وثائقي تحقيقات جرائم القتل: جرائم لا تُصدق! كيف تحوّل ضابط في سلاح الجو الكندي إلى مفترس بشري؟

في عالم الجرائم، هناك قضايا تهز الرأي العام، ليس فقط بسبب بشاعة الأفعال، بل بسبب هوية المجرم نفسه. هذا الوثائقي يأخذك إلى واحدة من أكثر القضايا صدمة في تاريخ كندا، حيث تحوّل ضابط بارز في سلاح الجو الكندي، يتمتع بمسيرة مهنية لامعة وثقة المجتمع، إلى مجرم خطير ارتكب سلسلة من الجرائم التي لن تُمحى من الذاكرة.
القصة تبدأ برجل في موقع قوة ونفوذ، يلبس زي القوات الجوية بفخر، ويحظى باحترام رؤسائه وزملائه، ويُنظر إليه كمثال على الانضباط والشرف. حياته العلنية كانت صورة مثالية: قائد مسؤول، زوج ملتزم، ورجل وطني. لكن خلف هذه الواجهة الصارمة، كان هناك وجه آخر، مظلم، ومليء بالنوايا الخبيثة.
أول خيوط القضية ظهرت عندما بدأت الشرطة تحقق في سلسلة حوادث اقتحام غامضة لمنازل نساء في مناطق متعددة. في البداية، بدت هذه الحوادث غير مترابطة، لكن مع مرور الوقت، اتضح أن هناك نمطًا مريبًا: الضحايا جميعًا نساء شابات، والمجرم كان يعرف تحركاتهن بدقة، ويخطط لجرائمه بعناية شديدة.
عمليات الاقتحام كانت تتصاعد في خطورتها. من سرقة مقتنيات شخصية ذات طابع حميمي، إلى اعتداءات جسدية، ثم الوصول إلى جرائم قتل مروّعة. هنا بدأ الرعب ينتشر في المجتمع، وأصبح الجميع يتساءل: من هذا المجرم الذي ينجح في الإفلات من العدالة مرارًا؟
التحقيقات التي تتابعها في هذا الوثائقي تكشف كيف تمكن فريق من المحققين، عبر الصبر والبحث الدقيق، من تضييق دائرة الشبهات. تحليل الحمض النووي، تتبع آثار الإطارات على الطرق الريفية، ومراجعة تسجيلات المراقبة، كل ذلك قادهم إلى مفاجأة مذهلة: المشتبه به الرئيسي لم يكن مجرمًا عاديًا، بل ضابط رفيع في سلاح الجو الكندي، رجل كان يُفترض أنه رمز الحماية والنظام.
الصدمة لم تكن فقط في هوية المجرم، بل في ازدواجية حياته. في النهار، كان يشارك في المناسبات الرسمية، يقود الجنود، ويظهر في الإعلام بصفته قائدًا محترمًا. وفي الليل، كان يتحول إلى صياد بشري، يترصد ضحاياه ببرود، ويمارس أبشع الجرائم.
من خلال مقابلات مع المحققين، وضحايا نجوا من براثنه، وخبراء في علم النفس الجنائي، يكشف هذا الوثائقي عن العقلية الملتوية التي سمحت له بإخفاء جرائمه لفترة طويلة. التحليل النفسي يوضح كيف أن الشعور بالقوة والسيطرة، مقترنًا بالقدرة على التلاعب بالثقة العامة، جعله يعتقد أنه فوق القانون.