الخلود بين الدين والعلم
Автор: خزعل الماجدي
Загружено: 30 апр. 2024 г.
Просмотров: 20 788 просмотров
كان الإعلامي الأستاذ عبد اللطيف الوراري قد سألني السؤال الآتي : من الديانات القديمة إلى الديانات التوحيدية، هل ثمّة فروق نوعية يمكن التقاطها في مسألة الفقدان والموت؟ ثُمّ هل قدمت الأخيرة جوابًا أو أجوبةً على أسئلة الموت الواخزة في المخيال الجماعي؟
فأجبته قائلاً : مطلقاً .. لم تقدم أي شيء ، أفكار الديانات التوحيدية عن الموت ومابعده مأخوذة من الأديان القديمة وبصفة خاصة عن الديانة المصرية القديمة ، فقد تلقفت الديانة اليهودية سيناريو الموت ومابعده (إسكاتولوجيا ) من المصريين القدماء وأجروا عليها بعض التعديلات التي تناسب جهازهم الروحي والفكري وحذفوا منه بعض الآلهة وحولوا بعضها إلى ملائكة وشياطين .. وأخذ الدين المسيحي ماراق له من صورة الموت ومابعده وصممّ صورة مقاربة ، ثم جاء الإسلام وحور ماأتى به الدينان المسيحي واليهودي وأضاف له بعض صور المعتقدات الاسكاتولوجية في جزيرة العرب.
الأديان الغنوصية قدمت قبل الأديان التوحيدية سيناريو للموت وصعود الروح وعودتها للروح الكليّ وهو الآخر مستمدٌّ بطريقة نوعية من الأديان القديمة.
أسئلة الموت الواخزة لايجيب عنها سوى العلم ولكنه يجيب عنها ببطء وتأنٍ لإن إجابته صحيحة وقابلة للتطور حسب تطور الوعي العلمي والبحث العلمي وأدواتهما.
أما أسئلة المخيال الجماعي فلاتوجد إجابات عليها في كل الأديان القديمة والغنوصية والوسيطة (الموحدة ) والحديثة (المصنّعة ).. بل هناك إجابات أشبه بالأفلام الممتعة أو المرعبة.
وتقدم لي بسؤال متمم للسؤال الأول وهو : لك دراسة في (ميثولوجيا الخلود) تنكبّ فيها على بحث أسطورة الخلود قبل الموت وبعده في الحضارات القديمة. لماذا – في نظرك- بحث الإنسان منذ القديم عن الخلود؟ وكيف تجسد ذلك عبر الأساطير وخطط السيناريوهات الإسكاتولوجية كما تسمّيها؟
فكان جوابي له : هو عزاء للإنسان وتطمين بعدم الفناء الكليّ ، خوف من المحو الفيزيقي والميتافيزيقي .. ولذلك أقنع نفسه ، عبر الدين ، أنه سيبقى بعد الموت . وقد جاء ذلك استناداً إلى اعتقاده بوجود الله الذي سيتحمل نتيجة موت الإنسان مثلما تحمل سبب خلقه وحياته . وهذه هي أحد أهم الأسباب التي أوجدت الدين . في كتابي الذي ذكرته (مثولوجيا الخلود ) تجد في صفحته الأولى هذه العبارة (يقول الكاتب الإسبانى ميجيل دي أونامونو : كنت أتحدث إلى فلاح ذات يوم واقترحت علية فرض وجود إله يحكم فى الارض وفى السماء، كما أقترحت عليه أيضا عدم خلود الأرواح وأنه لن يكون بعث ولا نشور بالمعنى التقليدى المعروف، ففجأنى الفلاح قائلا : وما فائدة وجود الله إذن؟.
الخلود حلم الإنسان بل هو حلم البشرية الذي لايختلف عليه أحد ، وهو أقصى حلمٍ شغل الإنسان ، ولذلك كان البحث عنه يجري بوسائل مختلفة لكي يبقى الإنسان في العالم ويواصل حياته ، وكان الدين (وبضمنه الأسطورة ) وسائل متاحة للبحث عن الخلود لكنه لم يحقق شيئاً على صعيد الواقع ، وتبقى هي مجرد أحلامٍ ورغبات فحتى من يعرفون برجال الله المختارين ،كالأنبياء مثلاً ، لم يحققوا شيئاً من الخلود.
الأديان تقترح لنا سيناريوهات مختلفة لما بعد الموت ، ولايوجد سيناريو يشبه الآخر ، وهذا يدلّ على أن كهنة كلّ شعب ٍ لهم طريقة في التفكير الخيالي ، الفلسفة كذلك ترسم طرقاً مختلفة يقلّ فيها الخيال نسبياً ويزداد التأمل العام ، أما العلم فلا يجرأ أن يتحدث عن شيء لايعرفه بل هو يحاول اكتشاف سرّ الموت داخل الخلية وداخل الدي أن أي DNA وداخل القلب والدماغ ، يحاول أن يجد طريقة لإيقاف الموت من داخل الجسد نفسه ، وسينجح يوماً ما ، إنه لايذهب إلى الغيب لأنه لايعرف شيئاً عن حيّزِ مجهول بالنسبة له ولاوجود له ومابعده مأخوذة من الأديان القديمة وبصفة خاصة عن الديانة المصرية القديمة .
الخلود بين الدين والعلم
الخلود بين الدين والعلم

Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: