ألما على الربع القديم بعسعسا | امرؤ القيس | إنشاد | مع شرح الأعلم الشنتمري
Автор: محمد عيسى
Загружено: 2025-04-19
Просмотров: 1746
أَلِمّا عَلى الرَبعِ القَديمِ بِعَسعَسا
كَأَنّي أُنادي أَو أُكَلِّمُ أَخرَسا
يقول لصاحبيه: ألمّا على الرَّبْع، أى انزلا عليه مساعدة لي حتى أسأله عن أهله،
ثمّ أخبرَ انه ناداه فلم يُجِبْه فقال: كأني أنادي أو أكلِّم أخرس، والأخرس: الذي لا ينطق، وعَسْعَس: اسم موضع.
فَلَو أَنَّ أَهلَ الدارِ فيها كَعَهدِنا
وَجَدتُ مَقيلاً عِندَهُم وَمُعَرِّسا
ثم بيَّن أنّ هذه الدار خالية لا أنيس بها يستقرّ عندها،
فقال: لو أن أهل الدار فيها كعهدِنا، أي كما عهدنا زمن المُرتَبَع (المَنْزِلُ يُنْزَلُ فيه أيامَ الربيعِ) وجدتُ مَقيلا،
أي نزولاً في القائلة(النومُ في الظهيرة) ومعرَّسا، وهو النزول في أوَّل الليل أو في آخره للاستراحة.
فَلا تُنكِروني إِنَّني أَنا ذاكُمُ
لَيالِيَ حَلَّ الحَيُّ غَولاً فَأَلعَسا
قوله: "فلا تنكروني"، كأنه يخاطب أهلَ الدار لما أتاها فلم يجد بها ما يوافقه ويسرُّه،
وقوله: "إنني أنا ذاكُم" أى الذى عرفتم وصحبتم زمن المُرْتَبَع إذ كان الحى يحُلُّ غَوْلاً فألْعَس،
وهما موضعان ارتبعوا فيهما.
فَإِمّا تَريني لا أُغَمِّضُ ساعَةً
مِنَ اللَيلِ إِلّا أَن أَكُبَّ فَأَنعَسا
قوله: "فإما تَرَيْنى لا أغمّض ساعة"، يصف أنّ فيه منها داء يمنعه النوم،
فلا ينام منه شيئاً إلّا أن يُكِبَّ فَيَنْعَس، والإكباب: ملازمة الشىء مع انعطافٍ عليه وانحناء.
تَأَوَّبَني دائي القَديمُ فَغَلَّسا
أُحاذِرُ أَن يَرتَدَّ دائي فَأُنكَسا
يقول: تأوَّبنى، أى جائنى مع الليل، يعني أنّه كان سَلا ثم تذكَّر فعاوَدَه وجْدُه (الوجد: الحب)،
وإنما خصّ الليل بذلك لأن الإنسان ينفرد فيه بنفسه ويتفرَّغ لذكره وهمومه.
وقوله: "فغلّسا" أي أتاه ليلاً في الغلَس، وهو الظلمة.
وقوله: "فأنكسا" مِنْ نَكْسِ المرض، وهو الرجوع إليه بعد الْبُرء.
ومعنى "يرتد" أي يعود على بُرْء.
فَيا رُبَّ مَكروبٍ كَرَرتُ وَراءَهُ
وَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَفَّسا
وقوله: "كررت وراءَه" أي عطفتُ ورجعتُ من ورائه وقاتلتُ عليه أصحابَ الخيل وطاعنْتُهم، وهو هارب منهزم.
وقوله: "حتى تنفّسا"، أى حتى استراح وتفرَّج ووجد متنفَّسًا ومتَّسعًا.
وَيا رُبَّ يَومٍ قَد أَروحُ مُرَجَّلاً
حَبيباً إِلى البيضِ الكَواعِبِ أَملَسا
المُرجَّل: المُسرِّحُ الْجُمّةَ(ما ترامَى من شعر الرأْس على المَنكِبَيْن) المدهونُها.
والكواعب: جمع كاعب، وي الجارية التى قد كَعَب ثَدْيُها، أى نَهَد وارتفَع للخروج.
وقوله: "أملسا" من الملاسة، يعني أنه شابٌّ ناعم، وقيل: هو الخَميص البطن(ضامر البطن)،
وقيل: النَّقيُّ من العيوب.
يَرُعنَ إِلى صَوتي إِذا ما سَمِعنَهُ
كَما تَرعَوي عيطٌ إِلى صَوتِ أَعيَسا
وقوله: "يَرِعْن إلى صوتي"، أى يرجِعنَ وَيَمِلْن إليه حُبًّا وكَلَفًا بى،
كما ترعوى عيط، أى كما ترجع العيط، وهي الإبل التي اعتاطت فلم تحمل سنَتها، وقيل: هى الطوال الأعناق.
والأعْيَس: البعير الأبيض الذي يضرب بياضُه إلى الحُمرة الشُّقرة، وهو أكرم ألوان الإبل،
يقول هؤلاء الكواعب يرجعن إلىّ كما ترجع العيط إلى الفحل.
أَراهُنَّ لا يُحبِبنَ مَن قَلَّ مالُهُ
وَلا مَن رَأَينَ الشَيبَ فيهِ وَقَوَّسا
قوله: "أراهنّ لا يحببن من قلَّ ماله"، هو من رؤية القلب، أى أعلمهنّ لا يحببن الفقير ولا من شاب وقوَّس،
أي كَبِر وانطوى كانطواء القوس.
وَما خِفتُ تَبريحَ الحَياةِ كَما أَرى
تَضيقُ ذِراعي أَن أَقومَ فَأَلبِسا
التبريح: إفراط المشقَّة. يقول: لم أخف أن تُبرِّح الحياة بي هذا التبريح،
ثم بيّن ذلك فقال: تضيق ذراعي أن أقوم فألبس ثيابي، أي أضعُفَ وأعجَزَ عن تناوُلِ ذلك لشدّة ما بي من المرض،
يقال: ضاق ذَرْع فلان بكذا وضاقت ذِراعه، إذا لم يُطِقْه.
فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ جَميعَةً
وَلَكِنَّها نَفسٌ تَساقَطُ أَنفُسا
قوله: "فو أنّها نفس" لم يأت ل"لو" بجواب، ويَحْتملُ تقديرين: أحدهما: أن يكون الجواب محذوفا لعلم السامع بما أراد،
كأنه قال: لكان ذلك أهونَ عليّ، ونحو ذلك مما يقوم به المعنى، والتقدير الثاني: أن تكون "لو" بمعنى التمنى فلا تحتاج إلى جواب. وقوله: "تموت جميعةً"، يعني أنه مريض، فنفسه لا تخرج مرّة، ولكنها تموت شيئا بعد شىء ، وهو معنى قوله: "تساقط أنفسا" أي شيئًا بعد شىء. ويروى "تُساقِطُ أنفسا" أى يموت بموتها عدّة، كما قل الآخر:
فما كان قيسٌ هُلْكُه هُلْكَ واحِدٍ ولكنَّه بُنيانُ قومٍ تهدّما
وَبُدِّلتُ قَرحاً دامِياً بَعدَ صِحَّةٍ
فَيا لَكِ مِن نُعمى تَحَوَّلنَ أَبؤُسا
قوله: "وبُدِّلْتث قَرْحًا داميًا"، يريد ما ناله في جسمه من الحُلَّة المسمومة التى وجّهَ بها إليه مَلِك الروم.
وقوله: "لعلّ منايانا تحوّلن أبؤساً"، أى لعلّ ما بي من شدة الحال والبلاء عِوضٌ مِنَ الموت أو بدلٌ منه.
لَقَد طَمِحَ الطَمّاحُ مِن بُعدِ أَرضِهِ
لِيُلبِسَني مِن دائِهِ ما تَلَبَّسا
الطمّاح: رجل من بني أسد، وكان امرؤ القيس قد صار إلى قيصر يستنجده، وقال في ذلك قصيدته: سما لك شوقٌ. فقدم على قيصر، فأمدّه بقوم، وبلغ ذلك بني أسد، فخرج رجل منهم يقال له: حبيب إلى قيصر، فوشى بامرئ القيس إليه، فلما بلغ امرؤ القيس أنقِرةَ طُعِن وقُتِل وارفضّ عنه أصحابه، فقال: "لقد طمح الطمَّاح من بعد أرضه"، فسمّىَ الطماح بقول امرئ القيس. وزعم قوم أن الطمَّاح رجل من بني أسد أرسله إليه قيصر بثوبه المسموم. وقوله: " لقد طمح الطمّاح"، أى قل أصابني منه ما نابني من البلاء من بُعْد، يقال: طمح به بصره إذا أبعَدَ النظر ورفعه، وقوله: "ما تلبّسا"، يعني ما حمل من السمّ وركب منِّى ما ركب.
أَلا إِنَّ بَعدَ العُدمِ لِلمَرءِ قَنوَةً
وَبَعدَ المَشيبِ طولُ عُمرٍ وَمَلبَسا
قوله: "ألا إن بعد العدم للمرء قِنْوةً"، أى بعد الشدَّة رخاء، وبعد الشّيْب عُمْرٌ ومستمتع،
وليس بعد الموت شىء. وضرب هذا مثلاً لنفسه. والقِنْوة والِنيَة: ما اقتنيتَ من شىء فاتخذته أصلَ مال.
والملبَسَ هنا: المنتفَع والمستمتع.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: