الشيخ المجاهد محمد كانون المطاعي ثم العبدي

المتوفى محمد بن عبد الله كانون المطاعي سنة 981هـ/1753م. وكان قد غادر قبيلة أولاد مطاع قرب مراكش، ليحط الرحال ببلاد دكالة، حيث أقام زاوية منذورة للجهاد ضد الاحتلال البرتغالي للجديدة التي كانت تسمى وقتئذ بالبريجة.
وتشكلت قوات مسلمة بزعامة ثلاثة أولياء، وسعت إلى احتلال أزمور. أول هؤلاء الأولياء هم أبو محمد عبد الله بن ساسي من أولاد بوسبع، وأما الولي الثاني فهو أبو محمد عبد الله الكوش، وأما الولي الثالث فهو سيدي أبو عبد الله محمد كانون المطاعي الداخل الى عبده في القرن العاشر الهجري( الموافق لما بين سنة 1494/1590 ميلادية) .، من أولاد مطاع، إحدى قبائل الغرب. وقد التقاه الحسن الوزان بأمزميز في الجنوب الغربي من مراكش. وقد تحصن الأولياء الثلاثة بأزمور مع قواتهم وعدد كبير من المسلمين. لكن كانت للويس لوريرو غارة خاطفة بالليل، فاقتحم عليهم أزمور فنهبها واعتقل الأولياء الثلاثة. ولزمهم أن يفتدوا أنفسهم بفدية حددت في اثنين وعشرين ألف مثقال ذهبية. ولزمهم أن يتركوا أولادهم رهينة إلى أن يتأتى لهم سدادها. وقد عادوا إلى مراكش «فأمكن لهم أن يقابلوا هناك السلطان الذي تولوه أن يأذن لهم في جمع فديتهم من الصدقات، حتى إذا أذن لهم فيها، فانبروا للقيام بذلك العمل بكثير من المشقة، إذ كان رأي الناس أن بأيديهم من الوسائل ما يقدرهم على أن يدفعوا تلك الفدية ويبقوا بعدها أغنياء».
وقد لعب أتباعه هناك دورا جهاديا وروحيا قويا، نذكر منهم على الخصوص ،سيدي الرّاضي حفيد الولي الصّالح سيدي كانون المطاعي
والى هاته الأسرة ينسب أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الشيخ سيدي محمد كانون المطاعي ثم العبدي، وهو الذي كان أحد الزعماء الثائرين ضد البرتغاليين أيام زيدان ابن أحمد المنصور السعدي، ولقد انتشرت دعوته حتى كاد يستبد بالأمر دون السعديين.
ومن المعلوم أن هؤلاء المجاهدين ضد البرتغال كان لهم صيت كبير في دكالة ونواحيها، وظلت شهرتهم قائمة حتى بعد موتهم وبنيت عليهم القبب وشيدت ضرائحهم حتى أصبحت مشاهد للكفاح ورمزا للمقاومة. قول مؤرخنا الكانوني عنه إنه توفي مقتولا سنة ست وثلاثين وألف هجرية، ويوجد الآن ضريح عليه قبة تنسب إليه ببلاد السراغنة حيث ذريته من ذلك الحين إلى الآن. ولعله نقل جسده من دكالة ودفن هناك رحم الله الجميع.