المراد بالفقه والفقيه في كلام العلماء - الشيخ الدكتور سليمان الرحيلي
Автор: شبكة خير أمة
Загружено: 2025-10-02
Просмотров: 201
أمَّا الفِقهُ في لِسانِ عُلمائِنا فيُطلَقُ إزاءَ مَعانٍ أَربعةٍ:
أمَّا المَعنى الأوَّل: فهُو فَهمُ الدِّينِ مُطلَقًا، فَكُلُّ مَن فَهِمَ مَسألةً في الدِّينِ فهذا فِقه، سَواء كانَت في العَقيدةِ أو كانَت في الحَديثِ أو كانَت في الأحكامِ.
وهذا المقصودُ بقولِ نَبيِّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:
«مَن يُرِدِ اللهُ بهِ خَيرًا يُفَقِّههُ في الدِّينِ»
[رواه البخاري ومسلم].
أي: يُفهمه في الدين.
والمَعنى الثّاني: العِلمُ بالأحكامِ الشَّرعيّةِ العَمَليّةِ المُكتَسَب مِن أدِلّتِها التَّفصيليّةِ، العِلمُ سَواء كانَ جَزمًا أو غَلَبةَ ظَنٍّ بالأحكامِ الشَّرعيّةِ.
فهذا يُخرِجُ العِلمَ بالأحكامِ الدُّنيويّةِ، كالعِلمِ بأحكامِ الطِّبِّ، والعِلمِ بأحكامِ الهَندَسةِ؛ فهذا عِلمٌ وليس فِقه، هذا علم ونافعه مَحمودٌ، لكنَّهُ ليسَ فِقهًا في لِسانِ العُلماءِ.
العِلمُ بالأحكامِ الشَّرعيّةِ العَمَليّةِ أي: الّتي يُطلَبُ بها العَمَلُ، فإنَّ الأحكامَ الشَّرعيّةَ منها ما هي أحكامٌ اعتِقاديّةٌ، ومنها ما هي أحكامٌ عَمَليّةٌ.
فالأحكامُ العَقَديّةُ تُبحَثُ في العَقيدةِ، ولا تُسمّى فِقهًا على هذا المَعنى، وإنّما الّذي يُسمّى فِقهًا هُو العِلمُ بالأحكامِ الشَّرعيّةِ العَمَليّةِ: أحكامُ الصَّلاةِ، أحكامُ الطَّهارةِ قبلَ، أحكام الصَّلاةِ، أحكامُ الزَّكاةِ، أحكامُ الصِّيامِ، وهكذا.
المُكتسَبُ: أي المأخوذُ والمُستنبَطُ مِن الأدِلّةِ التَّفصيليّةِ.
فهذا الفِقهُ وهذا العِلمُ ليس مأخوذًا مِن الكُتُبِ، ولا مِن تَقريراتِ العُلماءِ، وإنّما يُستنبَطُ مِن الدَّليلِ: مِن الكِتابِ من السُّنّةِ مُباشرةً.
وهذا فِقهُ العُلماءِ المُجتَهدينَ الكِبارِ، كالإمامِ الأكبرِ أبي حَنيفةَ النُّعمانِ بنِ ثابِتٍ رحمهُ اللهُ رحمةً واسعةً، وإمام المدينةِ الإمامِ الأثَريِّ، إمامِ أهلِ الحَديثِ الإمام مالكِ بنِ أنسٍ رحمهُ اللهُ رحمةً واسعةً، والإمامِ القُرَشيِّ المُطَّلَبيِّ الفَصيحِ، الّذي يُحتَجُّ بكَلامِه في لُغةِ العَرَبِ، محمّدِ بنِ إدريسَ الشّافعيِّ رحمهُ اللهُ رحمةً واسعةً، والإمامِ الفَقيهِ الجَهبَذِ، إمامِ أهلِ السُّنّةِ والجماعةِ، الإمامِ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ رحمهُ اللهُ رحمةً واسعةً.
فهؤلاءِ فِقهُهُم مأخوذٌ مِن الأدِلّةِ.
والمَعنى الثّالِث: العِلمُ بالأحكامِ الشَّرعيّةِ العَمَليّةِ مع أدِلَّتِها التَّفصيليّةِ، فَهُو عِلمٌ بالأحكامِ الشَّرعيّةِ العَمَليّةِ، لكن ليس مأخوذًا مِن الأدِلّةِ، وإنّما هُو عِلمٌ بالفِقهِ مع الدَّليلِ، يعني مَعرِفة الحُكمِ مع دَليلِه.
أنا لَستُ المُستَنبِطَ للحُكمِ، استَنبَطَهُ الفُقهاءُ المُجتَهدونَ، ولكِنِّي أعرِفُ الحُكمَ مع دَليلِه، فهذا أيضًا يُسمّى فِقهًا.
والمَعنى الرّابِع: حِفظُ الفُروعِ الفِقهيّةِ، بمعنى أن يَحفَظَ الفَقيهُ مُتونًا فِقهيّةً والمَسائلَ الفِقهيّةَ كما قُرِّرَت في الكُتُبِ، فهذا فِقهٌ، وكُلُّه يُسمّى فِقهًا اصطِلاحًا.
[شرح دليل الطالب ش1]
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: