مِنْ أَغْرَب الرّحلَات فِي تَارِيخِ البَشَرِيَّةِ… رِحْلَةُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مع الخَضِرِ
Автор: حكايات الحاج متولي
Загружено: 2025-12-25
Просмотров: 269
Rejoignez cette chaîne pour bénéficier d'avantages exclusifs :
/ @mattioliabdellah
رحلة إلى عُمق الحكمة
كان موسى عليه السلام، كليمُ الله، واقفًا في بني إسرائيل، يخطب فيهم بلهيب اليقين، يدعوهم إلى الله ويذكّرهم بعهده.
وحين سكن الصوت وسكنت القلوب، نهض رجلٌ من القوم، وسأل سؤالًا بدا بسيطًا… لكنه كان شرارة الرحلة:
«هل من أحدٍ أعلم منك يا موسى؟»
أجاب موسى بعفوية الصدق: «لا».
لم يكن تكبّرًا، بل يقينُ نبيٍّ يتلقى الوحي، ولم يخطر بباله أن على الأرض علمًا لا يُعطى للرسل، بل يُودَع سرًّا في قلب عبدٍ صالح.
لكن السماء شاءت أن تُعلِّم أعظم أنبيائها درس التواضع.
أوحى الله إليه:
«بل عبدٌ من عبادي، آتيناه رحمةً من عندنا، وعلّمناه من لدنّا علمًا».
ارتجف قلب موسى شوقًا، وقال:
«يا رب، دلّني عليه».
علامة اللقاء
جاءه الجواب غامضًا، ككلّ ما يتعلّق بالحكمة العميقة:
احمل حوتًا في مكتل، وسِرْ…
وحيثما تعود الحياة إلى السمكة، هناك ستجد الرجل.
انطلق موسى، ومعه فَتاه يوشع بن نون، شابٌ صامت، يحمل الأمانة ولا يدري أنه يسير نحو التاريخ.
قطعوا المسافات، حتى بلغوا صخرةً على شاطئ البحر.
تعب موسى، فنام.
وبقي يوشع ساهرًا…
وفجأة، لامس رذاذ البحر الحوت، فدبّت فيه الحياة، وقفز، وشقّ الماء شقًّا عجيبًا، كأن البحر انفتح له طريقًا.
ارتجف يوشع دهشةً…
لكن النسيان غلبه.
تابعوا السير، حتى أنهكهم الجوع، فقال موسى:
«ائتنا غداءنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا».
هنا فقط، تذكّر يوشع…
وعاد الطريق إلى الوراء.
الرجل الذي جاء من الغيب
عند الصخرة…
كان هناك رجل، يلفّه الوقار، كأن البحر يعرفه، وكأن الصمت يتبعه حيث جلس.
قال موسى: «السلام عليك»
قال الرجل: «وعليك السلام… وأنّى بأرضك السلام؟»
قال موسى: «أنا موسى»
قال: «موسى بني إسرائيل؟»
قال: «نعم»
هنا عرفه:
إنه الخَضِر.
قال موسى بخشوع الطالب:
«هل أتبعك على أن تعلّمني مما عُلّمتَ رُشدًا؟»
ابتسم الخضر، ابتسامة من يعرف الطريق ونهايته:
«إنك لن تستطيع معي صبرًا… وكيف تصبر على ما لم تُحِط به خبرًا؟»
لكن الشوق غلب التحذير.
الامتحان الأول: السفينة
ركبا سفينةً لمساكين، حملوهما بلا أجر.
وما إن ابتعدوا عن الشاطئ…
حتى خرق الخضر السفينة!
صرخة موسى خرجت من قلب العدل:
«أخرقتها لتُغرق أهلها؟!»
قال الخضر بهدوء الجبال:
«ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرًا؟»
اعتذر موسى… ومضوا.
الامتحان الثاني: الغلام
مرّوا بأطفالٍ يلعبون.
وفجأة…
قتل الخضر غلامًا.
اهتزّ قلب موسى، وثار الحق فيه:
«أقتلت نفسًا زكية بغير نفس؟!»
تكررت الكلمات الثقيلة:
«ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرًا؟»
قال موسى:
«إن سألتك بعدها عن شيء فلا تصاحبني».
الامتحان الأخير: الجدار
دخلوا قريةً بخل أهلها.
جاعوا… فلم يُضيفوهم أحد.
رأى الخضر جدارًا آيلًا للسقوط، فبناه بيديه.
قال موسى بدهشة المتعب:
«لو شئتَ لاتخذت عليه أجرًا».
هنا…
توقّف الطريق.
انكشاف السرّ
قال الخضر:
«هذا فِراق بيني وبينك… وسأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرًا».
السفينة: كانت لمساكين، ووراءهم ملكٌ يغتصب كل سفينةٍ صالحة… فكان الخرق نجاة.
الغلام: كان سيكفر، ويُرهق أبويه المؤمنين… فكان موته رحمة.
الجدار: تحته كنزٌ لغلامين يتيمين… وكان أبوهما صالحًا، فأراد الله حفظ حقّهما.
ثم قال الكلمات التي ختمت الرحلة:
«وما فعلته عن أمري… ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا».
واختفى…
كما ظهر.
ما بعد الحكمة
عاد موسى…
لكن قلبه لم يعد كما كان.
تعلّم أن فوق كل ذي علمٍ عليم.
وأن الحكمة لا تُقاس بظاهرها.
وأن الرحمة قد تختبئ خلف أقدارٍ موجعة.
أما يوشع بن نون…
فكان الغد.
قاد بني إسرائيل بعد موسى،
فُتحت على يديه الأرض،
وحُبست له الشمس،
ودخل بيت المقدس بإذن الله.
الخاتمة
ليست هذه قصة علمٍ فقط…
بل قصة حدود العقل أمام حكمة الله.
قصة تُخبرنا أن ما نراه شرًّا…
قد يكون في عُمقه نجاة.
وفي كل زمان،
يمرّ الخَضِر من حياتنا…
لكننا لا نعرفه،
إلا بعد أن يفارقنا.
وسلامٌ على موسى،
وسلامٌ على الخضر،
وسلامٌ على كل قلبٍ صبر…
حتى أبصر الحكمة.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: