63/000 ﴿جاء ربه بقلب سليم﴾ ﴿إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ ما الفرق والدلالة البيانية بين "أتى" و"جاء" ؟

؛
؛
حلقة (000) إجابات أسئلة المشاهدين :
؛
63/000
؛
15:51 - 21:04
؛
المقدم :
القرآن الكريم مرة يستخدم "أتى"
ومرة يستخدم "جاء"
سؤالنا : الفرق بين "أتى" ، و"جاء"
خصوصًا قد تكون الآيات متقاربة - نفس الألفاظ تقريبًا - في قوله تبارك وتعالى :
﴿إِذۡ جَاۤءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبࣲ سَلِیمٍ﴾ (١)
وفي قوله :
﴿إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ﴾ (٥)
و
﴿أَتَىٰۤ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُ﴾ (٧)
وفي أخرى ، مثلًا :
﴿جَاۤءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ﴾ (٨)
نفس المعنى تقريبًا، لكن اختلاف الفعل بين "أتى" ، و"جاء" فلماذا ؟

د فاضل :
ذهب بعض أهل اللغة أن :
"الاتيان" : مجيء بسهولة
المقدم : "الاتيان" ؟
د فاضل : نعم
المقدم : مجيء بسهولة

د فاضل : و"المجيء" : عام
ويستعمل لما هو أصعب وأشق
هكذا
"المجيء" يستعمل لما هو أصعب وأشق
المقدم : فيه قوة، مثلًا ، صعوبة ؟
د فاضل : أشق ؛ فيه صعوبة، ومشقة

لكن هذه الأمثلة التي تفضلت بها :
﴿إذ جاء ربه بقلب سليم﴾ (١)

﴿إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ (٢)
نضعها كل واحدة في مشهدها، في سياقها

ماذا قال في "سورة الصافات" - التي هي "جاء" - قال :
﴿وإن من شيعته لإبر ٰ⁠هیم * إذ جاء ربه بقلب سليم * إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون﴾ (١)
إلى أن قال :
﴿قالوا ابنوا له بنیَـٰنا فألقوه في الجحيم﴾ (٢)
ثم ذكر :
﴿فبشرنـٰه بغلـٰم حليم﴾ (٣)
ثم أمره بذبحه، وهمّ بذلك، إلى أن قال تعالى :
﴿إن هـٰذا لهو البلـٰۤؤا المبين﴾ (٤)
هذا :
﴿جاء ربه﴾ (١)

بينما في "سورة الشعراء" :
﴿ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم * وأزلفت الجنة للمتقين﴾ (٥)
ليس فيها ما ذكره (في الصافات) :
﴿قالوا ابنوا له بنیَـٰنا فألقوه في الجحيم﴾ (٢)
ذاك (٢) "المجيء" فيه مشقة
وما ذكر من بعده من الأمر بذبح ولده، "بلاء مبين" هذا
فلذاك "مجيء" اختلف
فلذلك الأمر الشاق الصعب الذي انتهى :
﴿فألقوه في الجحيم﴾ (٢)
قال : ﴿جاء﴾ (١)

الأمر الثاني (آية الشعراء) :
قال ﴿أتى﴾ (٥)
أيّ المجيئين أشق ؟
قال :
﴿وأزلفت الجنة للمتقين﴾ (٥)
المقدم : هذا فيه "سهولة"
د فاضل : هذا "سهولة"

حتى تلاحظ - في "الزمر" - :
﴿وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبو ٰ⁠بها﴾ (٦)
﴿جاءوها﴾ (٦)
المقدم : "الجنة"
د فاضل : "الجنة"

وتلك (آية الشعراء) :
﴿ أتى الله بقلب سليم * وأزلفت الجنة﴾ (٥)
هم أيضًا نفسهم
المقدم : بالضبط
د فاضل : لكن لو لاحظت في "سورة الزمر"
ذكر فيها : النفخة، والصعقة، والمجيء بالنبيين والشهداء
لم يذكر هذا في "سورة الصافات"
هذا أمر

الأمر الآخر ، ماذا قال ربنا، قال :
﴿وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا﴾ (٦)
تلك (آية الشعراء) :
﴿وأزلفت الجنة للمتقين﴾ (٥)
هؤلاء (وَسِیقَ) يذهبون لـ"الجنة"
هذه (وأزلفت) الجنة هي "تجيء"
أيُّ الاسهل ؟
المقدم : لما "تجيء"
د فاضل : أنت تذهب عليها ﴿وَسِیقَ﴾ (٦) ؟
أو "تجيء" ؟
المقدم : لما هي "تجيء"
د فاضل : لما قال :
﴿وأزلفت الجنة للمتقين﴾ (٥)
وهذه :
﴿وسيق﴾ (٦)
إلى أن :
﴿جاءوها وفتحت أبو ٰ⁠بها﴾ (٦)
المقدم : حتى ﴿وسيق﴾ (٦)
فيها صعوبة
د فاضل : طبعاً، ﴿وسيق﴾ (٦)
أما هذه (وأزلفت) قُرّبت لهم
فاستعمل فيما هو أشق ؛ ﴿جاءوها﴾ (٦)

د فاضل :
حتى الآية التي تفضلت بها :
﴿أتى أمر الله﴾ (٧)
والأخرى، أيضًا :
﴿جاء أمر الله﴾ (٨)
في "النحل"
﴿أتى أمر الله﴾ (٧)
لو أكملنا الآية :
﴿فلا تستعجلوه﴾ (٧)
﴿أتى أمر الله﴾ (٧)
المقدم :
﴿فلا تستعجلوه﴾ (٧)
د فاضل : هو (أمر الله) جاء ؟
أم "قرُب" ؟
المقدم : قرُب
د فاضل : لم "يأت"
لم يقع بعد

الآية الأخرى :
﴿فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون﴾ (٨)
المقدم : فيها "خسران"
د فاضل : واقع
مجيء، وقضاء، وخسران
أيّ "المجيئين أشق وأصعب ؟
فاستعمل ﴿أتى﴾ (٧)
لما هو أخف وأيسر
و ﴿جاء﴾ (٨)
لما هو أشق .
.…………………….
(١) ﴿۞ وَإِنَّ مِن شِیعَتِهِۦ لَإِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ * إِذۡ جَاۤءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبࣲ سَلِیمٍ * إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ﴾ الصافات : 83 - 85
(٢) ﴿قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ﴾ الصافات : 97
(٣) ﴿فَبَشَّرۡنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِیمࣲ﴾ الصافات : 101
(٤) ﴿إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَـٰۤؤُا۟ ٱلۡمُبِینُ﴾ الصافات : 106
(٥) ﴿وَلَا تُخۡزِنِی یَوۡمَ یُبۡعَثُونَ * یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ * وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِینَ﴾ الشعراء : 87 - 90
(٦) ﴿وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِینَ﴾ الزمر : 73
(٧) ﴿أَتَىٰۤ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ النحل : 1
(٨) ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلࣰا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَیۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَیۡكَۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن یَأۡتِیَ بِـَٔایَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ فَإِذَا جَاۤءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قُضِیَ بِٱلۡحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ﴾ غافر : 78
؛
#أفلا_يتدبرون_القرآن #لمسات_بيانية
#فاضل_السامرائي
#سورة_الصافات #سورة_الشعراء
#سورة_الزمر #سورة_النحل
#سورة_غافر #إعراب_وبلاغة
؛
لمسات بيانية : للدكتور فاضل السامرائي
حفظه الله وجزاه كل خير
؛
نقلا عن قناة (لمسات - أ.د. فاضل السامرائي) - الحلقة (199) :
رابط الحلقة :
   • لمسات بيانية (199) للدكتور فاضل السامرائي ...  
؛
جزاهم الله كل خير .
؛
؛