قناة الذاكرة مناد رابح شربي مع عمي بالطيب محمد طيار مقاتل في حرب 06 أكتوبر 1973 بمصر 2024.12.21

تماشيا مع مبادئها الراسخة التي لم تختلف يوما عن نصرة أشقائها ودعم القضايا العادلة إقليميا قاريا ودوليا، شاركت الجزائر بجيشها سليل جيش التحرير الوطني في الحروب العربية الصهيونية وهي إحدى المحطات الهامة في تاريخ الجزائر المعاصر، حيث تمكن الجيش الوطني بفضل الخبرة العسكرية التي اكتسبها منذ ثورة الفاتح نوفمبر 1954 من رسم أروع صور البطولات والتضحيات فداء لفلسطين... فكانت حرب السادس من أكتوبر ثلاثٍ وسبعين تسعمئة وألف 1973 منعرجا حاسما لرد الاعتبار .
فبعد تحديد موعد الهجوم والتصدي للكيان الصهيوني قررت الجزائر إرسال الدعم لمصر فأرسلت أربعةَ أسرابٍ من الطائرات المقاتلة بقيادة الرائد محمد الطاهر بوزغوب حلقت عاليا في سماء مصر العربية لتزين صفحات التاريخ القريب للأمة، بصور مشرفة لعرب كانوا يوما جسدا واحدا..
وهاهو عمي محمد من مواليد العاشر يناير ستٍ وأربعين تسعمئةٍ وألف ببلدية عمال واحد من الذين شاركوا في هذه الحرب في سن السابعةِ والعشرين.. عمي محمد وكغيره من الجزائريين درس في الكتاتيب مثل أترابه ثم في المدرسة الابتدائية وأكمل المرحلة التكميلية بنجاح لينتقل إلى الثانوية التقنية بدلس ويتحصل على باكالوريا تقني رياضيات سنة ستٍ وستين تسعمئة وألف ليلتحق بعدها مباشرة بقيادة الأركان للقوات الجوية ويحظى باستقبال رائع من طرف قائد القوات الجوية آنذاك أيت مسعودان ... فخضع لعملية تكوين في المجال بقاعدة ورقلة لمدة ثلاثِ سنوات وبعد اكتسابه الخبرة الكافية تمت ترقيته نهاية اثنين وسبعين تسعمئة وألف إلى مكون الطيارين بقاعدة بوسفر بوهران.
شارك في حرب 6 أكتوبر 1973 ضمن سرب طائرات الميغ 21 والميغ 17 من مجموع خمسين طائرة من عدة أنواع.
بعد مكوثهم مدة عام ونصف بعد الحرب تحسبا لأي طاريء... عادوا إلى الجزائر في جوان خمسٍ وسبعين تسعمئةٍ وألف واستقبلوا كأبطال من طرف القيادة العليا للبلاد.
ضيفي الطيار عمي محمد صاحب الثماني والسبعين سنة وضيف برنامج لقاء الذاكرة يفصل لنا مساره الثوري خلال حرب أكتوبر ثلاث وسبعين ضد الكيان الصهيوني كما يعود بنا إلى أيام طفولته وقصصه مع الثورة التحريرية رغم صغر سنه...