وسون ووكو، البشر حولوا صورة القرد لرمز أسطوري—لكن مو لعبادة مباشرة.

لو أجداد البشر كانوا قرود، ليش ما في حد يعبد القرود؟

السؤال هذا غريب شوي: "لو أجداد البشر كانوا قرود، ليش ما في حد يعبد القرود؟" الموضوع مو بس علمي، لكن له علاقة بالدين، والثقافة، والنفسية البشرية. لازم أول شي نفهم شنو يعني "أجداد" وشنو يعني "عبادة"، وبعدين نشوف البشر كيف اختاروا الأشياء اللي يقدسونها. غياب عبادة القرود مو صدفة، لكنه نتيجة رموز وثقافة ونفسية عميقة.

من ناحية العلم، التطور يقول إن البشر والقردة اللي موجودين اليوم لهم جد مشترك من ملايين السنين، مو إن القردة اللي نشوفهم اليوم هم أجدادنا المباشرين. الجد هذا كان نوع ثاني، وتفرع منه البشر والقردة الحاليين. يعني مو صحيح إن القرد الحالي هو جد الإنسان. لكن يظل السؤال: إذا القرود أقرب لنا، ليش ما حد عبدها؟

العبادة عند البشر ما كانت عن القرابة. البشر عادة يعبدون اللي يشوفونه قوي، غامض، سماوي، أو يعطي حماية. مثلًا، المصريين القدماء قدسوا القطط لأنها تحمي الغلال من الفيران وترمز للغموض. في الهند، البقر صار مقدس لأنه يعطي لبن ويخدم بالزراعة ويمثل الاستقرار. أما القرود، ما كان لها دور أساسي بحياة الناس ولا رمز لصفات مطلوبة. بالعكس، يمكن الشبه الكبير بيننا وبينها خلا الناس تنفر منها بدل تعبدها.

من ناحية نفسية، البشر يحبون يقدسون الشي "المختلف"، مو اللي "شبههم وايد". القرد يشبهنا بشكل يربك: عنده مشاعر وذكاء وحياة اجتماعية، لكن ما عنده لغة ولا أخلاق مثل البشر. هذا التشابه يخلي الناس تحس بقلق مو رهبة. علماء النفس يسمونه "وادي الغرابة". بدل ما القرود توحي بالقداسة، وجودها خلى الناس يبتعدون عنها.

ومع هذا، ما نقدر نقول القرود ما أخذوا أي مكانة. في الهند، الإله هانومان على شكل قرد يرمز للقوة والإخلاص. في الصين، الملك القرد "سون ووكو" صار رمز للذكاء والقدرات الخارقة. بس هنا الناس ما عبدوا القرد نفسه كحيوان، لكن حولوه إلى رمز أسطوري بعيد عن طبيعته البيولوجية.

سبب ثاني إن القرود ما كانت موجودة بكثرة بمناطق الحضارات الكبيرة مثل مصر، العراق، واليونان. الغوريلات والشمبانزي يعيشون بغابات أفريقيا، والأورانغوتان بجنوب شرق آسيا. الحضارات القديمة ما كان عندها تواصل مباشر معاهم، فما صار لهم قيمة دينية. بالعكس، الحيوانات القريبة مثل البقر والخيول والكلاب دخلت بسهولة بالرموز الدينية لأنها جزء من الحياة اليومية.

كمان، الدين عند البشر كان دايمًا يرفع الإنسان من الأرض للسماء. القرود مرتبطة بالغابة والأرض، مو بالسماء ولا الآخرة. عبادة القرد كانت ممكن تبين رجعة للأصل الحيواني، وهذا الشي البشر حاولوا يبتعدون عنه.

والقرب الكبير بين البشر والقرود هو اللي خلا عبادتها صعبة. الاعتراف فيها يعني الاعتراف بأصلنا الحيواني، وهذا شي أغلب الثقافات رفضته. البشر يحبون يحسون إنهم مختلفين وأعلى. الدين عزز هذا الخط الفاصل بين الإنسان والحيوان، وبين الإلهي والدنيوي. القرود كانت بالنص، وما أخذت مكان بالقداسة.

الخلاصة: غياب عبادة القرود ما هو دليل ضد التطور، لكنه يوضح كيف البشر يبنون معنى وهوية. البشر يعبدون اللي بعيد بما يكفي يعطي رهبة، أو مفيد للبقاء، أو غامض يرمز للقوة الإلهية. القرود، لأنها تشبهنا كثير بس مو "سامية" كفاية، انتركت على جنب. ومع ذلك، من خلال شخصيات مثل هانومان وسون ووكو، البشر حولوا صورة القرد لرمز أسطوري—لكن مو لعبادة مباشرة.