القوة لله جميعا

القوة لله جميعا

قال ابن القيم: "ولو اجتمعت قوى الخلائق على شخصٍ واحدٍ منهم، ثم أعطي كل واحد منهم مثل تلك القوة، لكانت نسبتها إلى قوته سبحانه دون نسبة قوة البعوضة إلى حملة العرش". (شفاء العليل لابن القيم)
(الله القوى... هو الكامل القدرة على الشئ تقول هو القادر على حمله فإذا أردت زيادة فى المعنى قلت هو قوى على حمله ((تفسير اسماء الله الحسنى للزجاج))..)
وصف نفسه فقال( ذو القوة المتين) وقال( وهو القوى العزيز)

المعنى:
القوي: هو الذي لا يغلبه غالب، ولا يرد قضاءه رادٌّ، وهو الذي يَنْفُذ أمره، ويمضي قضاؤه في خلقه، فهو القوي ذو القوة التامة، الذي لا يلحقه عَجْزٌ ولا ضَعْفٌ ولا نَصَب
وقوة الله هي القوة التامة الكاملة المطلقة، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ البقرة: ١٦٥،

مقتضى اسم الله القوي وأثره:
اسم الله القوي يمنح المسلم أماناً من بطش المتجبّرين وطغيان الطاغين، لأن الله القوي قادر على إهلاكهم في طرْفة عين أو أقل من ذلك، فمن اعتصم بالله القوي فقد اعتصم بالركن الشديد، الذي غالب له ولا قادر عليه.

أ من أهلك قوم نوح ؟ من أمر السماء بأن تمطر فأطاعته وأمطرت ماء منهمر ؟ من أمر الأرض فأطاعته وتفجرت عيوناً ؟ من جعل الماء يطغى حتى غطى رؤوس أعلا جبال الأرض ؟ من الذي أمر الماء أن تغرق أهل الكفر وأن لاتتعرض بسوء لسفينة الإيمان سفينة نوح ومن معه وهي تجري في موج كالجبال ارتفاعه آلاف الأقدام ؟ إنه..الله..إنه الله.. إنه الله {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}(3). فقولوا لمن عظمت في قلوبهم قدرة البشر الضعفاء ، أعطونا من يفعل مثل ذلك ؟ فإن لم يفعلوا ولن يفعلوا فقولوا لهم أما آن لقلوبكم أن توقن بتلك القاعدة الربانية {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)

قال تعالى في سورة الجن:
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُۥ هَرَبًا (١٢)}

قال تعالى في سورة الأحقاف:
{وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِىَ ٱللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءُ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ فِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ (٣٢)}

قال تعالى في سورة الزمر:
{فَأَصَابَهُمْ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُوا۟ ۚ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنْ هَٰٓؤُلَآءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُوا۟ وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ (٥١)}

قال تعالى في سورة التوبة:
{وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُوا۟ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوٓا۟ أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (١١٨)}

قال تعالى في سورة المجادلة:
{كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِىٓ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ (٢١)}

قال تعالى في سورة البقرة:
{....وَلَوْ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا۟ إِذْ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ أَنَّ ٱلْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعَذَابِ (١٦٥)}

قال تعالى في سورة الأنفال:
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠)}

قال تعالى في سورة فاطر:
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُوا۟ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوٓا۟ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُۥ مِن شَىْءٍ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِى ٱلْأَرْضِ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (٤٤)}

قال تعالى في سورة الأنعام:
{فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ۚ وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ (٤٥)}