وردي وثنائيته مع شاعر الشعب محجوب شريف جميلة ومستحيلة الجزء الثاني

49- وردي وثُنائيته مع شاعر الشّعب محجوب شريف
(جميلة ومستحيلة)
(الجُّزء الثّاني)

لَم يستمع وقتها الكثيرون لأغنية وردي الجّديدة (جميلة ومستحيلة) بسبب تقديمها في حفلٍ عادي وعدم تسجيلها رسميّاً للإذاعة أو التّلفزيون
ثُمّ انشغل وردي بعد ذلك بالسّفر ليسافر بعدها مباشرةً مصطحباً فرقته التي تخلّف عن مرافقتها معه عازف آلة البيزجيتار محمد جبريل فاستعان وردي بعازف آلة الشيلّو علي الله جابو ليرافقه كعازف لآلة البيزجيتار كما تخلّف كذلك عن الرّحلة عازف آلة البيكلو أسامة بابكر التّوم
كانت رحلة طويلة امتدت لشهور رافقه خلالها كذلك المطرب عبد العظيم حركة فزاروا مصر وبقوا فيها لشهر ونصف الشّهر ثم توجّهوا بعدها للجماهيريّة الليبيّة وبقوا فيها لمدّة أسبوعين تقريباً متجوّلين في مختلف مدنها ومناطقها
وفي ليبيا اشترَىَ وردي عدد من أقمشة البِدل الكاروهات وكانت حينها موضة قد بدأت توّها في الانتشار ثم توجّهوا من ليبيا لدولة الكويت ومنها لدولة الإمارات العربيّة المُتّحدة والتي بقوا فيها لأكثر من شهرين
وكانت أبو ظبي العاصمة الإماراتيّة دوحة ظليلة استضافت وردي في دار صديقه المقيم بها الشاعر مولانا الجّيلي عبد المنعم عبّاس الذي كتب لوردي أغنيات (أيّامك) و(الهوى الأول) و (مرحباً يا شوق) و(واحد الحُسن) وهناك قام وردي بتفصيل أقمشة البِدَل الكاروهات التي اشتراها من ليبيا
وكانت سانحة ليتعرّف وردي عبر مولانا الجّيلي علَىَ شِعر الشّاعر العراقي مُظفّر النوّاب وليُعجَب أشدّ الإعجاب بقصيدته (وتريّات ليليّة) والتي حمل وردي منها تسجيلاً على كاسيت عاد به للخرطوم
وبعد غياب لشهور عاد وردي للسُّودان مع نهايات شهر أبريل ومطلع شهر مايو من العام 1976
وكانت حينها زوجته علويّة محمود الرّشيدي حاملاً بمولودها الثّاني والأخير بعد إبنتهما جوليا ومع عودة وردي وبسبب كاسيت قصيدة الشاعر مظفّر النوّاب تعرّض وردي للإعتقال مجدّداً
وفي الثاني عشر من مايو عام 1976 رُزق وردي بإبنه آخر العنقود وكانت مايو حينها تستعد للإحتفال بعيد مايو السّابع فتمّ إطلاق سراح وردي لتكون سماية المولود الجديد في نفس يوم احتفال الدّولة بالخامس والعشرين من مايو فأسمَىَ وردي مولوده الأخير (مظفّر) تيمّناً بالشّاعر العراقي مظفّر النوّاب
وكان وردي بعد عودته من سفرته الطويلة قد بدأ في الشّروع في تنفيذ أفكاره وإضافاته لأغنيته ( جميلة ومستحيلة) فعمل وردي مباشرةً علَىَ ضم العازف في فرقة البلوستارز العازف الفنّان عازف آلة الفلوت صلاح سليمان دهب أباظة
وكذلك قام وردي بضم عازف آلة البيزجيتار فيصل سيّد إمام لفرقته بديلاً لمحمّد جبريل ولعلي الله جابو
وذلك بغرض تجويد أغنية (جميلة ومستحيلة) وإعادة تقديمها وكذلك لتقديم الأغنية الجّديدة (الحِنَيْنة السُّكرة) للشاعر إسحاق الحلنقي
وبالفعل قام وردي بتنفيذ أفكاره وأضاف تعديلات علَىَ الأغنية وجعل لفلوت صلاح دهب أدوار مهمّة في الأغنية وكذلك لبيزجيتار فيصل سيّد إمام
بالإضافة للتّفاصيل السّابقة الخاصّة بجيتار صلاح خليل وساكسفون محمّد مصطفى الشّيخ وبقيّة الفرقة
وأعاد وردي تقديم (جميلة ومستحيلة) التي قامت شركة مَنصفون بتسجيلها وإخراجها لاحقاً في كاسيتات وألبومات مختلفة لتبدأ في الإنتشار
لكن رغم هذا التقديم الفخيم للأغنية هل انتهَىَ الحديث عن عاصفة الأغنيات الجّميلة ومستحيلة ؟!
أظنّنا سنحتاج لحلقة ثالثة وربّما رابعة لنتحدّث عن الكثير عن الأغنية وعَمَّا فعلته جميلة ومستحيلة بعد ذلك بالبلاد وبالعباد وبالأعوام 1976 و 1977 و 1978
وما تلتها من أعوام إلَىَ يومنا هذا

أرجو شاكراً أن تسمحوا لي بأن أضع للجّميع النَّص الصَّحيح مع تسجيل مَنصفون لأغنية
(جميلة ومستحيلة):-

جميلة ومستحيلة

يا جميلة ومستحيلة
إنتِي دائماً زي سحابة
الرّيح تعجِّل بِرحيلها
 عُيوني في الدّمعات وحيلة
 أسمحي لها تشوف عُيونِك أسمحي لها
 أنا لا الصّبُر قادِر عليَّ
ولا عندِي حِيلة
 
حدَّثتَ عنِّك نجمة جارة
وزرعتَ إسمِك حارة حارة
في منادِيل العذارى
وفي مشاوير الحيارى
في لِحاء الأشجار كتبتُو
نحتُّو في صُم الحِجارة
بُحتَ للشّمس البِتقدِل في مدارها
 
يا مراسي الشّوق تعالي
 لا الليالي تمُر بِدونِك هي الليالي
مِن ضواحي الدُّنيا جيت
جيت وعلَي رِحالي
لِمداين في عُيونِك يا مُحالي
ريّحيني أسُتري حالي
 
إنتِي مِنِّك لا بداية
 عِرِفتَ لِسَّا ولا نِهاية
 مرَّة أفرح و مرَّة أسرح
 و مرَّة تغلبني القراية
 و لمّان أكتِب لِك وداعاً
 قلبي ينزِف في الدّواية
 يا صبيَّة الرّيح ورايَ
 خلِّي مِن حُضنِك دَرايا




تحيّاتي
لؤي




#وردي_التوثيق_الشامل_أغنيات_الشاعر_محجوب__شريف_جميلة_ومستحيلة