الذكاء العاطفي: المهارة اللي بتغير حياتك فعلاً وبتصنع الفرق بين الناجح والعادي

في حلقة النهارده من بودكاست مش كلمتين وبس هنتكلم عن الذكاء العاطفي: المهارة اللي هتساعدك تفهم نفسك واللي حواليك🤩

في ناس أول ما تدخل أي مكان، تحس بيهم.
ما بيتكلموش كتير، لكن وجودهم مريح.
يعرفوا يسمعوا، يهدّوا، ويحتووا…
وفي نفس الوقت، لما بيتكلموا، كلامهم بيهدّي اللي قدامهم، ويصلّح اللي جواه.

ودايماً بنسأل نفسنا:
هما ازاي كده؟
ايه اللي عندهم ومش عندنا؟
إيه السر اللي يخلي شخص ممكن يكون عادي جدًا، بس تأثيره كبير في الناس، وفي حياته، وفي شغله؟

السر ده اسمه: الذكاء العاطفي.


يعني إيه ذكاء عاطفي؟

الذكاء العاطفي مش إنك تكون هادي طول الوقت…
ولا إنك تخبي مشاعرك أو تلبس “وش” القوة.

الذكاء العاطفي إنك تبقى “واعي”.
واعي بمشاعرك وقت ما بتحصل.
واعي إنت متضايق ليه… ومش بتغضب على أول حد يقابلك.
واعي إن اللي قدامك مش دايمًا ضدك… هو بس تعبان، أو خايف، أو مش قادر يعبّر.

الذكاء العاطفي هو إنك تفهم اللي جواك، عشان تعرف تتعامل مع اللي حواليك.
هو إنك ما تبقاش عبد لانفعالك، ولا رهينة لمزاجك.
هو إنك تتصرف بوعي… مش برد فعل.

ليه مهم؟

خليني أقولك الحقيقة دي:
في الشغل، وفي العلاقات، وفي كل لحظة بنعيشها…
اللي بيخلينا نكسب مش دايمًا الشطارة، ولا الذكاء العقلي.

أوقات كتير، اللي بينجح هو اللي بيعرف يسمع…
اللي بيعرف يقول “أنا غلطت” من غير ما يحس إنه خسر حاجة.
اللي بيعرف يحتوي الناس، بدل ما يكسرهم.

في دراسة اتعملت على آلاف الناس، لقوا إن 90٪ من أنجح الناس عندهم ذكاء عاطفي عالي.
وإن اللي بيوصل للقيادة مش أكتر واحد بيشتغل، لكن أكتر واحد بيعرف يتعامل مع الناس.


بس إزاي؟ يعني أنا ممكن أكون ذكي عاطفي؟

أيوه. وبمنتهى الصراحة…
الذكاء العاطفي مش موهبة… ده تمرين.

تمرّن إنك تبص لنفسك بصدق.
تمرّن إنك توقف وتقول:
“أنا حاسس بإيه دلوقتي؟”
“ليه الكلمة دي وجعتني؟”
“هو اللي قدامي فعلاً قصد يضايقني؟ ولا أنا شايل حاجات من قبل كده؟”

ده اسمه الوعي الذاتي… أول خطوة.
والخطوة اللي بعدها؟
إنك تختار.
تختار ما تردش وانت منفعل.
تختار تحس بغيرك.
تختار تمشي من خناقة، مش لأنك ضعيف… لكن لأنك أقوى من إنك تتكسر.

قصة حقيقية:

كان عندي صديقة شاطرة جدًا في شغلها.
كل اللي حواليها بيقولوا: “هي عبقرية!”
بس للأسف… عمرها ما كملت في مكان.
كانت بتنفعل بسرعة، بتاخد كل نقد بشكل شخصي، وعلاقاتها كانت دايمًا متوترة.

لحد ما جات لحظة… وقفت قدام نفسها وقالت:
“أنا تعبت من إنفعالي… مش الناس اللي غلط، أنا اللي محتاجة أفهم نفسي.”
بدأت تتعلم… تحلل مشاعرها… تقرأ… تتأمل… وتستشير.
وبعد سنة؟ بقت مديرة فريق، وعلاقاتها اتغيرت تمامًا.

هي ما كانتش محتاجة شهادة أكتر، ولا شطارة أكتر…
هي كانت محتاجة تتعلّم إزاي تفهم وتدير مشاعرها.


هل أنت ذكي عاطفي؟ جرب تجاوب بصراحة:
• لما بتتعصب، بتعرف توقف قبل ما ترد؟
• لما حد يضايقك، بتفكر هو ليه قال كده؟ ولا بترد على طول؟
• لما تبقى حاسس بحاجة، بتعرف تسميها؟ ولا كل حاجة اسمها “أنا مضايق”؟
• بتعرف تحس بغيرك؟ تفهمه حتى من غير ما يتكلم؟

لو حسيت إنك محتاج تشتغل على الحتة دي…
فأحب أقولك: مبروك، إنت بدأت أول خطوة.

   • إزاي توقف التفكير الزائد وتريح دماغك؟ خطوا...  

   • ليه تشيل فوق طاقتك وتدمر نفسك وحياتك: إزاي...  

الذكاء العاطفي مش رفاهية.
ده مهارة، لو اتعلمناها، هنعيش أحسن… هنحب نفسنا أكتر… وهنبني علاقات حقيقية.

في الحلقة الجاية من بودكاست مش كلمتين وبس، هنتكلم عن إزاي تدرب نفسك على الذكاء العاطفي؟
مش بنصايح نظري… لكن بخطوات عملية، بسيطة، تبدأ تطبّقها من بكرة الصبح.

ولو الحلقة دي لمستك… ابعتها لحد بتحبه.
يمكن تكون سبب إنه يغيّر طريقه… أو يفهم نفسه أكتر.

أنا [د( أسماء فاروق]، واستنوني في الحلقة الجاية.
وما تنسوش…
الناس مش بتفتكر إحنا قلنا إيه…
الناس بتفتكر إحنا خلّيناهم يحسوا بإيه