الهمزية النبوية | ولد الهدى فالكائنات ضياء | احمد شوقي
Автор: أدب الـضـاد
Загружено: 2024-10-04
Просмотров: 332
ولـد الـهـدى فـالكائنات ضياء
وفـم الـزمـان تـبـسـم وثناء
الـروح والـمـلأ الـملائك حوله
لـلـديـن والـدنـيـا به بشراء
والـعـرش يزهو والحظيرة تزدهي
والـمـنـتـهى والسدرة العصماء
وحـديـقـة الفرقان ضاحكة الربا
بـالـتـرجـمـ ان شـذية غناء
والـوحي يقطر سلسلا من سلسل
والـلـوح والـقـلـم البديع رواء
نـظمت أسامي الرسل فهي صحيفة
فـي الـلـوح واسم محمد طغراء
اسـم الـجـلالة في بديع حروفه
ألـف هـنـالـك واسم طه الباء
يـا خـيـر من جاء الوجود تحية
مـن مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بـيـت الـنـبـيين الذي لا يلتقي
إلا الـحـنـائـف فـيه والحنفاء
خـيـر الأبـوة حـازهـم لك آدم
دون الأنــام وأحــرزت حـواء
هـم أدركـوا عـز النبوة وانتهت
فـيـهـا إلـيـك الـعزة القعساء
خـلـقـت لبيتك وهو مخلوق لها
إن الـعـظـائـم كفؤها العظماء
بـك بـشـر الـله السماء فزينت
وتـضـوعـت مـسكا بك الغبراء
وبـدا مـحـيـاك الـذي قسماته
حـق وغـرتـه هـدى وحـيـاء
وعـلـيـه مـن نور النبوة رونق
ومـن الـخـلـيل وهديه سيماء
أثـنـى المسيح عليه خلف سمائه
وتـهـلـلـت واهـتـزت العذراء
يـوم يـتـيه على الزمان صباحه
ومـسـاؤه بـمـحـمـد وضاء
الـحـق عـالي الركن فيه مظفر
فـي الـمـلـك لا يعلو عليه لواء
ذعـرت عروش الظالمين فزلزلت
وعـلـت عـلـى تيجانهم أصداء
والـنـار خـاوية الجوانب حولهم
خـمـدت ذوائـبها وغاض الماء
والآي تـتـرى والـخـوارق جمة
جــبـريـل رواح بـهـا غـداء
نـعـم الـيـتيم بدت مخايل فضله
والـيـتـم رزق بـعـضه وذكاء
فـي الـمهد يستسقى الحيا برجائه
وبـقـصـده تـسـتـدفع البأساء
بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم
يـعـرفـه أهـل الصدق والأمناء
يـا من له الأخلاق ما تهوى العلا
مـنـهـا ومـا يـتعشق الكبراء
لـو لـم تـقـم دينا لقامت وحدها
ديـنـا تـضـيء بـنـوره الآناء
زانـتـك في الخلق العظيم شمائل
يـغـرى بـهـن ويـولع الكرماء
أمـا الـجمال فأنت شمس سمائه
ومـلاحـة الـصـديـق منك أياء
والـحـسن من كرم الوجوه وخيره
مـا أوتـي الـقـواد والـزعماء
فـإذا سـخوت بلغت بالجود المدى
وفـعـلـت مـا لا تـفعل الأنواء
وإذا عـفـوت فـقـادرا ومـقدرا
لا يـسـتـهـيـن بعفوك الجهلاء
وإذا رحــمـت فـأنـت أم أو أب
هـذان فـي الـدنيا هما الرحماء
وإذا غـضـبـت فإنما هي غضبة
فـي الـحـق لا ضغن ولا بغضاء
وإذا رضـيـت فـذاك في مرضاته
ورضـى الـكـثـيـر تحلم ورياء
وإذا خـطـبـت فـلـلمنابر هزة
تـعـرو الـنـدي ولـلقلوب بكاء
وإذا قـضـيـت فـلا ارتياب كأنما
جـاء الـخصوم من السماء قضاء
وإذا حـمـيـت الماء لم يورد ولو
أن الـقـيـاصـر والملوك ظماء
وإذا أجـرت فـأنـت بـيت الله لم
يـدخـل عـلـيه المستجير عداء
وإذا مـلـكـت النفس قمت ببرها
ولـو ان مـا مـلكت يداك الشاء
وإذا بـنـيـت فـخير زوج عشرة
وإذا ابـتـنـيـت فـدونـك الآباء
وإذا صـحـبت رأى الوفاء مجسما
فـي بـردك الأصـحاب والخلطاء
وإذا أخـذت الـعـهـد أو أعطيته
فـجـمـيـع عـهدك ذمة ووفاء
وإذا مـشـيـت إلى العدا فغضنفر
وإذا جـريـت فـإنـك الـنـكباء
وتـمـد حـلـمـك للسفيه مداريا
حـتـى يـضيق بعرضك السفهاء
فـي كـل نـفس من سطاك مهابة
ولـكـل نـفـس فـي نداك رجاء
والرأي لم ينض المهند دونه
كالسيف لم تضرب به الآراء
يأيها الأمي حسبك رتبة
في العلم أن دانت بك العلماء
الذكر آية ربك الكبرى التي
فيها لباغي المعجزات غناء
صدر البيان له إذا التقت اللغى
وتقدم البلغاء والفصحاء
نسخت به التوراة وهي وضيئة
وتخلف الإنجيل وهو ذكاء
لما تمشى في الحجاز حكيمه
فضت عكاظ به وقام حراء
أزرى بمنطق أهله وبيانهم
وحي يقصر دونه البلغاء
حسدوا فقالوا شاعر أو ساحر
ومن الحسود يكون الاستهزاء
قد نال بالهادي الكريم وبالهدى
ما لم تنل من سؤدد سيناء
أمسى كأنك من جلالك أمة
وكأنه من أنسه بيداء
يوحى إليك الفوز في ظلماته
متتابعا تجلى به الظلماء
دين يشيد آية في آية
لبناته السورات والأدواء
الحق فيه هو الأساس وكيف لا
والله جل جلاله البناء
أما حديثك في العقول فمشرع
والعلم والحكم الغوالي الماء
هو صبغة الفرقان نفحة قدسه
والسين من سوراته والراء
جرت الفصاحة من ينابيع النهى
من دوحه وتفجر الإنشاء
في بحره للسابحين به على
أدب الحياة وعلمها إرساء
أتت الدهور على سلافته ولم
تفن السلاف ولا سلا الندماء
بك يا ابن عبد الله قامت سمحة
بالحق من ملل الهدى غراء
بنيت على التوحيد وهي حقيقة
نادى بها سقراط والقدماء
وجد الزعاف من السموم لأجلها
كالشهد ثم تتابع الشهداء
ومشى على وجه الزمان بنورها
كهان وادي النيل والعرفاء
إيزيس ذات الملك حين توحدت
أخذت قوام أمورها الأشياء
لما دعوت الناس لبى عاقل
وأصم منك الجاهلين نداء
أبوا الخروج إليك من أوهامهم
والناس في أوهامهم سجناء
ومن العقول جداول وجلامد
ومن النفوس حرائر وإماء
داء الجماعة من أرسطاليس لم
يوصف له حتى أتيت دواء
فرسمت بعدك للعباد حكومة
لا سوقة فيها ولا أمراء
الله فوق الخلق فيها وحده
والناس تحت لوائها أكفاء
والدين يسر والخلافة بيعة
والأمر شورى والحقوق قضاء
الإشتراكيون أنت إمامهم
لولا دعاوي القوم والغلواء
داويت متئدا وداووا ظفرة
وأخف من بعض الدواء الداء
الحرب في حق لديك شريعة
ومن السموم الناقعات دواء
والبر عندك ذمة وفريضة
لا منة ممنونة وجباء
جاءت فوحدت الزكاة سبيله
حتى التقى الكرماء والبخلاء
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى
فالكل في حق الحياة سواء
فلو ان إنسانا تخير ملة
ما اختار إلا دينك الفقراء
يأيها المسرى به شرفا إلى
ما لا تنال الشمس والجوزاء
يتساءلون وأنت أطهر هيكل
بالروح أم بالهيكل الإسراء
بهما سموت مطهرين كلاهما
نور وريحانية وبهاء
فضل عليك لذي الجلال ومنة
والله يفعل ما يرى ويشاء
تغشى الغيوب من العوالم كلما
طويت سماء قلدتك سماء
في كل منطقة حواشي نورها
نون وأنت النقطة الزهراء
أنت الجمال بها وأنت المجتلى
والكف والمرآة والحسناء
الله هيأ من حظيرة قدسه
نزلا لذاتك لم يجزه علاء
العرش تحتك سدة وقوائما
ومناكب الروح الأمين وطاء
والرسل دون العرش لم يؤذن لهم
حاشا لغيرك موعد ولقاء
الخيل تأبى غير أحمد حاميا
وبها إذا ذكر اسمه خيلاء
شيخ الفوارس يعلمون مكانه
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: