‏قصة حردان التكريتي وأحمد حسن البكر بين ال​حرمين - بين قسم العباس ورفض الحسين : مأساة العهد الغادر

‏قصة حردان التكريتي وأحمد حسن البكر بين ال​حرمين - بين قسم العباس ورفض الحسين: مأساة العهد الغادر - الشيخ صلاح الطفيلي
‏
‏يُروى في مذكرات حردان التكريتي، وهو أحد أركان الحكم آنذاك، أنه حين اشتدت الريبة بينه وبين أحمد حسن البكر، وأصبح كل واحد منهما يضع يده على زناده خوفاً من غدر صاحبه، قالوا: "لا يفك هذه العقدة إلا الالتجاء إلى أبي الفضل العباس".
‏​دخلوا كربلاء..
‏دخلوا تلك البقعة التي ترتعد فيها فرائص الظالمين. وقف البكر أمام شباك قمر بني هاشم، ذلك الشباك الذي تلوذ به الأرامل واليتامى، فأمسك بالقضبان وبدت عليه علامات الاضطراب، وأقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يغدر بصاحبه، ولن يمسه بسوء، وجعل العباس عليه شهيداً ورقيباً. فما كان من حردان إلا أن صدق تلك الدموع والارتجافات، وقسم هو الآخر على الوفاء.
‏​ولكن.. اسمعوا للمفارقة المؤلمة..
‏حينما خرجوا من حضرة أبي الفضل، التفت حردان إلى البكر وقال له: "يا أبا هيثم، ها نحن عند الحسين، والمسافة خطوات، فهل نذهب لنزوره ونتمم بركتنا؟".
‏​هنا توقف البكر، وكأنَّ روحاً أخرى قد حلت فيه، فنظر إلى حردان وقال ببرودٍ يقتل القلوب:
‏"لا يا حردان.. أنا لا أزور الحسين!"
‏تعجب حردان وسأله: "ولماذا وأنت أقسمت عند أخيه الآن؟"
‏فقال البكر كلمته التي سطرها التاريخ بمداد من العجب:
‏"إن الحسين خرج على إمام زمانه يزيد، وأنا رجل دولة، ورئيس جمهورية، لا أضع يدي بيد من شق عصا الطاعة على السلطة!"
‏​يا سبحان الله!
‏يذهب للعباس ليحلف به، لأنه يرى في العباس "القائد العسكري" المطيع الذي لم يطلب ملكاً، ويرفض الحسين لأنه يراه "ثائراً" يهدد عروش الجبابرة. أقسم عند "الوفاء" ليؤمّن نفسه، ورفض "الثائر" لكي لا تهتز شرعيته.
‏​والعبرة يا مؤمنون..
‏أن ذلك القسم الذي اهتزت له الأبدان عند ضريح العباس، لم يدم طويلاً. فما هي إلا شهور، حتى غُدر بحردان، ونُفي، ثم لُحق به في بلاد الغربة ليُقتل غدراً. فكان العباس "أبو رأس الحار" شاهداً على من جعل المقدسات جسراً لمآربه، ومن جعل الميثاق الغليظ لعبة في مهب ريح السلطة.
‏
‏#قصة_حردان_التكريتي_وأحمد_حسن_البكر_بين_الحرمين
‏#مأساة_العهد_الغادر
‏#almahdiii313
‏#عاشق_الأمام_المهدي
‏#almahdiiy313