الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يُبدع في سورة الرحمن تلاوة تأخذك إلى عالم آخر! 1970 HD
Автор: دكتور فريد الجراح
Загружено: 2025-11-02
Просмотров: 130
تفسير سورة الرحمن المباركة
من الآية 1 إلى الآية 13: ﴿ الرَّحْمَنُ ﴾ (الذي وَسِعَت رحمته الدنيا والآخرة)﴿ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ ﴾ أي علَّمَ مَن شاءَ مِن عباده القرآن (بتيسير تلاوته وحفظه وفَهْم مَعانيه)، ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴾ ليَعبده وحده ولا يُشرك به، ﴿ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ أي علَّمه التعبير عمَّا في نفسه - تمييزًا له عن غيره - ليَشكر نعمه ويَنقاد لأمره.
ثم ذَكَرَ سبحانه بعض مَظاهر قدرته وعَدله وإنعامه على خلقه، للاستدلال بذلك على استحقاقه وحده لعبادتهم، وعلى قدرته على بَعْثهم بعد موتهم، فقال:﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ أي يَدوران في فلَكَيهمابحسابٍ مُتقَن لا يَختلف ولا يَضطرب، ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ (فمَخلوقات السماوات ومخلوقات الأرض تعرف ربها سبحانه وتعالى وتسجد له، وتخضع لِمَا سَخرَّها له مِن مصالح عباده)، ﴿ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا ﴾ بقدرته العظيمة من غير أعمدة، ﴿ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴾ أي شَرَعَ لكم العدل، وألهَمَكم بصُنع آلته (وهو الميزان)، مِن أجْل ﴿ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ﴾ أي حتى لا تعتدوا وتخونوا مَن وَزَنتم له، ﴿ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ﴾ أي بالعدل ﴿ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾: أي لا تُنْقِصوا الميزان إذا وَزَنتم للناس (كل هذا إنعامٌ مِن رحمات الرحمن، ودليلٌ على شدة عناية الله بالعدل بين عباده)، ﴿ وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴾ أي وَضَعَها ومَهَّدها ليَستقر عليها الخلق، ﴿ فِيهَا ﴾ أي في الأرض ﴿ فَاكِهَةٌ ﴾ كثيرة ﴿ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴾ يعني: وفيها النخل ذات الأوعية التي يَخرج منها الثمر، (ولَعَلّ الله تعالى خَصَّ التمر من بين باقي الفواكه لمَكانته عند العرب وكثرة فوائده)، ﴿ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ ﴾ يعني: وفيها الحب ذو القِشر - مِثل القمح والأرز والشعير - رِزقًا لكم ولأنعامكم، ﴿ وَالرَّيْحَانُ ﴾ يعني: وفيها كل نبات طيّب الرائحة (مِثل نبات الريحان وغيره)، ﴿ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾؟ يعني فبأي نِعَم ربكما - يا مَعشر الجن والإنس – تكذِّبان، وهي كثيرة لا تُعَدّ ولا تُحصَى؟!، (وما أحسن ما قاله الجن حين تَلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة، فكلما مَرَّ بهذه الآية، قالوا: "ولا بشيءٍ مِن آلائك ربَّنا نُكَذِّب، فلك الحمد"، وهكذا يَنبغي للعبد إذا تُلِيَتْ عليه نعم الله تعالى، أن يُقِرَّ بها، ويَشكره عليها).ولَعَلّ الله تعالى قد كَرّرَ هذه الآية في سورة "الرحمن" تقريراً لعباده بنعمه عليهم، لتذكيرهم بها (وذلك لكثرة غفلتهم عن شُكرها وتعلق قلوبهم بالدنيا)، فإنّ مِن عادة العرب: تكرار الكلام لتأكيده، إذ كانوا يقولون: (ما تَكَرَّر: تَقَرَّر)، ولذلك كُرّرَت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، فالاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للتقرير وعدم الإنكار. والذي يَتتبع هذه الآية الكريمة، يُلاحِظ أن اللهَ تعالى قد كَرَّرها ثماني مرات عَقِب آياتٍ فيها ذِكر عجائب خَلقه، وبداية هذا الخلق ونهايته، ثم كَرَّرها سبع مرات - عَقِب آياتٍ فيها ذِكر النار وشدائدها - بعدد أبواب جهنم، ثم كَرَّرها ثماني مرات - في وَصْف الجنّتَين وأهلهما - بعدد أبواب الجنة، وكَرَّرها كذلك ثماني مرات في الجنّتَين اللتين أقل درجةً من الجنّتَين السابقتَين، ولَعَلّ في ذلك إشارة إلى أنّ الذي يَتعظ بالثمانية الأولى (التي تدل على قدرة الله ووحدانيته وعظمته)، فاتّقَى عذابَ ربه (بطاعته واجتناب معصيته)، استحق هاتين الثمانيتَين من الله تعالى (وهي الجنة)، ووقاه السبعة السابقة بفضله وكَرَمه (وهي النار)، واللهُ أعلم.
من الآية 14 إلى الآية 18: ﴿ خَلَقَ ﴾ سبحانه ﴿ الْإِنْسَانَ ﴾ - والمقصود به هنا آدم عليه السلام (أبو البَشَر) - إذ خَلَقه اللهُ ﴿ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ﴾ أي مِن طين يابس كالفَخَّار (إذا نُقِر عليه: سُمِعَ له صوت)، ﴿ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ﴾ أي مِن لهب النار المُختلَط بعضه ببعض (وهو اللهب الأحمر والأصفر والأزرق)، إذ أصل كلمة "المارج": المروج، وهو الاختلاط، كما سيأتي في قوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) أي خَلَطهما، ﴿ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾؟ يعني فبأي نِعَم ربكما - يا مَعشر الجن والإنس - تكذِّبان؟!، هو سبحانه ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾ أي مُدَبِّر أمْر الشمس في مَشرقَيها ومَغربَيها (في الصيف والشتاء)، فدَبَّرَ سبحانه ذلك كله وسَخَّره لمصالح العباد، ﴿ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾؟ يعني فبأي نِعَم ربكما الدينية والدنيوية تكذِّبان يا مَعشر الجن والإنس؟!...من الآية 19 إلى الآية 25: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ﴾ أي خَلَطَ سبحانه البحرين - العذب والمالح - فجَعَلهما ﴿ يَلْتَقِيَانِ ﴾ يعني يَجريان معاً في مكانٍ واحد، ولكنْ ﴿ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ﴾ أي حاجز، فـ﴿ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ أي لا يَطغى أحدهما على الآخر، فيَذهب بخصائصه ويُفسده، بل يَبقى العذب عذبًا، والمالح مالحًا (رغم اختلاطهما)، ﴿ فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾؟ يعني فبأي نِعَم ربكما - الظاهرة والباطنة - تكذِّبان؟! ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا ﴾ - أي مِن البحرَين - ﴿ اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ الذي يَتزين به نساؤكم،
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: