القصيد الشعبي المدمر: @مباركة شعر شعبي من الجنوب التونسي للشاعر الكبير البشير عبد العظيم
Автор: Exacty بالضبط
Загружено: 2022-04-17
Просмотров: 2620
الشعر الشعبي التونسي (الذي يستعمل اللسان العامي او الدارج او اللهجة كما هو الحال في العالم العربي كالشعر النبطي والابوذيات العراقية والشعر البدوي الشامي والشعر الصعيدي….) مدرسة كبيرة لها أعلامها وفحولها الكبار، وقد اتفق أهل الدراية به فيما وصلنا من قصائد كبار الشعراء على أن أهمهم هم كل من أحمد ملاّك واحمد البرغوثي وأحمد بن موسى والعربي النجار وقد ذكر المؤرخ الاستاذ محمد المروزقي الكثير من روائعهم المتميزة بسلاسة العبارة وقوة الصورة والقرب الشديد من اللسان الفصيح. وكذلك من اعلام الشعر الشعبي محمد الصغير الساسي الذي اشتهر زمن الاستعمار وبعد الاستقلال. ولتونس اليوم نخبة مهمة من الشعراء الشعبيين خاصة في الجنوب والساحل. ولكن يبقى الذين ذكرتهم أقوى عبارة واكثر شاعرية فهم المعلمون الكبار لهذا الفن من القول ومن جاء بعدهم يقتدي بهم ويتعلم منهم. وقد حفظت لهم منذ صباي الكثير من القصائد.
أ/ أغراض الشعر الشعبي التونسي: هي أغراض كثيرة، وهي تقريبا ذاتها اغراض الشعر الجاهلي مع إضافات.
1/ غرض النجع: فيه وصف رحيل الحبيبة وقبيلتها، وتعني كلمة النجع: القبيلة: كقول العربي النجار:
هنا كان نجع الوليفة العنود حمر الخدود
واليوم نقّل قطع الحدود
وهذا غرض معلوم في الشعر الجاهلي رغم اختلاف التسمية.
2/غرض البرق: ويعني وصف المطر والسحاب والبرق وكيف أن الغيث كان عاما غامرا، ومنهم من يذكر انتقال تلك السحب من مدينة إلى اخرى، ثم كيف أصبحت الأرض مونعة وفيه وصف الأزهار وحياة البادية بعد هطول الأمطار ونهاية الجدب والقحط.، كقول محمد الصغير الساسي:
تبسّم شرقاوي وتنوّى
رعده يتقوّى
والبرق مطارق يتلوّى
3/غرض الضحضاح: ويعني وصف الصحراء، والضحضاح كلمة من الفصحى تعني الأرض قليلة الماء، أو الماء القليل الذي لا عمق فيه.
وفي غرض الضحضاح وصف للصحراء وبيان للفجاج التي تفصل بين العاشق وحبيبته.
4/غرض الكوت: وهو وصف الفرس، فالعربي مولع بالخيل، وكانت القبائل التونسية تفتخر بفرسانها وخيولها، ومن هنا انبثق هذا الغرض في اتصال مع وصف الخيل في الشعر الجاهلي وما بعده.
وكلها برع فيها خاصة البرغوثي الذي يقول:
الله لا كوت هبَّاق* في الجري سبَّاق
غدي سيرته موش قلاق* مطلوق إيده وساقه
5/غرض الغزل (الأخضر): الغزل العفيف منتشر في قصائد الشعر الشعبي التونسي، وهنالك غزل فيه وصف يسمى الأخضر، ويغلب عليه الجانب الحسي لا المعنوي، او يجمع بينهما.
برع فيه البرغوثي والنجار والساسي. ومن اعجب وأجمل ما كتب فيه:
قصيدة حبيبٍ زرعلي في ضميري غصة من كبتدتي منبت هواه نقصّة
لأحمد البرغوثي.
ويا سامع هذا الكلام بالاكمل … نحكيهولك واصطغى لخبار
للعربي النجار .
ومن بديع قوله فيها:
قلت له يا قمري شبيك مبدّل…من وكرك جالي غريب الدار
احكي لي بغريبتك لا تبخل…واش الذي جلاّك م الاوكار
قالّي ريع نحدّثك وتحمّل …منّي الدرك نعيدلك ما صار.
إ
وفيه حوار مع طائر الحمام شبيه بحوارية سيدي الظريف باللسان الفصيح في قصيدته التي نشرتها سابقا.
ومن روائعه قول محمد الصغير الساسي:
ي/ غرض الفخر (النفخ): وفيه يفتخر الشاعر بشاعريته وبقبيلته وأصله وأدبه، وكثيرا ما يتصل هذا الغرض بغرض الهجاء فهو يفتخر بنفسه ويهجو خصمه من الشعراء وهذا خاصة في أشعار “المحفل” أو الأعراس. وقد يكون الفخر جزءا من القصيدة أو ختاما لها. كقول محمد الصغير الساسي:
و مولى الغني صاحب طريق ** يشيّح لهات كل زنديق
يكنّوه بالصّغر تلفيق ** محمد مليح النطايق
7/غرض الأحرش أو الهجاء: وهو ذاته في الشعر العربي ولكن قد يكون معه في الشعر الشعبي التونسي “رباط” أي ألغاز يلقيها الشاعر أو الأديب (الذي يتغنى بالشعر) على خصمه مع الافتخار والهجاء. والحقيقة أن كبار شعراء الشعر الشعبي لم يكن لهم فحش لفظي كما ظهر لاحقا لدى بعض الشعراء.
8/الهلس: وهو عكس المعاني للتعبير عن مكنونات الشاعر ونظره في انقلاب القيم وتحول الزمن. وقد ابدع فيه احمد بن موسى ولعله ابدعه.
9/ شكوى الزمان: وفيه يبث الشاعر لواعجه وأحزانه ويشكو من الزمن وفراق الأحبة، وكذلك يتكلم عن الوقت وتقلباته، ومن بين اللازمات في هذا الغرض كلمة “ساعات”،و ساعات نرقد فوق زوز مضارب ** و ساعات منّي للتراب مصنّي
10/غرض الحكمة: وفيه أنواع كثيرة، فمنه ما يكون ضمن القصيدة أو مستهلها، ومنه ما يسمى “محل شاهد”، وهي قصيدة للعبرة والحكمة، وبن موسى وملاّك من البارعين فيه وكثير من كلامهم صار مثلا كما انهم استعملوا الامثال الشعبية. كقول احمد بن موسى ويسمى ايضا احمد التونسي لانه عاش في العاصمة واصله من غمراسن في تطاوين بالجنوب:
يا اللي رقيت لعلو راس الصمعة….احسب روحك للنزول قسبت
وكلمة (إلّي) تعني الذي ولكن تم ادغام الذال.
11/غرض المكفّر: اي تكفير الذنب وفيه مناجاة الخالق وذكر قصة الخلق ومدح الذات المحمدية. وقد برع سيدي احمد بن عروس في ابيات الحكمة والمناجاة وقيل انه سافر لمصر وللصعيد وهو من اسس شعر الواو الشهير وقيل ابن عروس آخر، والارجح عندي انه هو. وهو القائل قبل تلك الرحلة:
ياويبدو انه استشرف ما نعيشه الى اليوم.
الشعر الشعبي التونسي: شجرة وأغصان: الشعر الشعبي او الملحون ختاما شجرة ضاربة في التاريخ والثقافة والعروبة والاسلام ايضا، وفي الملاحم والبطولات والكفاح، وقصص الحب والفراق والرحيل، وفي التصوف والامداح والاذكار والاناشيد، وفي أعراس البوادي والارياف وفن الغناية (الإدبة)، وفي الفروسية والشجاعة والنبل، وفي الارتجال وقوة الكلمة ومتانتها وروعة الصورة وتوحش الجرح، لكنها شجرة اغتربت أغصانها رغم قوة جذورها، في زمن صار اللسان العامي لدى الكثير من الشباب هجينا ركيكا مليئا بالقبح والفحش والميوعة، بل صارت رجولة الرجل وانوثة الانثى عرضة لسهام المغرضين وزارعي الفساد والشذوذ والالحاد. ولو ان بوزيد الهلالي او سعد لزرق او غومة المحمودي، لو انهم نظروا الى اليوم وما فيه لرحلوا ينشدون قصائدهم للصحراء، او لكسروا الكثير من اغصان الشجرة كي تنمو اخرى ما دام الجذع قويا والجذور ضاربة.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: