نتيجةٌ عملية - د. محمد خير الشعال

تَعرِض الخُطبة للحديث عن الغلط في الفهم والتصور(أسباب وقوعه- صور منه- تصويب لنماذج منه).

من خطبة: نتيجة عملية
من سلسلة: مفاهيم تحتاج إلى تصحيح
بتاريخ: 2023/06/16
للشيخ الطبيب محمد خير الشعال
في مسجد: أنس بن مالك

لمتابعة الخطبة على:
• الموقع: https://dr-shaal.com/material-details....
• الساوندكلاود:   / 5u8  

0:00:00 مقدمة الخطبة
0:06:46 أسباب الغلط
0:08:07 1- تعميم أمر خاص لا يستقيم تعميمه
0:13:31 2- ضم زيادات وإضافات ليست في الأصل
0:17:33 3- إلزام ما ليس بلازم
0:21:36 4- حذف قيود وشروط يؤدي حذفها إلى تغيير الحقيقة
0:24:38 5- الجهل بالشيء
0:28:11 خلاصة الخطبة

مختصر خطبة صلاة الجمعة 16/ 6/ 2023 للشَّيخ الطَّبيب محمَّد خير الشَّعَّال, في جامع أنس بن مالك، دمشق - المالكي
(نتيجة عملية)
عُدْت إلى هذه السلسلة من الخطب وإلى بعض المراجع أراجعها وأنظر لماذا يقع الغلط في الفهم والتصور لأستخلص أسباب الغلط لنتجنبه جميعاً في سائر مفاهيمنا الشرعية والحياتية، فوجدت من تلك الأغلاط الآتي:
1- تعميم أمر خاص لا يستقيم تعميمُه: فمن أخطاء التفكير السليم أن تبني نتيجة عامة على عينة ضئيلة، وقد سبق في خطبة مفهوم التصوف أن رجلاً رفض التصوف؛ لأنه شاهد شطحات عند بعض المتصوفة فعمّم القول بأن التصوف كله شطحات وترهات، ولا يستقيم مثلُ هذا التعميم، وسبق في خطبة مفهوم البدعة أن رفض قوم كل جديد وحديث في الدين ونسوا بأن البدعة تكون سيئة وهي المحرمة المنهي عنها، وتكون حسنة وهي مأمور بها أو مسكوت عنها، ولكنهم عمموا رفض كل جديد.
وعكس التعميم للأمر الخاص تخصيص الأمر العام الذي لا يصح تخصيصه: وهذا غلط أيضاً، فمن أخطاء التفكير السليم تخصيص العام من دون دليل، ففي مفهوم التدين خص قوم التدين في مظاهر ورسوم تتجلى في ثوب وصلاة وصوم وحسب بينما التدين الحقيقي أعم من ذلك بكثير فهو عمارة الدنيا والآخرة بالعلم النافع والعمل الصالح.
2- ضم زيادات وإضافات ليست في الأصل: فإضافة زيادات لم يأت بها نص الشارع تسبب تصوراً خاطئاً كما سبق في مفهوم الاستخارة فجميع أحاديث الاستخارة لم يرد فيها ترقبُ منام أو شرحُ صدر أو انتظارُ إشارة سماوية، بل كل ما فيها أن المرء يستشير العقلاء فإن نصحوه بالأمر وهمَّ به صلى ركعتي الاستخارة ودعا بدعائها ثم يعزم على الأمر ويمضي فإن يسره الله فهو الخير وإن لا فلا.
3- إلزام ما ليس بلازم: فمما يوقع بعض الناس في غلط الفهم والتصور أن يرتبوا نتائج على مقدمات لا تستلزمها، فلا علاقة بين تسمية المولود محمداً وبين دخوله الجنة، فهذه النتيجة غير لازمة لتلك المقدمة، وقد سبق في خطبة مفهوم الابتلاء أن بعض الناس فهموا أن المؤمن الطائع لا يبتلى فألزموه ما لا يلزم، وفي خطبة مفهوم التعصب فهموا أن التمسك بأكل الحلال والمحافظة على الفرائض تعصباً فألزموا المتمسك بها المحافظ عليها ما لا يلزمه.
4- حذف قيود وشروط لازمة يؤدي حذفها إلى تغيير الحقيقة: فهذه واحدة أخرى تسبب فهماً مغلوطاً وبعداً عن الحقيقة، فالضرورات تبيح المحظورات قاعدة شرعية صحيحة؛ إذا تحققت شروطها وضوابطها كما مر في خطبتها، والعمل عبادة كلمة صحيحة؛ إذا تحققت الشروط الخمسة الواردة في خطبة ذلك الموضوع في حين أنه لا يكون عبادة إن غاب واحد من تلك الشروط، والمزاح واللعب مرضي؛ إذا التزم قيوده الثلاثة فكان قليلاً غير كثير، ومباحاً غير محرم، وأديباً غير فاحش.
5- الجهل بالشيء: وبسبب الجهل بالشيء غلِط من قال إن الحجاب لا دليل عليه من القرآن والسنة أو قال إنه عادة عربية لا إسلامية أو قال إن المطلوب من المرأة العفةُ والوقار لا الثيابُ والخمار، وحسبه الاطلاع على خطبة مفهوم الحجاب ليعلم بعض الآيات والأحاديث الآمرة بالحجاب فيصحح تصوره وحكمه.
ولهذه الخمسة أشباه ونظائر كالخضوع لسطوة الانتشار، وفهم نصوص في معزل عن سياقها وسباقها، وعدم الرجوع في كل اختصاص إلى علمائه، والمأمول من المسلم أن يتحلى بالعقل الصحيح والرأي الرجيح والقول الفصيح، لتكون تصوراته مطابقة للواقع وفهومُه مرضية عند الشارع، وليذكر المسلم أنه متعبَّدٌ بالفكر كما أنه متعبد بالذكر. والحمد لله رب العالمين

الحسابات الرسمية:
• الموقع: https://dr-shaal.com
• اليوتيوب:    / drshaaltube  
• الفيسبوك: https://FB.com/DrShaal
• التلجرام: https://t.me/drshaal

#محمد #خير #الشعال