انت عند الله غال الشيخ وليد الوهيدي مسجد النور بني عبيد

انت عند الله غال
أنت أيها المسلم عند الله غالٍ… لأن الله يحبك
إن أعظم ما يملأ قلب المسلم طمأنينةً وراحةً هو شعوره بقيمة مكانته عند ربه، فالله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان، ورفع قدره، وجعله محل عنايته ولطفه ورحمته. وأكثر من يَظهر فيهم هذا التكريم هم أهل الإيمان؛ لأنهم أحبّ عباد الله إليه، وأقربهم منه، وأغلاهم عنده.

أولاً: مكانة المسلم في القرآن الكريم

1. تكريم الإنسان عامّةً:
قال تعالى:

“وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”
فهذا التكريم يشمل كل إنسان، فكيف بالمؤمن الذي جمع بين التكريم والاصطفاء؟

2. محبة الله للمؤمنين:
قال تعالى:

“إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”
“إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ”
“وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ”

هذه الآيات تؤكد أن الله يحب عباده المؤمنين أصحاب الصفات الطيبة، ومحبة الله لعبده أعظم دليل على علوّ مكانته.

3. معية الله الخاصة للمؤمنين:
قال تعالى:

“وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ”
وهذه معيةُ نصرٍ وحفظٍ ولطفٍ ورعاية، لا تكون إلا لعباده الذين رضوا عنه، فرضي عنهم.

ثانياً: مكانتك في السنة النبوية

1. المؤمن غالٍ على الله:
قال النبي ﷺ:

“لَزوالُ الدُّنيا أهونُ على الله من قتلِ رجلٍ مسلمٍ”
وهذا يدل على أن حياة المسلم عند الله أغلى من الدنيا وما عليها.

2. رحمة الله بعباده المؤمنين:
قال ﷺ:

“إن الله إذا أحبَّ عبدًا نادى جبريل: إني أحب فلانًا فأحِبّه…”
فإذا أحبك الله، أحبك أهل السماء، ووُضِع لك القبول في الأرض.

3. المؤمن في حفظٍ دائم:
قال ﷺ:

“من آذى مسلمًا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله”
مكانة عالية لا ينالها إلا من كان غاليًا عند الله.

خاتمة

أنت أيها المسلم غالٍ عند الله… ليس بمالك ولا نسبك، وإنما بإيمانك وطاعتك وقربك منه.
يحبك الله إذا أقبلت عليه، ويرفعك إذا تواضعت، ويحفظك إذا استعنت به، ويرحمك إذا أخطأت وتبت.

فاحفظ مكانتك عند ربك…
وأحسن الظن به…
وليكن يقينك دائمًا:
“إن الله يحبني… وإني عند الله غالٍ.”