النداء/ نداء المعرّف بـ(ال)

شرح ابن عقيل / الجزء الرابع

نداء المعرَّف بـ (ال)
يُتَوَصَّل إلى نداء الاسم المعرّف بـ (ال) بطريقتين:
1- أن يسبق الاسم بكلمة (أيّها), ثمّ نأتي بالاسم المعرّف بـ (ال) بعدها. كقولنا: يا أيُّها الرَّجُلُ.
وتعرب (أيّ) حينئذٍ: منادى مفرد مبني على الضمّ في محل نصب. و(ها) حرف تنبيه لا محلّ له من الإعراب. والرَّجلُ: نعت لـ (ايّ) على اللفظ مرفوع.
ولا يجوز في الاسم المعرّف بـ(ال) غير الضمّ –الإتباع على اللفظ- عند النحويين؛لأنّه هو المقصود بالنداء, إلّا المازنيّ الذي أجاز فيه النصب أيضًا. أمّا إذا كان الاسم المعرّف بـ (ال) مؤنّثَا فنستعمل (أيّتها), والإعراب نفس الإعراب.
ولا توصف (أيّ) إلّا باسم الجنس المعرّف بـ (ال), كقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ). ومثل: الرجل, المرأة, الجبل, السماء, وغيرها. أو باسم الإشارة, مثل: يا أيُّهذا. أو باسم موصول معرّف بـ (ال), كقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).
2- أن يسبقه اسم الإشارة, مثل: يا هذا الرّجلُ, يا هذهِ المرأةُ, يا هؤلاءِ الرجالُ. ولا يجوز في الاسم المعرّف بـ (ال) هنا غير الضمّ؛ لأنّه هو المقصود بالنداء.
ملحوظة: إذا كان المقصود بالنداء اسم الإشارة وليس الاسم المعرّف بـ(ال) جاز في المعرّف بـ (ال) حينئذٍ وجهان هما الإتباع على اللفظ فيرفع, والإتباع على المحلّ فينصب, مثل: يا هذا الطالبُ / الطالبَ.
هنا جاز في (الطالب) وجهان لأنّه ليس هو المقصود بالنداء, وإنّما المقصود بالنداء هنا اسم الإشارة (هذا), فيكون حينئذٍ كقولنا: يا زيدُ الظريفُ / الظريفَ.
ومعنى ذلك أنّنا إذا رأينا الاسم المعرّف بـ (ال) منصوبًا بعد اسم الإشارة المنادى علمنا أنّ المقصود بالنداء هو اسم الإشارة وليس الاسم المعرّف بـ (ال).