مكتب وزير خارجية مصر

قد يحوي المكتب بين أدراجه أوراقًا وحكايات.. وبقدر أهمية تلك الأوراق وسطورها يستمد قيمته.. لكنك عندما تراه وللوهلة الأولى تدرك تمامًا أنه بعيد كل البعد عن كل ما هو متبع.. قابع مكانه يتحدث في صمت.. غني بالتفاصيل الكلاسيكية وكأنه راوي يسرد لك أزمنة متعاقبة تناقلتها كتب التاريخ.. لكنها في النهاية لم ترض شغفك بقدر ما يطلعك هو عنها بصمته وتفاصيله ودبلوماسيته التي يشعها.. إنه مكتب دبلوماسي مصر الأول.. المكتب الذي سطر عليه اتفاقيات مصر التاريخية في علاقاتها مع جميع دول العالم.

بمجرد أن تطأ أقدامك مبنى وزارة الخارجية القابع على كورنيش النيل والمشيد بأدواره الـ 42 على مساحة 4800 م وارتفاع 143 م، تراودك العديد من الأسئلة التي تظل تبحث عن إجابات إلى أن تصل إلى الدور الأخير، حيث يقبع الراوي الصامت.. تقترب دون أن تدري شيئًا فشيئًا ودون أن تشعر تجد أناملك تحاول الاقتراب في حذر تفرضه عليك كلاسيكته ووقاره.. لونه.. انحناءاته.. أوراقه.. إضاءته الخافتة.. أدراجه.. مقابضه تأخذك إلى أزمنة كانت فيها الدبلوماسية المصرية تخرج أحد الدواوين التي أنشأها محمد علي لتنظيم علاقاته داخليًا وخارجيًا، وكانت تعنى أساسًا بالشؤون المتعلقة "بالتجارة والمبيعات"، حيث عرفت الوزارة في ذلك الوقت بـ"ديوان الأمور الإفرنكية"، وكانت مهامها تنحصر بشكل رئيسي في "نظر المسائل المتعلقة بمعاملة الأهالي والتجارة".

#مكتب_دبلوماسي #وزارة_الخارجية_المصرية #تاريخ_مصر #الدبلوماسية_المصرية #كورنيش_النيل #ديوان_الأمور_الإفرنكية #محمد_علي_باشا #تاريخ_الدبلوماسية #مبانٍ_تاريخية #وثائق_تاريخي