هشام المصري /الأندلس بين نرجسية المسلمين و بطولة و صمود الإسبان والبرتغاليين
Автор: Jano Kurdistani
Загружено: 2023-07-05
Просмотров: 278
غزا العرب المسلمون بمساعدة ضخمة من بعض الموالي الأمازيغ الذين تحولوا للإسلام , شبه الجزيرة الأيبيرية المسماة إسبانيا و البرتغال حالياً , مستغلين حالة الاضطراب والحرب الأهلية بين القُوط , التي كان منبعها الخلاف الديني بين الكاثوليك و الآريوسيين (نسبة إلى آريوس صاحب الهرطقة المسيحية المشهورة) , و لم يكن غرض الفتح سوى استجلاب النساء البيض الشقراوات و الأموال و رسالة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك لعامله و أمير الفتح موسى بن نصير المشهورة في كتاب "تحفة العروس" كان نصها كالآتي : 
( أما بعد فإن أمير المزمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلي عبد الملك بن مروان (رحمه الله تعالى) أراد مثله منك وعندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب ما هو معوز لنا بالشام وما والاه فتلطف في الانتقاء وتوخ أنيق الجمال وعظم الاكفال وسعة الصدور ولين الأجساد ورقة الأنامل وسبوطة العصب وجدًالة الاسوق وجثول الفروع ونجالة الأعين وسهولة الخدود وصغر الأفواه وحسن الثغور وشطاط الأجسام و اعتدال القوام ورخام الكلام ومع دلك فاقصد رشدة وطهارة المنشأ فإنهن يتخذن أمهات أولاد والسلام).
فالأمر واضح , ما كانت غزوات العرب المسلمين لبلاد الأمازيغ و الأندلس إلا من أجل النساء الجميلات ليس أكثر , و الأمر ليس له علاقة من قريب أو بعيد بتشر الإسلام , فقد استخدم خلفاء المسلمين الإسلام غطاء لاستعباد البشر و سبي النساء وسرقة الأموال وهم لم يأتوا في ذلك بجديد , فقد فعلها النبي محمد من قبلهم عندما قال محرضاً لأصحابه لحملهم على الانضمام لجيشه في غزوة تبوك ( ( اغزُوا تبوكَ تغنَموا بناتِ الأصفرِ ونساءَ الرومِ) ) حديث صحيح رواه الطبراني في المعجم الكبير و البَزار في مسنده , العرب المسلمين لم يهتموا بغزو الأفارقة السُمر , وإن كانوا حاولوا مرة وحيدة طلبا للعبيد , و كان ذلك مع النوبيين , الذين أوقعوا بالعرب المسلمين خسائر فادحة بسهامهم , إذ أطلق عليهم العرب اسم "رماةُ الحِدق" لأنهم كانوا مهرة في تصويب أسهمهم في أعين أعدائهم , كان غرض العرب الوحيد من الأمازيغ والإسبان هو النساء الحسناوات و الغنائم فقط لا غير!.
سرق العرب علوم وفنون الأمازيغ و الإسبان ونسبوها لأنفسهم , كما سرقوا كل شيء صادفوه أمامهم من بشر و حجر , و صدق المسلمون المعاصرون كذبة أنهم من انشأوا الحضارة في الأندلس , يا صديقي لو كان للعرب و المسلمين حضارة لكان مركزها مكة و المدينة , اللتان ظلتا خَرِبتين حتى ثلاثينيات القرن الماضي قبل ظهور النفط الملعون الذي آخر سقوط الإسلام وأعطاه قبلة الحياة بعدما كان يَحْتَضِر, الإسبان والبرتغاليين ظلوا ما يقرب من ثمانمائة عام يقاومون العرب المسلمين و مواليهم فيما يسمى بحروب الاسترداد Reconquista , شعب عظيم جبار , رفض الغزو الهمجي و الهزيمة , وكان كل جيل يوصي الجيل الذي يليه بالصمود و المقاومة حتى آخر رجل , حتى تحقق لهم النصر المبين , وطردوا العرب و المسلمين من شبه الجزيرة الأيبيرية , و ما أن إنزاح عنهم الكابوس العربي الإسلامي , حتى تطوروا و ازدهروا بسرعة أدهشت المؤرخين , فاكتشفوا الأمريكتين , وبنوا إمبراطورية ضخمة و أساطيل ضخمة احتلت مساحات شاسعة من الأراضي في الأمريكتين , بل وصلوا أن غزوا بلاد المسلمين في المغرب ووصلوا لساحل عمان وميناء جدة وسيطروا عليهما مع كثير من سواحل العرب و المسلمين!.
العرب المسلمين المعاصرين يشعرون بالألم الشديد في نرجسيتهم عندما يتم ذكر الأندلس , بالرغم من أنها ليست بلادهم وأنهم غزوها ظلماً وعدواناً و أجبروا أهلها على الإسلام , إلا أنهم إلى يومنا هذا لا يزالون يولولون عليها , و يُمنون أنفسهم باستردادها بمنتهى الوقاحة و العنجهية الزائفة التي لا تتماشى مع وضعهم البائس و حالة بلادهم المزرية , في ذات الوقت يعيبون على إسرائيل احتلالها لفلسطين , ويطالبون بإعادة احتلال الأندلس , فهم يرفضون أن يستعمرهم ويغزوهم أحد و ولكن من حقهم غزو و استعمار الغير  واستعباده وسلب أمواله وسبي نسائه وذراريه , وهو ما يعكس قمة المرض النفسي و النرجسية و الفوقية والإستعلاء , الإسبان و البرتغاليين الأبطال كسروا نرجسية المسلمين , واستخدموا اللغة الوحيدة التي يفهمها العرب و المسلمون , ألا وهي لغة القوة و العنف , وكما فرض المسلمون الإسلام بالقوة على الإسبان و البرتغاليين , فرض الإسبان والبرتغاليين المسيحية بالقوة على السكان المسلمين ومن كان يرفض كان يتم طرده , أنا لا أوافق على هذا بالطبع , ولكنه رد فعل منطقي و عادل من وجهة نظري!.
مشكلة المسلمين أنهم يعتقدون أنهم صفوة الله في خلقه و أن الأرض كلها لهم كما قال لهم نبيهم : ((لا يبقى على ظهر الأرض بيت مَدَرٍ، ولا وَبَرٍ، إلَّا أدخله الله كلمة الإسلام، بِعزِّ عَزِيزٍ، أو ذُلِّ ذَلِيلٍ، إمَّا يُعِزُّهم الله، فيجعلهم من أهلها، أو يُذِلهُّم، فيدينون لها)) حديث صحيح رواه أحمد في مسنده و الطبراني و البيهقي واللفظ لأحمد , فالمسلمون لا يقبلون التعايش مع الآخر أيا كان , إلا كأقلية تحت سلطتهم ورحمتهم دافعة للجزية وهم صاغرون , لذلك عندما صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب والإسرائيليين , رفض العرب والفلسطينيون المسلمون وصرخوا بقاعدتهم الغبية التي أضاعت حقوقهم و أملهم في العيش الكريم "الكل أو لاشيء!" , و هاهم اليوم يبكون دماً ويتوسلون للحصول على أي قطعة أرض و أي قدر من الحقوق!.
الخلاصة أن الإسبان و البرتغاليين أبطال مكافحين و صمودهم أسطوري , احتفظوا بهويتهم ولغتهم و كسروا نرجسية العرب و المسلمين للأبد , و يوماً ما سوف تسترد بقية الشعوب التي طمس العرب المسلمون هويتها, حريتها وهويتها , ولعل المسلمين يوماً ما يتعلمون من الدرس ويعلمون أن عصر الإرهاب و الإجرام و الغزو العربي الإسلامي قد ولى بلا رجعة , و الغلبة اليوم لمن يملك العلم و التقنية و التسامح الديني والإنساني مع الآخر وهو ما لايمتلكه المسلمون !.
بس خلاص!                
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
- 
                                
Информация по загрузке: