قرأ 4000 كتاب في نصف قرن.. "فبراير" تزور أشهر بائع كتب في المغرب

في قلب المدينة العتيقة بالعاصمة الرباط، تقع "مملكته". محل ضيق يقضي فيه 7 ساعات يوميا. يضم بحسبه أكثر من ألفي كتاب. قرأ منها الكثير وتعلم منها الكثير.

حكاية السبعيني، محمد العزيزي، مع بيع الكتب المستعملة بدأت في ستينيات القرن الماضي، وكان ولعه بقراءة قصص الرسوم المتحركة نقطة انطلاقها.

محمد العزيزي أقدم بائع كتب في مدينة الرباط القديمة. منظره وهو يقرأ مستندا إلى باب متجره الذي يبلغ خمسة أقدام مربعة، أصبح معلماً من معالم شارع محمد الخامس، الذي يمر عبر قلب المدينة القديمة في الرباط.

يعمل عزيز 12 ساعة في اليوم، يمضي 8 ساعات منها في القراءة، طيلة فترة تواجده في محله، لا تفارق الكتب كفَّيه هذا الأخير يقرأ باستمرار، إلى درجة أن كثيرين من سكان الرباط يرشدون إليه من يرغبون في التبضع منه بالقول "أُدخلوا المدينة القديمة، وستجدونه وسط كومة من الكتب، أحدها بين يديه".

في حوار أجراه "فبراير"، مع محمد العزيزي أكد أنه لايستعمل الهاتف، إذ يقول مازحا، "ماعندي باسبور، ماعندي بيرمي، ماعندي تليفون"، ليضيف "كون عندي تليفون كاع منقرا هاد الكتوبة كاملين".

يرتب محمد العزيزي كتبه بعناية ودقة يوميا، حيث يحرص على تصنيفها حسب نوعها، كتب تاريخية، اقتصادية، تعليمية، حيث يسهل على القارىء المشتري اختيار مايريده.

وعن كيفية شرائه للكتب، أكد أن هناك مزاد علني ينظم بانتظام حيث تتم المزايادات، ومن ينجح يأخذ الكتاب، مبرزا أن الأثمنة التي يبيع بها كتبه، رغبة منه في أن يستفيد كل من لايمتلك القدرة على شراء الكتاب بثمن أغلى.

بيع الكتب، لم يعد مهنة عادية لدى محمد بل تجاوز ذلك حيث أصبح جزء لايتجزأ من حياته، مؤكدا أنه لن يتقاعد حتى يتوفاه الله.

يحرص بابتسامة بريئة، على التحدث والمناقشة مع كل زواره، وتقديمه لنصائح قيمة، سواء عن الحياة انطلاقا من تجاربه، أو عن بعض من كتبه التي قرأها وذلك في خطوة منه من تنوير الزائر القارئ.

يقع محل محمد العزيزي في شارع محمد الخامس بالمدينة القديمة بالرباط، لايمكن لأي زائر أن يمر دونما يتوقف ويتأمل في المحل الصغير، إلا أن حجم المعرفة فيه يفوق الوصف.

وعن أبنائه الست أكد محمد العزيزي أنهم يشبهون شباب الجيل الحالي، حيث يستغرقون وقتا أطولا في استعمال الهاتف مسجلا أنه يحترم رغبتهم في قراءة الكتب وأنه لم ولن يفرض رأيه عليهم.