهي تبعث على المكارم، وتنهي عن الدنايا والمحارم، وإن في جمع نوادر العرب وأمثالها وأجوبتها ومقاطعها ومبادئها وفصولها، ما يبعث على امتثال طرقهم واحتذائها، فهي زين لمن حفظها في مجالسه، وشحذ لذهنه وهاجسه».
وتأسيساً على ما تقدم، فقد اختار مادة كتابه من القرآن الكريم، والحديث الشريف، وتراث العرب شعراً ونثراً، وحكم الأمم الأخرى وفلسفتها، مما يتفق وغايته من تأليف كتابه.
لقد اختار مادة كتابه من عدد كبير من المصادر، بعضها معروف لنا كعيون الأخبار، والشعر والشعراء، والحيوان، وبعضها مفقود لا نعرف عنه شيئاً، ومن هنا تتبدى للباحثين أهمية هذا الكتاب، وذلك لأنه أورد فيه قدراً ممتازاً من شعر شعراء الأندلس، وحفظ لنا مادة شرقية ضاعت مصادرها في الشرق نفسه، وبذلك يكون قد قدم مادة مهمة لدراسة تطور الأدب الأندلسي في القرنين الرابع والخامس الهجريين، ومعرفة الكتب وألوان الثقافة المشرقية التي وصلت إلى الأندلس في زمنه.
قسم المؤلف كتابه إلى أبواب عديدة، بلغت مئة واثنين وثلاثين باباً يضم كل باب منها معنى من معاني الدين أو الدنيا، فهو يفتتح الباب بآية من القرآن الكريم، ثم يثني بحديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يورد نتفا من أشعار العرب وحكمهم، أو ما أثير عن غيرهم من الأمم، مما يتصل بالباب نفسه، وهو بهذا يتشابه مع «ابن قتيبة» في كتابه «عيون الأخبار» ومع «ابن عبد ربه» في كتابه «العقد الفريد» ولكنه يزيد عليهما انه يورد المعنى وضده، ليكون أبلغ وأشفى وأمتع.
ولعل أبرز ما يميز ابن عبد البر ميله إلى العبارات المهذبة والألفاظ التي لا تجرح الحياء، مع حرصه على استقصاء المعنى وإيراد عدد من الشواهد، مما قيل نظماً ونثراً، ونقده لبعض الأخبار التي وردت عند سابقيه، كنقده لما ورد في كتاب «الجان» للجاحظ عن الغيلان وظهورها لبني آدم وزواج بعضهم منها.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: